عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي بعد ظهر اليوم في قاعة مجلس الوزراء بقصر بيان برئاسة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وبعد الاجتماع صرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح بما يلي:
بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد 2017 يرفع مجلس الوزراء إلى مقام حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما والشعب الكويتي الكريم أسمى آيات التهاني والتبريكات سائلاً المولى عز وجل أن يجعل العام المقبل عام خير وبركة ورخاء على وطننا العزيز وعلى الأمتين العربية والإسلامية وأن يعم السلام والأمن والاستقرار على العالم اجمع.
كما اطلع مجلس الوزراء على الرسالة المشتركة الموجهة لحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه من فخامة أمينة غريب فغيم رئيسة جمهورية موريشيوس وفخامة أنريكه بينيا نييتو رئيس الولايات المكسيكية المتحدة بصفتهما رئيسي الفريق الرفيع المستوى المعنى بالمياه والتي تضمنت الإشارة إلى خطة العمل التي اعتمدها الفريق في سبتمبر الماضي بمقر الأمم المتحدة والتي تدعو إلى اتباع نهج جديد شامل ومتكامل بشأن المياه أملاً في تحقيق الهدف السادس لخطة التنمية المستدامة 2030.
ثم استمع مجلس الوزراء إلى شرح قدمه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حول نتائج مشاركته في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت في القاهرة يوم الاثنين الماضي وذلك لبحث تطورات الوضع في سوريا في ظل الأوضاع المأساوية التي تعرضت لها مدينة حلب إلى جانب نتائج مشاركته في الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع ضمن إطار مواصلة التشاور والتحاور بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي في ظل الظروف الحرجة والدقيقة التي تمر بها المنطقة والمتغيرات الإقليمية والدولية السريعة التي تشهدها.
وشرح معاليه للمجلس كذلك نتائج مشاركته في الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على المستوى الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي والذي عقد مؤخرا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لبحث الوضع في سوريا إثر تدهور الأوضاع المأساوية في مدينة حلب ومجددا مطالبة النظام السوري وحلفاءه بالوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية ضد الشعب السوري الأعزل موجها معاليه بكلمته النداء إلى المجتمع الدولي وتحديدا للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتحرك الجاد تفعيلا لقراراته ذات الصلة والتأكيد على أن الأزمة السورية لن تحل بالوسائل العسكرية وأهمية العودة للمفاوضات للوصول إلى حل سياسي بموجب قرارات جنيف (رقم 1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) وذلك تلبية لطموحات الشعب السوري وتطلعاته مؤكداً أن دولة الكويت لن تألو جهداً في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة الإنسانية للشعب السوري الشقيق.
كما أحاط معاليه مجلس الوزراء علما بالإجراءات التي سبقت عملية إطلاق سراح المواطنين المحتجزين في جمهورية إيران الإسلامية، مشيداً بدور السفارة الكويتية في إيران وبتعاون السلطات الإيرانية الذي أثمر عن سرعة الإفراج عنهم وعودتهم إلى البلاد سالمين.
وضمن إطار حرص الحكومة على تطوير المنظومة الرياضية ورفع إيقاف النشاط الرياضي في دولة الكويت استعرض مجلس الوزراء الإجراءات التي اتخذتها الهيئة العامة للرياضة بشأن توصية مجلس الأمة لرفع الإيقاف عن النشاط الرياضي بدولة الكويت في ضوء شرح قدمه وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح تضمن عرضا لهذه الإجراءات والمتمثلة في المقترح المقدم من مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بشأن مشروع قانون جديد في شأن الرياضة متطور وشامل تتعاون مع السلطة التشريعية لإصداره بأقرب فرصة بما يواكب التطورات التي طرأت على التشريعات الرياضية والميثاق الأولمبي وبما لا يتعارض مع الدستور وسيادة الدولة على أن تلتزم المنظمات الرياضية الدولية برفع الإيقاف بشكل مؤقت.
كما تم توجيه دعوة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية للحضور إلى دولة الكويت لمناقشة الوضع الرياضي مع حكومة دولة الكويت ومجلس الأمة تمهيدا للوصول إلى الصيغة التوافقية التي ترتضيها جميع الأطراف.
كما قامت الهيئة العامة للرياضة بمخاطبة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن هذه الإجراءات وتم مخاطبة وزارة الخارجية كذلك للتوجيه بما تراه مناسبا عبر سفارات دولة الكويت في الخارج وتم كذلك مخاطبة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بشأن مشروع قانون الرياضة الجديد ومشروع قانون إنشاء الهيئة العامة لمكافحة المنشطات.
وقد أشاد مجلس الوزراء بهذه الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع السلطة التشريعية انطلاقاً من المسؤولية الدستورية والوطنية معربا عن أمله بأن تساهم في عودة النشاط الرياضي الكامل بعد الإيقاف القسري.
ثم اطلع مجلس الوزراء على توصية لجنة الخدمات العامة بشأن التصورات والمقترحات الخاصة باستدامة السلع والمواد الغذائية الطازجة واستقرار أسعارها مؤكدا على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على استدامة السلع والمواد الغذائية.
وقد أبّن مجلس الوزراء وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق المغفور له بإذن الله محمد صقر سعد المعوشرجي الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى، مستذكراً بكل التقدير جهود الفقيد المخلصة في خدمة وطنه في مختلف الميادين سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته.
كما أعرب مجلس الوزراء عن بالغ تعازيه وخالص مواساته إلى كل من أسرتي المغفور لهم عائلتي العويهان والقعود وذلك إثر فاجعة حريق اليخت الذي وقع في منطقة الخيران يوم السبت الماضي والذي أسفر عن وفاة عدد من أفراد العائلتين الكريمتين، مبتهلاً إلى المولى جل وعلا أن يتغمد شهداء هذا الحادث الأليم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر وحسن العزاء ويؤجرهم وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء وموفور العافية.
ثم بحث مجلس الوزراء شؤون مجلس الأمة واطلع بهذا الصدد على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الأمة.
كما بحث مجلس الوزراء الشؤون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة في الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي.
وقد رحب مجلس الوزراء بتبني مجلس الأمن الدولي قراره رقم (2334) الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي والذي يطالب بوقفه في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن هذا القرار يأتي منسجماً مع مسؤوليات مجلس الأمن التاريخية في حفظ السلم والأمن الدوليين ومجسداً لموقف المجتمع الدولي في عدم مشروعية إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة لما تشكله من تدمير لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأعرب المجلس عن أمله في أن يسهم هذا القرار في استئناف عملية السلام وتهيئة الظروف لإنجاحها وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مجدداً موقف دولة الكويت الداعم لكل الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق وفق المرجعيات الدولية.
هذا وقد تابع المجلس باهتمام وقلق الحوادث الإرهابية المؤسفة التي وقعت مؤخراً ومن أبرزها حادث اقتحام شاحنة لسوق في مدينة برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص إضافة إلى حادث إطلاق النار في أحد المراكز الإسلامية في مدينة زيورخ في سويسرا والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات وجريمة إضرام النار بجنديين تركيين أسيرين من قبل ما يسمى بتنظيم داعش.
ومجلس الوزراء إذ يؤكد رفضه التام لهذه الجرائم الإرهابية الشنيعة ولكل أساليب العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره التي تستهدف ترويع الآمنين وتتنافى مع الشرائع السماوية والمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف الدبلوماسية مؤكدا براءة الإسلام من هذه الأعمال الإجرامية الآثمة وقد شدد المجلس على موقف دولة الكويت بدعوة المجتمع الدولي لتكثيف جهوده للقضاء على الإرهاب ومكافحته معرباً عن خالص التعازي وصادق المواساة للجمهورية التركية وجمهورية ألمانيا وسويسرا ولأسر الضحايا خاصة.