من جمال الإسلام أنه يشجع المسلم على التحرك لنصرة دينه وأخوانه عندما يتعرضون لمصيبة أو اعتداء، وقد طرحت سؤالا في شبكات التواصل الاجتماعي عن المبادرات والأعمال التي بادر بها المتابعون عندما رأوا قتل الأطفال والنساء وتشريدهم بحلب، وتفاعل المتابعون بكتابة مشاركاتهم، فاخترت منها 20 تعليقا أحببت أن أعرضها عليكم بهذا المقال، والأفكار المطروحة تعرفنا بردود أفعال الناس تجاه الأزمات وهي تتناسب مع كل أزمة أو كارثة أو اعتداء على المسلمين سواء كانت في الشام أو في البلاد الأخرى، وكانت الإجابات كالتالي:
قال الأول: كنت أدعو وأسأل الله كثيرا بأن ينصر المظلومين ويثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم.
وقال الثاني: أنا صرت لا أصدق كل ما أشاهده بالإعلام ولا أتفاعل سريعاً حتى أتأكد من صحة الخبر، ثم أتفاعل.
وقال الثالث: تعلمت من هذه الأحداث أن أجتهد في عملي أكثر وأزيد من علمي حتى أكون سببا في قوة المسلمين في المستقبل.
وقال الرابع: هذه الأحداث اعتبرتها رسالة من الله لي حتى أهتم بإخواني المسلمين ولا أكون أنانيا فأعيش حياتي لوحدي ولا أفكر بالآخرين.
وقال الخامس: أبتعد عن الرسائل السلبية في مثل هذه الأزمات وأحرص على أن أكون إيجابياً وأعمل لهم شيئاً مثل مساندتهم بالمال.
وقال السادس: أنا لا أستطيع عمل شيء فنظامنا ودولتنا لا تسمح لنا بفعل شيء أبداً.
وقال السابع: أنا شاركت مع حملات الإغاثة وأرسلنا لهم الأطعمة والملابس التي يحتاجونها، وقال الثامن أنا أدعو لهم بالليل والنهار ولا أملك غير الدعاء، وقال التاسع أنا بكيت كثيرا!
أما العاشر فقال: ناصرتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنهم وعرض مأساتهم والتشجيع على دعمهم بالمال والدعاء.
وقال الحادي عشر: أنا علمت أولادي تاريخ الشام وحلب وكل يوم أحسسهم بالمعاناة التي تعيشها الأسر هناك بفقد الأمن والجوع والبرد.
وقال الثاني عشر: أنا عملت مداخلات لنصرتهم بالإذاعة والتلفزيون ونشرت بعض المقالات بالصحف.
وقال الثالث عشر: أنا اشتغلت بالرسائل عبر الواتس أب لأهلنا وأصحابنا بنشر الأخبار الإيجابية عنهم.
وقال الرابع عشر: اشتغلت بحث العائلة على التبرع لدعم أخوانهم المسلمين.
وقال الخامس عشر: أنا طبيب وأخذت إجازة من عملي لمدة شهر وذهبت إلي تركيا لعلاج الجرحى والمرضى.
وقال السادس عشر: أنا إمام للمسجد وكنت أقول دعاء القنوت في الصلاة الجهرية.
وقال السابع عشر: أنا صليت قيام الليل وطول الليل كنت أدعو لهم.
وقال الثامن عشر: أنا عادة أخرج زكاة مالي في رمضان، ولكني لما رأيت المأساة التي يعيشها المسلمون قدمت موعد إخراج زكاتي لهذا العام فأخرجتها لهم.
وقال التاسع عشر: أنا مصدوم مما حدث ولم أصدق ما يحدث فاعتكفت على قراءة التاريخ لأعرف هل حصلت مثل هذه الأحداث للمسلمين من قبل.
وقال الأخير: أنا طبيب نفسي وأحببت أن أشارك بعلاج الأطفال المتضررين نفسيا من الحرب.
كل هذه المبادرات والأفكار كتبوها المتابعون في الفيس والانستجرام وتويتر وهم يعيشون أحداث قتل الأطفال والنساء في «حلب»، ولكن المهم أن يكون الإنسان صادقا ومخلصا عندما يقدم المساعدة أو المبادرة لإخوانه المسلمين حتى يبارك الله فيها، وقد تكون سببا من أسباب النصر، بل حتى الدمعة لا ينبغي أن نستصغرها في نصرة الدين أو مواساة المسلمين، فقد خلد لنا القرآن دموعا تمنت نصرة الدين ولم تستطع في قصة غزوة تبوك، عندما حضر بعض الصحابة للمشاركة بالجهاد ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه، فذهبوا ودموعهم تفيض كما قال الله تعالى عنهم «ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه، تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون» (التوبة 92)، وكان عددهم سبعة من الصحابة، وقد تمت تسميتهم بالبكائين، فمهما كان العمل قليلا أو صغيرا لا نستحقره طالما هو لنصرة المسلمين، فقد يكون العمل الذي نقدمه صغيرا في عيننا، ولكنه في عين الله كبير وهو المهم.