فرقة الوفاء الفنية إحدى الفرق الإنشادية العاملة في قطاع غزة, أطلقها مجموعة من الأسرى المحررين الذين خرجوا ضمن صفقة وفاء الأحرار التي تمت بين سلطات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية عام 2011م, لكنها رغم حداثة تكوينها ومحدودية خبرة أعضائها بسبب ظروف السجن إلا أنها استطاعت أن تكوّن لها شعبية واسعة من خلال ما تقدمه من أناشيد وطنية لاقت قبولاً وشهرة ليس على الصعيد المحلي فحسب, وإنما تخطت الحدود ليستمتع بأعمالها الفنية المتابع العربي, فأنشدوا للأسرى وللشهداء وللمقاومة بأسلوب استثنائي فريد من نوعه جعلهم في طليعة الفرق الفنية الملتزمة, وأصبح المواطنون يتغنون بأغانيهم الحماسية, وينتظرون جديدهم القادم.
“المجتمع” التقت بمدير الفرقة الأسير المحرر مصعب الهشلمون وكاتب الأناشيد فيها الأسير المحرر حمودة صلاح, وتعرفت على أبرز ما يتعلق بالفرقة وأسباب النجاح من خلال الحوار الذي أجرته معهما.
وهذا ما جاء في نص الحوار:
هل الفرقة تأسست بعد الخروج من السجن أم أثناء السجن؟
أسّسنا الفريق بشكل رسمي بعد خروجنا من السجن, ولكن جمع الله أعضاء الفريق مع بعضهم داخل السجن ولمدة طويلة.
هل كنتم تنشدون في السجن؟ حدثنا عن ذلك؟
كان وجود الفريق داخل السجن سبباً في راحة المعتقلين وإسعادهم وتسليتهم, بحيث كانوا ينشدون في كل مناسبات الأسرى من ذكرى الانطلاقة وذكرى اغتيال القادة العظماء, أو مناسبات خاصة للأسرى بحيث لو زوج أحد الأسرى ابنه أو ابنته فنقوم بالنشيد والاحتفال وذلك يعني للأسرى وخصوصاً الأسير صاحب المناسبة الشيء الكثير.
هل كانت إدارة السجون تمارس ضغط عليكم؟
إدارة السجن كانت تهتم بالتنغيص على الأسرى حياتهم, وهذا بالتأكيد كان يحد من إقامة الحفلات والنشيد داخل السجن, فكان الجنود يأتوننا أثناء الحفلة ويطلبون منا أن نتوقف عن النشيد لأنهم يعلمون أن النشيد يزيدنا قوة وصلابة ويمتع المعتقلين ويسليهم.
كيف كان انطباع المعتقلين أثناء سماع الأناشيد؟
الانطباع الأول والأخير أن الأسير كان يشعر أثناء فترة النشيد والاحتفال أنه خرج من السجن وحلّق في فضاء أهله وشعبه, وكانت أمنياتهم أن تمتد فترة الحفلة من نصف ساعة إلى الساعات الطوال, فيعم الفرح والسعادة وكثير من الضحك والسرور.
أبرز المناسبات التي كنتم تنشدون فيها؟
أبرز المناسبات التي كنا نحتفل بها داخل السجن هي الأعياد, وذكرى الانطلاقة وذكرى استشهاد القادة, وزواج أحد أبناء الأسرى, والأيام الثقافية التي كانت اللجنة الثقافية تهتم بها.
من يكتب لكم كلمات الأناشيد؟
الأناشيد التي كانت تنشد هي تلك الأناشيد التي كانت ترفع من معنويات الأسرى والأناشيد التي كنا نكتبها ومن الأسرى الذين كانوا يكتبون لنا الأناشيد الأسير حمودة صلاح والذي هو اليوم عضو من أعضاء الفريق.
كيف تم تشكيل الفرقة خارج السجن؟
السجن كان سبب هام في تشكيل الفريق وفور خروجنا من السجن في صفقة وفاء الأحرار كان تفكيرنا في إطلاق فريق يهتم بقضية الأسرى وكل ما يعنيهم, ولذلك كانت النفوس عند أعضاء الفريق متهيئة للفريق وكان من السهل إنشاء الفريق.
ما هي أول أنشودة سجلتموها في الأستوديو؟
كانت أول أنشودة للفريق هي “باسم الله كبرنا وبعونه تحررنا” وكانت تتكلم عن تحررنا في صفقة وفاء الأحرار, وكانت بمثابة الإعلان عن انطلاقة الفريق.
وهذا رابط الأنشودة /
https://www.youtube.com/watch?v=3utyy_3op10
هل واجهتم صعوبة في التسجيل كونها التجربة الأولى للتسجيل في الأستوديو؟
بالتأكيد واجهنا صعوبات, وبالنظر إلى أول أنشودة أنتجناها, وآخر أنشودة ستجد الفرق الشاسع.
أكثر أنشودة لاقت انتشاراً ؟
الحمد لله معظم أعمالنا حظيت بانتشار واسع وشعبية, لكن أكثر الأناشيد رواجاً كانت أنشودة “أخت المرجلة”, وأنشودة “هنا أعددنا لكم” التي تعدت نسبة مشاهداتها أكثر من 3 مليون مشاهدة على اليوتيوب، وغيرها من الأناشيد.
رابط أنشودة “هنا أعددنا لكم” /
https://www.youtube.com/watch?v=DfzVs8xtBfQ
هل توقعتم أن تحققوا هذا الانتشار الواسع وأنتم في بداية المشوار؟
نحن كنا نتوقع من الشعب أن يتفاعل بشكل كبير وكان تفاعله بحجم توقعنا وحسب الجهود التي تبذلها تحصد الثمر والنتائج الطيبة.
ما الذي ساعدكم للوصول لهذا التوسع والشهرة محلياً وعربياً؟
ساعدنا ما تعنيه قضية الأسرى للأمة المسلمة وللشعب الفلسطيني, إضافة إلى موضوعات الأناشيد التي نكتبها، وكذلك يعود الأمر إلى الأصوات المميز التي تضمها الفرقة.
هل لديكم مدة معينة لإنتاج الأعمال أم تنتجون العمل حسب الطلب أو المناسبة؟
لا يوجد مدة معينة, والمدة التي نتأخر فيها بإصدار الأنشودة بسبب أننا نستغرق وقتاً طويلاً في اختيار الكلمات وإخراج الأنشودة صوتاً صورة بشكل متميز وجذاب, وهذا هو سر تميزنا حيث نبذل جهوداً مضنية في إنتاج أعمالنا الفنية, لأننا نهتم بالكيف لا الكم.
هل تتلقون رسائل من الجمهور؟
نحن نتلقى من كل فئات المجتمع من داخل فلسطين والكثير من خارجها, ولكن لأننا فريق يهتم بالقضية الفلسطينية, ونقبع تحت الاحتلال, تم أخيراً إزالة موقعنا على الفيس بك ولكننا نسعى دوماً للتواصل مع الجمهور ونشر أعمالنا على مواقعنا مهما مارس علينا المحتل من وسائل الكبت والتضييق.
رابط لإحدى أناشيدهم /
https://www.youtube.com/watch?v=0ymJZ-lgg9A