توصلت فصائل المعارضة السورية بواسطة لجنة التفاوض في مدينة التل بريف دمشق، اليوم السبت، إلى اتفاق مع قوات النظام مشابه لاتفاق قدسيا، عبر وقف القصف ومحاولات الاقتحام من جانب النظام للمدينة المحاصرة، بعد مظاهرة في المدينة أمس تحت شعار “الشعب يريد السلام”.
وذكرت “تنسيقية التل” أن “الاتفاق ينص على خروج مَن يريدون من المقاتلين من المدينة بسلاحهم الفردي إلى المنطقة التي يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بشكل كامل لقوات النظام، إضافة الى فتح طريقي تل منين والتل أمام المدنيين”.
كما ينص الاتفاق على تسوية وضع المطلوبين من الرجال والنساء، بينما يمنح المتخلّفون عن الخدمة العسكرية مهلة 6 أشهر لتسوية أوضاعهم، فإما الالتحاق بالخدمة أو الخروج إلى خارج مدينة التل. ويعامل المنشقون عن جيش النظام معاملة المتخلفين عن الخدمة، باستثناء من خرج منهم على الإعلام بتصوير وأعلن انشقاقه، فهؤلاء لا تحق لهم العودة للجيش، بحسب الاتفاق.
وتعهد وفد النظام بعدم دخول الجيش أو الأمن أو أي مسلحين آخرين إلى داخل المدينة إلا في حال بلاغ بوجود سلاح بمكان محدد، على ان ترافقهم في هذه الحالة لجنة سيتم تشكيلها من 200 شخص مكلفة بحماية المدينة يختارها الأهالي، وتعمل بأوامر من الجهاز الأمني للنظام.
وبشأن المعتقلين من أبناء المدينة، لم يقدّم النظام أي وعد بالإفراج عنهم، دون أن يغلق الباب كذلك أمام هذا الاحتمال في وقت لاحق.
ورافق عملية التفاوض بين لجنة التواصل المنتدبة من جانب الفصائل العسكرية في المدينة ووفد النظام برئاسة قائد الحرس الجمهوري قيس فروة ورئيس فرع الأمن السياسي العميد جودت الصافي، تصعيد ميداني كبير من طرف قوات النظام التي حاولت مرات عدة اقتحام المدينة واستهدفتها بالقذائف والرشاشات المتوسطة، بينما ألقت المروحيات عشرات البراميل المتفجرة على أطراف المدينة، وذلك بهدف الضغط على المتفاوضين.
ويعيش في مدينة التل حاليا أكثر من 600 ألف شخص، بينهم الكثير من العائلات النازحة من البلدات المجاورة والغوطتين الشرقية والغربية، وقد تم إطباق الحصار عليها منذ حوالي العام من جانب قوات النظام.
وكانت المدينة شهدت يوم أمس الجمعة خروج مظاهرة تحت شعار “الشعب يريد السلام” بالقرب من الجامع الكبير، وردد المشاركون في المظاهرات هتافات تطالب بالسماح لهم بالعيش بهدوء واستقرار، بعيداً عن ويلات الحرب.
ورغم وجود هدنة مفترضة حتى مساء أمس الجمعة، إلا أن قوات النظام واصلت خرق هذه الهدنة، وحاولت التقدم على محوري وادي موسى والرويس المجر، دون أن تحرز تقدما، بينما أعلن مقاتلو المعارضة قتل قناص تابع لقوات النظام في وادي موسى.
وقد استولت قوات النظام المتمركزة في حاجز الضاحية على عدد من منازل المدنيين المجاورة للحاجز، بينما نشرت عناصرها في الأراضي الزراعية، كما نشرت قناصين على أسطح المنازل والأبنية السكنية القريبة من الحاجز.
وفي بلدة حرنة المجاورة، شنّت قوات النظام حملة اعتقالات طاولت خاصة المدنيين الذين كانوا يشترون الخبز من فرن البلدة، كما دخلت قوات النظام المتمركزة خلف حديقة السلام بالقرب من مصرف حرنه، إلى منازل المدنيين، وسجلوا أسماءهم دون معرفة الأسباب.