انفجرت الأوضاع مجدداً في مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وشهد المخيم اشتباكات بين عدد من الأحياء الشعبية، أسفر عن قتيل من حركة “فتح” يدعى حسين عثمان.
وجاء ذلك إثر مقتل شخص من آل قبلاوي، ردّت عليه بقتل شخص آخر من آل الناطور، ثم تبع ذلك اغتيال القيادي الفتحاوي فتحي زيدان في منطقة قريبة من المخيم.
ووقعت في السابق عدة عمليات اغتيال وعدة اشتباكات في مخيم عين الحلوة، واتُهم فيها إسلاميون، وهو ما ردّت عليه حركة “فتح” في الصيف الماضي بهجوم عسكري واسع، لكنه لم يحدِث تغييراً في الواقع الميداني.
وتتخوف عدة جهات من أن يؤدي الوضع المتوتر في مخيم عين الحلوة إلى معركة كبرى بين الفلسطينيين أنفسهم، أو بين المخيم ومحيطه اللبناني، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية الصعبة، والصراعات الطائفية والأزمة السورية ومحاولات جرّ الفلسطينيين إلى معارك داخلية لصالح أطراف لبنانية متنازعة، يسعى كل منها إلى توظيف الفلسطينيين في مشاريعه.
واللافت في الاشتباكات الأخيرة أنها جرت بين أحياء سكنية أخذت طابع المناطقي والعائلي، لكن اللافت فيها كان رصد محاولات مجموعات مسلحة محيطة بالمخيم أطلقت النار بكثافة على أحياء المخيم، كما أطلقت النار بالتوازي على المجموعات المتصارعة، بهدف تسخين الأجواء وإطالة أمد المعركة، وجرّ مجموعات لم تشترك في القتال إلى المعركة.
وعملت القوى الفلسطينية واللجان الأمنية والشعبية على احتواء الموقف، وبرزت أصوات فلسطينية ولبنانية تطالب بالحسم العسكري مع كل من يوتّر الأجواء، لكن التعقيدات السياسية والميدانية حالت دائماً دون ذلك.
لكن الخطورة الجديدة أن أطرافاً محلية بدأت تتهم المخيم بإيواء عناصر من “تنظيم الدولة الإسلامية”، كما بدأت في بعض وسائل الإعلام اللبنانية حملة تحريضية على المخيم.
وتعتبر الأوساط الفلسطينية أن اتهام المخيم بإيواء عناصر من “داعش” أمر خطير، يفتح معركة تسيء بجميع الأطراف، مع علم جميع تلك الجهات أن القوى الفلسطينية في المخيم وجّهت تحذيرات شديدة اللهجة لأي مجموعات بالمخيم من مغبّة الترويج لأفكار “داعش”.
وتعتبر الأوساط الفلسطينية أن دور جميع القوى الفلسطينية واللبنانية، هو إنقاذ المخيم والجوار اللبناني، وليس التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري.
باختصار، هناك صراع بين التهدئة والتفجير في عين الحلوة، والخوف من توريط الجميع يبقى سيّد الموقف.