قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز: إن العلماء لهم مكانة كبيرة داخل المجتمع الإسلامي، وإن دورهم لا غنى عنه لمواجهة الغلو والتطرف ومحاربة الإرهاب والأفكار الشاذة.
وأثنى ولد عبد العزيز في كلمة له خلال المؤتمر الرابع لعلماء السنة والذي عُقد الأربعاء الماضي بنواكشوط، بعنوان “دور علماء السنة فى مواجهة الغلو والتطرف”، وبحضور المئات من العلماء من داخل موريتانيا وخارجها، على تجربة العلماء بموريتانيا الذين حاوروا بعض الشباب وأقنعوا العديد منهم بضرورة العودة عن الفكر المتطرف ضمن حملة نظمتها الحكومة قبل سنوات لمواجهة التطرف ودعاته بالمنطقة.
رفض الخروج على الحاكم
بدوره، اعتبر رئيس مركز التجديد والترشيد العلامة عبد الله بن بيه، أن الهجمات التي استهدفت بروكسل قلب أوروبا النابض حركت النزعات العنصرية، ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن مثل هذه العلميات تشكل كارثة حقيقة على المسلمين، يجب التحرك السريع للتصدي لها.
وقال ولد بيه: إن علماء السنة في جميع أنحاء العالم مطالبون بالتحرك الفوري للتصدي للإرهاب والتطرف والغلو بكل أشكاله، معتبرا أن مشكلة الإرهاب والتطرف تحرك شعوبا وحكومات وجيوش في كل مكان “لكن المسألة ليست عسكرية فقط بل جانب منها فكري بفعل وجود أفكار خارجة عن النسق الديني والإنساني” بحسب قوله.
ودعا ولد بيه إلى عدم الخروج على الحاكم، معتبرا أن عدم الخروج على الحاكم موقفا ثابتا لأهل السنة، كما حذر من شق عصى المسلمين، مضيفا أن الجميع مطالب بأن يدرك حقيقة أن الفوضى لا تبقي ولا تذر”وإن إمام جائر60 سنة خير من فوضى يوم واحد“.
مسؤولية علماء السنة
وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي أن الأمة الإسلامية تمر بعصر من الفِتن والمِحن التي لا يكاد يَسلم منها أي قُطر إسلامي، ما يكاد المسلمون يَخرجون من فتنة إلا ويواجِهون فتنة أُخرى أشدّ منها، ما جَعل العالم الإسلامي يمرّ بموجة من التوتّر والاضطراب وعدم الاستقرار.
وأضاف في حديث له أمام المشاركين في المؤتمر: إنّ من أشد الفِتن وأكثرها تأثيرا في وقتنا الحاضر، فتنة الإرهاب والتطرف الفكري، الظاهرة العالمية التي بدأَت تأخذُ صورا متنوّعة وأبعادا مختلفة، تهدف إلى الإفساد والخراب في الأرض، وزعزعة الأمن والاستقرار، وإشاعة الذعر بين الآمنين، وإذكاء العداوة بينهم، وصدِّ الناس عن هدي الشـرع القويم ومبادئه السمحة التي ترفُض كل أشكال العنف والإرهاب والتطرف”.
وأكد أن رابطة العالم الإسلامي انطلاقا من رسالتها في نشر مبادئ الإسلام السمحة، وترسيخ قيم الدين الحنيف، والتصدي لتيارات الغلو والتفريط، وجمْع كلمة المسلمين، تم الاتفاق لعقد هذا المؤتمر الذي سيستمر يومين، لتحقيق التأكيد على حُرمة دم المسلم وماله وعِرضه، وإعطاء الصورة الناصعة عن الإسلام وفق مبادئ التسامح والمحبة والإخاء، وجمْع كلمة العلماء.
استنكار لاستبعاد الشيخ الددو
وقد أبلغت إدارة المؤتمر رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا العلامة الشيخ محمد الحسن الددو بعدم مشاركته في المؤتمر الذي كان مقررا أن تتم دعوته إليه، وهو أثار ضجة على صفحات التواصل الاجتماعي.
واعتبر محمد محمود ولد أبو المعالى، أن إقصاء الشيخ الددو من مؤتمر علماء أهل السنة خسارة للمنظمين والجمهور ولن يضير مكانة الشيخ الددو أو يمس من قدره بين الناس.
وتكتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “أقصوه قبل اليوم من إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة، وحرموا المتابعين من فيض علمه وغزير حكمه. واليوم يغيبونه عن مؤتمر العلماء في موريتانيا، ظنا منهم أنهم ضايقوه أو آذوه.. وما علم القوم أنهم بنزقهم هم الخاسرون مآلا، والأخسرون أعمالا“.
وختم بالقول: ليس الشيخ الددو بذلك الغفل الذي يترصد المؤتمرات للظهور، أو العارض بضاعة مزجاة يسعى لتسويقها في كل المحافل والمواقف، وليس الوافدون من أقطار الدنيا إلى هذه البلاد للمشاركة في مؤتمر اليوم، بالجاهلين مكانة الشيخ وقيمته العلمية، بل سيغادرون بعد انتهاء مؤتمر لعلماء الإسلام لا يشارك فيه الشيخ الددو، وهم على يقين بصدق حكمة أحمد بن الحسين”…. ولكن معدن الذهب الرغام” بحسب قوله.