اقتحامات جيش الاحتلال الليلية واليومية لمنازل الفلسطينيين لا ينجم عنها اعتقال افراد العائلة، فهناك ضريبة اخرى قاسية تتمثل بمصادرة الاموال والمعدات بقرار عسكري.
الورش الصناعية والمطابع والاذاعات المحلية ومكاتب الصحافة في مقدمة الاستهدافات بالمصادرة، ويحضر جيش الاحتلال الشاحنات والرافعات الكبيرة لنقل الماكنات الكبيرة بعد مصادرتها.
مطبعة “اصايل يافا” في شمال الضفة الغربية كانت في دائرة الاستهداف من حيث المصادرة واعتقال صاحبها المحرر صابر السعو قبل ايام.
محمد السعو شقيق صاحب المطبعة المعتقل يقول لـ”المجتمع”: “اقتحموا منزلنا ومطبعة شقيق في آن واحد، ومكثوا قرابة الست ساعات متواصلة، واغلقوا المطبعة بالشمع الأحمر لمدة شهر، وتمت مصادرة معدات بقيمة اربعمائة الف شيقل، حيث تم شراء المعدات للمطبعة قبل قرابة الشهر، وجميع الاوراق الثبوتية موجودة باسعار المعدات، ودمروا المطبعة ولم يسمحوا لنا بدخولها بعد شمعها بالشمع الأحمر، ولا ندري ما بداخلها”.
واضاف: “سمعنا ان مصادرة المعدات من داخل المطبعة بزعم التحريض كما قالوا، فهل طباعة صورة شهيد يعتبر تحريض، بينما مصادرة معدات وارهاب عائلات لمدة ست ساعات لا يعتبر ارهابا بوجهة نظرهم العنصرية”.
وفي بلدة عزون غرب مدينة نابلس صاحبة اكبر رقم اعتقالي من حيث اعداد المعتقلين نسبة لعدد السكان، حيث يصل العدد الاجمالي للمعتقلين 130 معتقلا بينهم 70 طفلا، يقول مسؤول ملف الانتهاكات حسن شبيطة لـ”المجتمع”: “قبل اسابيع فوجئنا باعداد كبيرة تقتحم البلدة ومعهم شاحنات كبيرة ورافعة عسكرية وتمت مصادر ماكنات في ورش صناعية يصل عددها الى 12 ورشة تعمل في مجال الخراطة والتصنيع العادي، والتهمة جاهزة صناعة مواد قتالية، فالصحافة العبرية حرضت على بلدة عزون المحاصرة بوجود ورش صناعية لتصنيع السلاح المحلي، وهذه المصادرة ليست للورش الصناعية فهناك مصادرة اموال من عائلات فلسطينية بزعم انها لأبنائهم الأسرى ومن ضمن المصادرات مصاغات ذهبية”.
وصادرت قوات الاحتلال معدات للمواطن خليل باقة 52 عاما واعتقلته لمدة 20 يوما بزعم تصنيع اسلحة وهو ما نفاه صاحب المخرطة خليل باقة.
وفي بلدة دورا في الخليل جنوب الضفة الغربية صادرت قوات الاحتلال معدات اذاعة سنابل واعتقلت طاقمها المكونة من خمسة صحفيين ومازالوا في الاعتقال منذ 130 يوما بزعم التحريض في برامج الاذاعة.
وقالت عائلة المحرر محمود نوفل من مدينة قلقيلية: “ان جيش الاحتلال صادر شاشات lcd اشترتها العائلة قبل ساعات من مصادرتها، واخبر ضباط المخابرات العائلة ان هذه المشتريات ولو كانت للاستخدام العائلي فسيتم مصادرتها عقابا للعائلة ولإبنها المحرر محمود نوفل الذي تحرر قبل شهر من الاعتقال”.
وقالت الحاجة خولة خضر والدة الاسير محمد خضر: “عند اعتقال ابني الوحيد محمد قبل اكثر من عام صادر جيش الاحتلال سيارته الخاصة التي لم يمض على شرائها اسابيع، واخذ جيش الاحتلال قرارا بمصادرتها انتقاما منه وتاريخه النضالي، وقد اخبر ضابط المخابرات اسرى اقرباء لنا في مقابلات داخل السجن ان سيارة ابني مصادرة بدافع انتقامي بالرغم من ان ثمنها من امواله الخاصة”.
وذكرت مؤسسات حقوقية ان جيش الاحتلال في الاقتحامات اليومية يمارس انتهاكات جماعية بحق الاشخاص والممتلكات، ويتم اتلاف المعدات بعد احتجازها لفترات طويلة وفي اماكن مفتوحة ولا يمكن الاستفادة منها عند اعادتها.
حرب الأدمغة
تعود حرب الأدمغة بين الأسرى ومصلحة السجون وجهاز استخباراتها الداخلي إلى الواجهة، بعد تزايد الأخبار الواردة عن ضبط أجهزة هواتف خلوية في أقسام الأسرى، من خلال حملات التفتيش المتواصلة على مدار الساعة واستخدام كل وسائل المنع والحظر.
الاحتلال في تقرير له في الأونة الأخيرة زعم العثور على 214 جهازا خلويا منذ بداية العام الحالي، وعرضت القناة العاشرة العبرية شريطا مصورا لوحدة المتسادا المتخصصة بقمع الأسرى، وهي تستعد لاقتحام غرف الأسرى، للتفتيش عن هواتف خلوية، وتضمن الشريط قيام أفراد الوحدة بتفكيك المصابيح الموجودة في سقف غرف الأسرى والعثور على جهاز خلوي من النوع القديم جدا.
قضية النائب العربي باسل غطاس ورفع الحصانة عنه واعتقاله وتمديد اعتقاله حتى نهاية الشهر الحالي، تأتي في سياق اظهار انجازات من قبل مصلحة السجون، وتقول عائلته لـ”المجتمع”: “نتيجة فشل مصلحة السجون في ضبط ظاهرة الهواتف الخلوية في السجون، لجأت مصلحة السجون للكذب من أجل اظهار انجاز وهمي من خلال تلفيق التهم الى النواب الذين يزورون الأسرى لتفقد احوالهم والاستماع الى طلباتهم”.
واضافت عائلة النائب باسل غطاس: “مصلحة السجون وجهاز المخابرات لا يريدون لأعضاء الكنيست زيارة الأسرى، لذا كانت المكيدة باتهام نائب يقوم بتهريب الهواتف للأسرى، من اجل منع هذه الزيارة وفرض قانون جديد يخضع النواب للتفتيش كغيرهم من الزائرين دون اخذ اعتبار مكانة النائب بهدف الإهانة لهم”.
الأسرى في سجون الاحتلال، لا يتوقفون عن التواصل مع العالم الخارجي، فالاحتلال فرض عليهم عزلة، وهم قاوموا هذه العزلة بقدراتهم وادمغتهم والبحث عن وسائل رغم السجان وقادة مصلحة السجون.
وقال الأسرى في لقاءات متفرقة لـ”المجتمع” من داخل سجونهم: “من حقنا التواصل، نتيجة العزلة الخارجية التي فرضها الاحتلال علينا، وتواصلنا مع العالم الخارجي لن يتوقف وابداعاتنا لن تتوقف فنحن اصحاب قضية عادلة ولدينا من الطاقات والوسائل تتجاوز اجراءات مصلحة السجون التي تفرضها علينا باستمرار، وقد استسلمت مصلحة السجون امام ادمغة الأسرى، واصبحت تبحث عن انجازات وهمية هناك وهناك، والبحث عن ضحايا لتسجيل اهداف وهمية ضد الأسرى”.
ويحاول قادة مصلحة السجون في تقارير مصورة في القنوات العبرية اظهار سيطرتهم على السجون والاسرى، إلا ان الوقائع على الارض تظهر زيف هذه الدعايات المفبركة.