فرضت زكاة الفطر في المدينة المنّورة
في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المُبارك، ليلة القدر، وأكثر العلماء على أنها في مثل هذه الليلة، وسُميّت “ليلة القدر” لشرفها على باقي الليالي، إذ فيها أُنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وجعله الله في بيت العزّة، ثم نزل به جبريل (عليه السلام) على قلب الرسول الأمين مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) منجماً على حسب الوقائع ومناسبات الأحوال، وقد سُميّت “ليلة القدر”؛ لأن الله تعالى يقدّر فيها ما يشاء من أمره سبحانه وتعالى إلى السنة التالية، وليلةُ القدر يُكثر فيها الثواب ويضاعَف، وهي خيرٌ من ألف شهر.
عام 2هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك فُرضت زكاة الفطر في المدينة المنّورة، ويقال لها أيضاً: “صدقة الفطر”، ومن الدليل على فرضيتها قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14}) (الأعلى)، وما رُوي عن ابن عُمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) فَرَض زكاة الفِطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على كل حُرٍ أوْ عَبْدٍ، ذكر أو أنثى من المسلمين، وصدقة الفِطر تزكيةٌ لنفس الصائم وطُهرَةٌ لصومه.
عام 24هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تُجَدَّد كسْوَةَ الكعبة من كل عام، وكانت الكعبة المشرَّفَة تُكسَى مرتين في العام على عهد عثمان بن عفَّان (رضي الله عنه)، الأولى بالديباج يوم التَّرْوِية، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، والأخيرة يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المُبارك، ولا تزال الحال مستمرة في العهود الإسلامية التي تَلَتْ.
عام 65هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تولّى الخلافة الأمويّة الخليفة عبدالملك بن مروان، من أعظم الخلفاء، فقيهاً واسعَ العِلْم، متعبداً ناسكاً، استعمله معاوية على المدينة المنّورة وهو ابن 16 عاماً، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه في مثل هذا العام، فضبط أمورَها، وظهر بمظهر القوة، واجتمعت عليه كلمة المسلمين، وهو أول من صكّ الدنانير في الإسلام، وكان نقشُ خاتمِه “آمنتُ بالله مُخلصاً”، تُوفي بدمشق عام 86هـ/ 705م.
عام 366هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تُوفي الخليفة الأموي في الأندلس، الحكم المستنصر، وخلفه ولده أبو الوليد هشام الثاني، المُلقب بـ”المؤيد بالله”، وكان لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، لكن شخصية موهوبة سيطرت على الطفل، واستبدت بجميع شؤون الدولة، وهو الحاجب مُحَمّد بن عبدالله أبو عامر، المُلقب بالمنصور، وقد دعم نفوذه بعملٍ أكسبه شعبية الناس، ألا وهو الجهاد في سبيل الله، اهتم المنصور الحاجب بالأسطول البحري لدولة الأندلس، كما قضى على حركة الزعيم المغربي، زير بن عطية المغراوي، حينما حاول الاستقلال بالمغرب عن سيطرت قرطبة، تُوفي المنصور مُحَمّد بن عبدالله أبو عامر في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392هـ، وتولى منصبه من بعده ابنه عبدالملك المظّفر، ثم أخذ الأسطول البحري يضعف ويضعف، إلى أن دخلت الأندلس مرحلة سياسية وحربية وبدا عصر الدول المستقلة المتفرقة.
عام 392هـ:
وفاة المنصور الخليفة الأموي في الأندلس:
في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392هـ الموافق 1002م، مات المنصور رابع الخلفاء الأمويين في الأندلس وهو في سن الخامسة والستين، واسمه كاملاً هو: الحاجب المنصور محمد بن عبدالله بن أبي عامر المعافري، وامتدت فترة حكمه خمسة وعشرين عاماً (367 – 392هـ).
عام 539هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك رحل تاشفين بن يوسف، هو تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين، به كانت دولة المرابطين المغربية، بعد أن أسسها جدّه يوسف بن تاشفين، كان سقوط دولة المرابطين على يد قوة فتيّة مغربية جديدة، هي دولة الموحدين، التي احتلت معظم أراضي المرابطين، فحاول آخر أمراء المرابطين تاشفين بن علي أن يستعين بأسطوله البحري للفرار إلى الأندلس، فرحل إلى وهران بالجزائر، وأقام هناك ينتظر وصول قائد أسطوله، إلى أن وصل إليه من مدينة المريا في جنوب الأندلس في عشر سفن حربية، فأرسى قريباً من معسكره في وهران، إلا أن الموحدين بقيادة عبدالمؤمن بن علي، أحاطوا بمدينة وهران من كل جانب، لجأ تاشفين إلى هضبة عالية مشرفة على البحر، فأحاط الموحدون بها من كل جانب وأضرموا النار حولها، خرج تاشفين من الحصن راكباً على فرسه فتردى من بعض حافات الجبل، فمات في مثل هذا اليوم، وبعدها بسنتين مات ولده إبراهيم وانتهت بذلك دولة المرابطين إلى الأبد.
عام 702هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك التقى جيش غازان بجيش السلطان صلاح الدين الأيوبي عند مرج الصفر جنوبي دمشق، حيث دارت رحى الحرب بين الفريقين، وكانت المعركة شديدة رهيبة أبلى فيها المماليك بلاءً حسناً، فتمّ لهم النصر المبين على قوات غازان.
عام 986هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الصفويون ينتصرون على العثمانيين في معركة “شماهي الثانية” ويأسرون عدداً من كبار القادة العثمانيين مثل “عادل كيراي”، وقد قتل في هذه المعركة 10 آلاف عثماني و20 ألف صفوي.
عام 1093هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك القائد العثماني أوزون إبراهيم باشا يستولي على قلعة “فولك” الحصينة في سلوفاكيا إضافة على 28 قلعة أخرى بالمنطقة، وقد استطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.
عام 1107هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك السلطان العثماني يقوم بحملته السلطانية الثانية على أوروبا، والتي أسفرت عن حرب شرسة مع الجيش الألماني، أسفرت عن انتصار العثمانيين، واستمرت هذه الحملة 6 أشهر حتى 25/10/1696م.
عام 1223هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك فرق الإنكشارية العثمانية تقوم بثورة عنيفة ضد السلطان محمود الثاني بعد محاولته القضاء عليهم.. وهي فرقة مشاة خاصة داخل الجيش العثماني، تكونت في عهد السلطان مراد الأول بناء على أمره، ونفذها الوزير جاندارلى خليل باشا لتقتصر مهمتها على الحرب وتتفرغ لها، وبذلك أصبحت أول فرقة عسكرية نظامية في التاريخ.
عام 1366هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 14 أغسطس1947م، أُنشئت جمهورية باكستان بعد أن انفصلت عن الهند، ويُعَدّ مُحَمّد علي جناح المُلقب بـ”القائد الأعظم” هو مؤسس دولة باكستان بجناحيها الشرقي والغربي، وإن كان للفكرة دعاة آخرون أيضاً، من أبرزهم الشاعر والمفكر الإسلامي مُحَمّد إقبال، وتعني كلمة باكستان في اللغة الأُورْدية “الأرض الطاهرة”.
عام 1329هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وفاة أحمد عرابي، زعيم الثورة العرابية.. أصله من الشرقية، والتحق بالجيش المصري، وترقى في مناصبه، قاد مع عدد من زملائه ثورة احتجاج على تحيز الجيش للضباط الشراكسة، تحولت بعد ذلك إلى مظاهرة شعبية وطنية طالبت بالتغيير الوزاري وتشكيل حكومة وطنية وزيادة عدد الجيش، وقد فشلت الثورة العرابية لأسباب عديدة ترتب عليها نفي زعمائها إلى جزيرة سرنديب، وكان من بينهم أحمد عرابي.
عام 1373هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وفاة الكاتب الكبير أحمد أمين، صاحب كتاب “فجر الإسلام”، و”ضحى الإسلام”، وهو من رواد الباحثين في الحياة العقلية الإسلامية، وقد بدأ حياته أزهرياً ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وعُيِّن مدرساً بها، ثم أصبح قاضياً شرعياً، وأطلق عليه اسم “العدل” لتحريه إياه، والتحق بالجامعة أستاذاً فعميداً فطبقت شهرته الآفاق، وكانت كلمته “أريد أن أعمل لا أن أسيطر” عنواناً على حياته العلمية الحافلة، وُلد أحمد أمين إبراهيم الطباخ في (2 محرم 1304هـ/ 11 أكتوبر 1886م) في القاهرة، وكان والده أزهرياً مولعاً بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب، بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل في الصباح مدرساً في الأزهر، ومدرساً في مسجد الإمام الشافعي، وإماماً للمسجد، كما كان يعمل مصححاً بالمطبعة الأميرية؛ فتفتحت عيناه على القرآن الكريم الذي يتلوه أبوه صباح مساء.
واهتم والده به منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجاً شاقاً في تلقي دروسه وعوده على القراءة والاطلاع، كما كان الأب صارماً في تربية ابنه يعاقبه العقاب الشديد على الخطأ اليسير؛ وهو ما جعل الابن خجولاً، وعُرف عنه أيضاً إيثاره للعزلة، فاتجه إلى الكتب بدلاً من الأصحاب؛ فنَمَتْ عقليته على حساب الملكات الأخرى.
ودخل أحمد أمين الكُتَّاب وتنقل في أربعة كتاتيب، ودخل المدرسة الابتدائية، وأعجب بنظامها إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، ودرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعد للقضاء الشرعي.
أما شهرته فقامت على ما كتبه من تاريخ للحياة العقلية في الإسلام في سلسلته عن فجر الإسلام وضحاه وظهره؛ لأنه فاجأ الناس بمنهج جديد في البحث وفي أسلوبه ونتائجه، فأبدى وجهاً في الكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يُبدِه أحدٌ من قبله على هذا النحو؛ لذلك صارت سلسلته هذه عماد كل باحث جاء من بعده؛ فالرجل حمل سراجاً أنار الطريق لمن خلفه نحو تاريخ العقلية الإسلامية.
غير أنه كتب فصلاً عن الحديث النبوي وتدوينه، ووضع الحديث وأسبابه، لم يتفق معه فيه بعض علماء عصره العظام، مثل: الشيخ مُحَمّد أبو زهرة، ود. مصطفى السباعي؛ فصوَّبوا ما يحتاج إلى تصويب في لغة بريئة وأدب عف، وقرأ أحمد أمين ما كتبوا وخصهم بالثناء، إلا أن البعض الآخر قال: إنه تلميذ المستشرقين، واتهموه بأنه يشكك في جهود المحدثين.
والواقع أن كتاباً كـ”فجر الإسلام” يقع في عدة أجزاء كبار عن تاريخ الحياة العقلية في الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرّض فيه كاتبه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لا بد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التي تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.
وقد وجد أحمد أمين صعوبة كبيرة في تحليل الحياة العقلية العربية، ويقول في ذلك: “لعل أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمته هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب”.
وفي كتابه “ضحى الإسلام” تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية في العصر العباسي الأول، وأراد بهذه التسمية (ضحى الإسلام) الاعتبار الزمني لتدرج الفكر العلمي من عصر إلى عصر، واستطاع بأسلوب حر بليغ أن يمزج السياسة بالفكر عند الحديث عن الظواهر الجديدة في المجتمع الإسلامي، وكذلك تدرّج اللهو بتدرج العصور؛ إذ بدأ ضئيلاً في العهد الأول، ثم استشرى في العصور التالية، وحلل الزندقة وأسباب ظهورها وانتشارها وخصائص الثقافات الأجنبية من فارسية وهندية… إلخ، وهذا الكتاب من أَنْفَس ما كتب، وهو من ذخائر الفكر الإسلامي دون نزاع، أما كتابه “زعماء الإصلاح في العصر الحديث” فاشتهر اشتهاراً ذائعاً؛ لأنه قُرِّر على طلاب المدارس عدة سنوات، فكثرت طبعاته وتداولتها الأيدي على نطاق واسع، وكتاب “فيض الخاطر” جمع فيه مقالاته المختلفة في “الرسالة”، و”الثقافة”، وغيرهما، وبلغت حوالي 900 مقالة في عشرة أجزاء. وكتاب “حياتي” الذي دوّن فيه سيرته الذاتية، ويقول عن هذا الكتاب: “لم أتهيب شيئاً من تأليف ما تهيبت من إخراج هذا الكتاب”، ونشر قبل وفاته بأربع سنوات.