يقدم الكتاب «التنمية.. الأسئلة الكبرى» للكاتب غازي القصيبي معالجة شاملة وعميقة لقضية التنمية، التي تعتبر من أكثر القضايا تعقيدًا وتحديًا في العالم الثالث، في هذا الكتاب يسعى القصيبي إلى تفكيك الأسئلة الكبيرة والمهمة المتعلقة بالتنمية، من خلال استعراض تحليلي وتفصيلي لمفاهيم وأبعاد التنمية المختلفة.
في المقدمة، يوضح القصيبي الهدف الأساسي من الكتاب، وهو تقديم رؤية واضحة وشاملة حول مفهوم التنمية، ولماذا هي ضرورية لتحقيق حياة كريمة للمواطنين، ويسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الدول المتقدمة والدول النامية، وكيف أن هذه الفجوة تؤدي إلى تفاوتات هائلة في مستوى المعيشة ونوعية الحياة.
يبدأ القصيبي بطرح السؤال الجوهري: لماذا نحتاج إلى التنمية؟ ويستعرض من خلال أمثلة واقعية الفرق بين حياة المزارع في دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة وحياة المزارع في دولة نامية مثل السنغال، هذا المثال يعكس بوضوح التباين الكبير في مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين الدول.
يشير القصيبي إلى أن التنمية ليست مجرد عملية تقليد للغرب، بل هي حاجة ملحة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الدول النامية، ويؤكد أن غياب التنمية يعني استمرار الفقر والتخلف، مما يؤدي إلى نتائج سلبية طويلة الأمد على المجتمع.
من خلال هذا الكتاب، يسعى القصيبي إلى تحفيز التفكير العميق والنقدي حول التنمية، وتقديم حلول عملية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة التي تعود بالفائدة على السواد الأعظم من المواطنين، وليس فقط على النخب أو المدن الكبرى.
ويطرح الكتاب رؤية جديدة ومتكاملة لتحقيق التنمية التي تحترم الهوية الثقافية والاجتماعية للدول، وتستفيد من التجارب الناجحة حول العالم.
في النهاية، تعد هذه المقدمة دعوة للقارئ للتفكير في أهمية التنمية كعملية شاملة ومتكاملة، تتطلب تضافر الجهود على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتحقيق الأهداف المنشودة، وضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
يتناول الكتاب قضية التنمية من جوانبها المختلفة عبر 5 فصول، ويسعى للإجابة عن الأسئلة الكبيرة المتعلقة بالتنمية من خلال استعراض نماذج، تحليلات، وحلول عملية.
الفصل الأول: التنمية.. لماذا؟
يستعرض الكاتب الفرق بين مستويات التنمية في الدول المتقدمة والدول النامية من خلال مقارنة بين مزارع أمريكي ومزارع سنغالي.
يوضح أن التنمية ليست مجرد تقليد للغرب، بل هي عملية شاملة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية.
ويشير إلى أن عدم تحقيق التنمية يعني استمرار الفقر والتخلف، مما يؤدي إلى نتائج سلبية طويلة الأمد.
الفصل الثاني: التنمية.. لمن؟
يطرح السؤال حول من يستفيد من التنمية، ويشير إلى أن النمو الاقتصادي لا يعني بالضرورة تحقيق التنمية للجميع.
يستعرض أمثلة من دول مختلفة، مثل باكستان والبرازيل، حيث لم تصل ثمار التنمية إلى السواد الأعظم من السكان.
ينتقد البيروقراطية والفساد باعتبارهما من أكبر معوقات التنمية في دول العالم الثالث.
الفصل الثالث: التنمية.. ماذا؟
يناقش ماذا يجب أن ننمي، مسلطًا الضوء على أن التنمية ليست مجرد تقليد للتقاليد الغربية أو الاشتراكية.
ويشير إلى أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للدول أثناء عملية التنمية.
ويوضح أن التنمية يجب أن تكون شاملة وتستهدف تحسين أوضاع المواطنين الاقتصادية والاجتماعية بشكل حقيقي.
الفصل الرابع: التنمية.. كيف؟
يؤكد أن التخطيط هو الأساس لتحقيق التنمية الفعالة، مستعرضاً أنواع الخطط التنموية المختلفة في مناطق متنوعة من العالم، وينتقد الإهمال الزراعي والتركيز الزائد على الإنفاق العسكري كأخطاء شائعة في خطط التنمية بالعالم الثالث، ويشير إلى أهمية فهم حاجات البشر الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
الفصل الخامس: التنمية.. المفتاح السحري
يعرض في هذا الفصل أهمية اتباع منهجية علمية في حل المشكلات التنموية، وينتقد الاعتماد المفرط على التمويل كحل للتنمية، مشيرًا إلى أهمية الكفاءة والإدارة الجيدة.
ويستعرض أمثلة من الصين في تحسين الخدمات الصحية بتكلفة منخفضة، مؤكداً أن التعليم والبحث العلمي هما الأساس لتحقيق التنمية المستدامة.
في النهاية، يختتم الكتاب بأن التنمية ليست مجرد عملية اقتصادية، بل هي عملية اجتماعية وثقافية شاملة تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع لتحقيق الأهداف المنشودة.