تحل على اليمنيين الذكرى السنوية الأولى لانطلاق عمليات “عاصفة الحزم” العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لإعادة الشرعية في البلد، في أعقاب الانقلاب الذي أقدمت عليه مليشيات الحوثيين (ذراع إيران في اليمن) وحليفها المخلوع علي صالح.
وبهذه المناسبة، أكد باحثون وإعلاميون يمنيون، أنه رغم النجاح الذي أحرزته “عاصفة الحزم”، على المستوى العسكري وحماية الأمن القومي الخليجي والعربي، بإسقاط مشروع إيران في اليمن، فإنه لا يزال أمام اليمنيين تحديات كبيرة على صعيد الانتقال السياسي وعودة الشرعية إلى كامل التراب اليمني، بحسب “الإسلام اليوم”.
الصحفي اليمني رشاد الشرعبي، قال: إنه بمرور عام من المد العروبي الذي تصدر له الملك سلمان والقيادة السعودية للحفاظ على عروبة اليمن والأمن العربي عموماً من خلال “عاصفة الحزم”، و”إعادة الأمل”، يمكن القول: إنه كان لدى التحالف الانقلابي (الحوثي وصالح) ترسانة عسكرية ضخمة وضعت تحت تصرف الأجندة الإيرانية للنيل من اليمنيين والأمن العربي.. فعُصف بها.
وأضاف الشرعبي: لم يكن تدخل التحالف العربي بقيادة الأشقاء السعوديين إلا حينما أصبح تدخلهم واجباً ونكوصهم عنه يعني تخليهم عن عروبة اليمن وأمنهم القومي.
لكنه لفت إلى أنه مثلما كان واجباً على الأشقاء العصف بترسانة الانقلابيين العسكرية، يظل واجباً عليهم الوقوف مع اليمن حتى استكمال التحرير وإعادة البناء والتنمية.
من جانبه، يقول الصحفي أمجد خشافة: إنه وبعد مرور عام، يمكن القول: إن “عاصفة الحزم” أسقطت تجربة خمينية في اليمن، وهي وإن كانت العملية ضد الحوثيين إلاّ أن المملكة تقول دولياً: إنها انتصرت على إيران في اليمن؛ مستدركاً: لكن هذا التراخي الدولي الذي أعطى التحالف شرعية للحرب هو في المقابل منح إيران مجالاً للهيمنة في المنطقة، على المدى البعيد.
ويضيف خشافة: إن الحوثيين الآن على قناعة بهذا الواقع، الذي أفضت إليه “عاصفة الحزم”، بحيث صاروا أمام خيارين؛ أن يتركوا إيران فيصبحوا جزءاً من السلطة أو تستمر الحرب، الأمر الذي جعلهم يقولون عبر محمد الحوثي: إن تصريحات إيران استفزازية وتستفز دول الخليج أيضاً، لافتاً في تصريحات الناطق العسكري أحمد عسيري بأن التحالف ليس لديه موقف من الحوثيين كمعتقد أو مكون يمني، بل وجودهم كمليشيات مسلحة على الحدود.
وخلص الصحفي خشاقة إلى القول: إن الحرب انتهت عند هذه النقطة، في حين بقيت مأساة تعز هي ميزان لتقييم هدف التحالف الأخلاقي والإنساني تجاه المواطن اليمني في إنقاذ البشرية من الموت وتحريرهم من الحصار لا التوجه نحو تحرير الصحاري والهضاب وإنهاء الحرب في الحدود، فحسب.
يأتي ذلك فيما احتشد آلاف اليمنيين في العديد من المحافظات اليمنية للتعبير عن شكرهم للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن لإسقاط الانقلاب الذي أقدمت عليه مليشيات الحوثيين ذراع إيران في اليمن بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي صالح، بينما استدعى الانقلابيون أنصارهم للاحتشاد إلى العاصمة صنعاء للاحتفال بما أسموه “الصمود” في مواجهة التحالف العربي.
الناشط الإعلامي والسياسي محمد الحميقاني أوضح بأن ليلة انطلاق “عاصفة الحزم” ستظل ليلة أسطورية في مخيلتي، وحدثاً مفصلياً في التاريخ العربي والإسلامي له ما بعده، وستكون فارقاً زمنياً للكلام عما قبل وما بعد.
وأضاف أن انطلاق العاصفة جاء في وقت بلغت القلوب الحناجر، واليأس سيطر على النفوس ورؤية العمائم السوداء لآيات إيران في مخيلة كل يمني حر بارزة مع اكتمال الابتلاع، فكانت العاصفة الهبة الربانية لبث الحياة والأمل وإنقاذ اليمن من براثن إيران.
وتأتي الذكرى الأولى لانطلاق “عاصفة الحزم” بينما تستمر المواجهات في عدد من المحافظات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية من جهة، وبين مليشيا الحوثي – صالح من جهة أخرى، وسط ترقب لمفاوضات سلام قريبة يأمل اليمنيون أن تضع حداً لسيل الدماء الجاري.
وكانت “عاصفة الحزم” دشنت أولى ضرباتها الجوية فجر 26 مارس 2015م، وسيطرت على المجال الجوي لليمن في دقائق، وقد نجحت حتى الآن في تأمين محافظات الجنوب، وأجزاء من أخرى في الشمال الشرقي، في حين تقول الحكومة الشرعية وحلفاؤها في التحالف العربي: إن 75% من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرتها، لكن الرقعة الأهم، وهي صنعاء، ما زالت في قبضة الحوثيين.