«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، «غزة غزة رمز العزة»، «أول مطلب للجماهير غلق سفارة وطرد سفير»، بهذه الهتافات وأمثالها، صب ملايين المصريين غضبهم في فعاليات تضامنية واحتجاجية عدة لم تتوقف على جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، وأعلنوا دعمهم للمقاومة.
الشارع غاضب
ووصلت المظاهرات الغاضبة للمرة الأولى منذ 10 سنوات إلى ميدان التحرير، أيقونة ثورة 25 يناير 2011م، في «جمعة نصرة فلسطين»، في 20 أكتوبر 2023م، بالتزامن مع مظاهرات شعبية حاشدة في عدة ميادين في جميع محافظات الجمهورية، هتفت ضد الكيان الصهيوني وجرائمه ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
مظاهرات بـ«التحرير» لأول مرة منذ 10 سنوات تندد بالعدوان
وخرجت المظاهرات بشكل دائم، كل جمعة، من الجامع الأزهر الشريف، منذ انطلاق معركة «طوفان الأقصى»، مؤكدة دعم المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، و«كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة، وتقديم كل سبل الدعم للمقاومة والشعب الفلسطيني المضطهد، معززة مواقف شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، الذي أصدر أكثر من بيان موقف، أفتى فيه بوجوب دعم الفلسطينيين، في مواجهة المحتل الصهيوني، واستمرار النصرة حتى تحرير الأراضي الفلسطينية.
كما نظم قيادات أحزاب الحركة المدنية المعارضة بمصر، وقفة في حي السفارات أمام السفارة البريطانية وبالقرب من السفارة الأمريكية لإدانة جريمة قصف «المستشفى المعمداني» بغزة، وهتفوا ضد الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكة بشكل كامل في دعم الجرائم الصهيونية.
الجامع الأزهر قِبلة المتظاهرين.. وطلاب الجامعات ينتفضون
الجامعات تندد
وشهدت جامعات مصر الحكومية والخاصة وبعض المدارس مظاهرات حاشدة داعمة للقضية الفلسطينية، أبرزها مظاهرة طلابية غاضبة في الأيام الأولى بعد انطلاق المعركة خرجت في قلب الجامعة الأمريكية، وهتفت ضد الكيان الصهيوني الغاضب والتحالف الأمريكي، كما خرجت في جميع الجامعات المصرية مظاهرات مماثلة أبرزها في جامعات القاهرة، والمنصورة، والمنيا، والفيوم، تهتف بسقوط المحتل.
كما خرج طلاب وطالبات جامعات الأزهر على مستوى الجمهورية في العديد من المظاهرات تندد بالقصف الصهيوني المتواصل على غزة وتساند المقاومة الفلسطينية.
ميادين المحافظات تهتف للمقاومة وفلسطين وتطالب بالثأر
النقابات تنتفض
نقابياً، قادت نقابة الصحفيين المصريين الفعاليات النقابية الداعمة للقضية الفلسطينية، ونظمت العديد من المظاهرات لدعم قطاع غزة والأراضي المحتلة، ببهو النقابة التاريخي، وسلم النقابة الذي استعاد حيويته السياسية مجدداً بعد منع طال مدة 4 سنوات، بجانب الندوات والفعاليات التضامنية، وانضمت إليها نقابة المحامين واتحاد المهن الطبية، بتنظيم وقفات تضامنية مع غزة والشعب الفلسطيني المحاصر.
وقاد نقيب الصحفيين المصريين الكاتب الصحفي خالد البلشي جهود النقابات لدعم القضية الفلسطينية، واستضاف الاجتماع الأول للنقابات المصرية الداعم لفلسطين، الذي أعلن بدوره تشكيل لجنة تنسيق دائمة للمتابعة تضم في عضويتها ممثلين عن كل النقابات المهنية المصرية، وأكد استمرار التظاهر وبدء الملاحقة القانونية الدولية والإغاثة الإنسانية، مع فتح باب تسجيل الأطباء المتطوعين، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
سلم نقابة الصحفيين يحتضن المظاهرات الغاضبة بعد منع 4 سنوات
اعتصام مفتوح
وعلى الحدود، وتحت شعار «مرابطون حتى الإغاثة»، نظم المشاركون في حملات الإغاثة اعتصاماً مفتوحاً أمام معبر رفح، حتى تم دخول أولى الشحنات الإغاثية إلى القطاع في 21 أكتوبر 2023م، بعد مماطلة، في انتظار السماح الدائم بدخول الشاحنات إلى القطاع المحاصر.
اعتصام مفتوح أمام معبر رفح لإدخال المساعدات
وكانت مؤسسات بارزة في العمل الخيري والتنموي بمصر دشنت مع انطلاق المعركة الحالية نشاطاً إغاثياً موسعاً لدعم غزة والفلسطينيين، تحت إشراف التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، شارك فيه عديد من المؤسسات المصرية أبرزها: الهلال الأحمر المصري، ومؤسسة مرسال، وبنك الطعام المصري، ومؤسسة صناع الحياة، بجانب بيت الزكاة والصدقات الذي يشرف عليه شيخ الأزهر، ودشن مبادرتين لإغاثة غزة.