رجّح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان احتمال عودة المقاتلات الجوية الروسية لقاعدة همدان، والتي تم استخدامها سابقاً للانطلاق وللتزود بالوقود، لتضرب بعد ذلك مواقع في سورية. وأكد أن بلاده تتعاون مع روسيا لدعم الحكومة السورية، وأنه لو اقتضى الأمر أن تستخدم روسيا قاعدة “نوجه” في همدان مجدداً، فلن تتردد طهران بفتحها ثانية، بحسب قوله.
وأضاف، في تصريحات صحافية صادرة عنه اليوم السبت، أنه “بعد تنفيذ عمليات عدّة في الموصل وفي مناطق سورية، تراجعت التنظيمات الإرهابية كثيراً”، لافتاً إلى أن بلاده ستتابع مع الحكومة العراقية موضوع تفجير الحلة والذي أدى لمقتل عشرات الإيرانيين وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أول من أمس الخميس.
وأشار إلى أن بلاده تسعى لشراء طائرات “سوخو 30” الروسية، مشيراً إلى أن طهران لن تتوانى عن الحصول على احتياجاتها العسكرية من أي طرف باستثناء أميركا وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بالتصريحات التي صدرت عن الجانب الروسي في وقت سابق، والمرتبطة بتوقيع اتفاقية عسكرية مع طهران بقيمة عشرة مليارات دولار، أوضح دهقان أنه “لمعرفة التفاصيل يجب أن يوجه السؤال لموسكو وليس لطهران”، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل على تطوير علاقاتها العسكرية والأمنية مع الجانب الصيني.
في سياقٍ متّصل، قال رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، إنه يجب تأسيس قاعدة بحرية في كل من سورية واليمن، معتبراً أنه يحق لطهران القيام بخطوة من هذا النوع، إذ يوجد لدى العديد من الدول قواعد بعيدة عنها. وأضاف أنه “من الممكن وضع قواعد عائمة في الجزر”.
ولفت باقريفي خلال كلمة له في مؤتمر لقادة البحرية الإيرانية، إلى أن هناك العديد من العسكريين في القوات البحرية وغيرها من المنتمين للقوات المسلحة الإيرانية أبدوا جهوزيتهم للذهاب للدفاع عن الحرم، والمقصود به مرقد السيدة زينب في سورية، مؤكّدا أنه بحال تهيئة الظروف المناسبة لهم سيكونون مستعدين لتقديم أرواحهم، بحسب تعبيره.
وأوضح أن الحكومة الإيرانية أمنت حتى الآن 20 في المائة فقط من موازنة وزارة الدفاع، مبرراً الأمر بأن عائدات النفط الذي باعته إيران للخارج لم تصل للبلاد حتى الآن على الرغم من التوصل للاتفاق النووي. ودعا للمزيد من الجهود لتطوير القوات المسلحة بما يرفع مستوى قوة الردع، مبيناً أن بلاده ستركز على تطوير الطائرات من دون طيار بما يفيد عمليات الرصد.
من جهته، قال قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي، خلال المؤتمر ذاته، إن إيران تعمل على تطوير الأسلحة التي تعود للقوات البحرية. ولفت إلى أن غواصة “طارق” وسفينة “خارك” الحربية، المصنعتين محلياً، باتتا جاهزتين للعمل، مؤكّداً أنه بمجرد صدور أوامر من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي فستكون القوات البحرية جاهزة للرد على أي تهديد.
من جهته، قال قائد هذه القوات التابعة بدورها للجيش الأدميرال حبيب الله سياري، إن المهام التي قامت بها طواقم وسفن القوات البحرية ساهمت بتأمين حركة الناقلات التي تعبر من مياه خليج عدن والمحيط الهندي، معتبراً أن التهديدات التي كانت تعترض الناقلات التجارية الإيرانية كانت كفيلة بتوجيه ضربة لاقتصاد البلاد.
وأكد أن سفن الجيش لن تتوانى عن الوصول لسواحل القارة الأميركية مستقبلاً، وستثبت للبنتاغون الأميركي الذي يشكك بقدرات إيران ويستبعد أن تعبر سفنها عرض المحيط الأطلسي، أنها قادرة على الأمر، مشيراً إلى تطوير سفينة “خارك” البحرية والتي ستكون قادرة على أداء هذه المهمة، بحسب قوله.