شهدت تونس، إجراءات أمنية مشددة، تزامنا مع انعقاد الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الثلاثين على مستوى القادة المرتقبة الأحد.
وبحسب مراسلة الأناضول، فإن ملامح تلك الاستعدادات بدت واضحة في محيط قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، حيث اجتماع القمة المرتقب على مستوى القادة.
وشهد محيط القصر، تطويقا أمنيا وتفتيشا في أغلب المنافذ المؤدية إليه وفي الطرق المحاذية له.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال سفيان الزعق، الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، إن بلاده “اتخذت كل الإجراءات الأمنية وهي على أتم الاستعداد لتأمين اجتماع القمّة العربية وضيوف تونس”.
وأضاف أنّ “الوزارة انطلقت منذ مدّة في الاستعداد لهذا الحدث عبر تكثيف العمل الاستعلامي والدراسات الأمنية ووضع خطط أمنية لضمان حسن تنظيم القمة”.
وتابع أنّه “تم تسخير أقصى الإمكانيات البشرية والأمنية وتمثل ذلك في مضاعفة ساعات العمل بالنسبة إلى الوحدات الأمنية والرفع من درجة الاستعداد والقيام بدوريات مشتركة مع الجيش الوطني بكامل الجمهورية.”
وبحسب الناطق، فقد تم أيضا “تشديد الإجراءات الحدودية بالمعابر البرّية والبحرية مع اعتماد نقاط مراقبة وتفتيش وتحر”.
كما تمّ “وضع خطة لتأمين الأماكن التي ستخصص لعقد اجتماعات القمة بالإضافة إلى تأمين مطار العاصمة، حيث سيتم استقبال الضيوف علاوة عن طرق تنقلات الشخصيات والوفود مع تأمين قصر المؤتمرات الذّي سيحتضن اجتماع القمّة ومحيطه”، وفق الزعق.
والخطة، شملت أيضا تأمين “مدينة الثقافة (بالعاصمة) حيث تم تسخير مركز إعلامي لتسهيل عمل الصحفيين من تونس وخارجها”.
وعملت الوزارة أيضا، وفق المتحدث، على “تأمين مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية بالعاصمة حيث تعقد الاجتماعات التحضيرية التي انطلقت الثلاثاء، ومقرات إقامة الضيوف من الواجهة البحرية والشريط الساحلي وتأمين كل المنافذ المؤديّة إليها”.
وبين الزعق أنه “سيتم اعتماد مخطط مروري، لتأمين تنقلات القادة العرب ومرافقتهم”.
كما ستعلم الداخلية لاحقا المواطنين التونسيين بتغيير بعض المسالك المروريّة، في محيط قصر المؤتمرات ومقر إقامة القادة، وذلك لضمان تسهيل تنقل المواطنين من طرقات أخرى، بحسب المتحدث.
**إجراءات وقائية ومراقبة متواصلة
وأشار متحدث الداخلية التونسية، إلى أنه “تم اتخاذ كل الاحتياطات الوقائية التي ستؤمنها الحماية المدنية بالتعاون مع مصالح وزارة الصحّة والقيام بالتدخل والنجدة إذا اقتضى الأمر”.
وشدد على أنّ “الدّاخلية اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لتوفير الأمن والمحافظة عليه والتّصدي للجريمة وتأمين الحدود والتوقي من كل التهديدات الأمنية”.
وعن الوضع العام بالبلاد، لفت الناطق باسم الدّاخلية إلى أنه “ليست هناك دولة بمنأى عن الخطر الإرهابي بما في ذلك الدّول المتقدمة وأنّ تونس كأي بلد تتعامل مع ما يرد اليها من معلومات بكل جدية وحرفية وتأخذ كل الاحتياطات الضرورية للتصدي لأي تهديد”.
واعتبر الزعق أنّ “المعلومات المتعلقة بالتهديدات الإرهابية التي ترد على الداخلية بشكل يومي لا تتزامن فقط مع حدث تنظيم القمة العربية وإنما يتم التعامل معها بشكل يومي لضمان أمن البلاد”، دون تفاصيل.
وكان الرّئيس التّونسي الباجي قائد السبسي أكّد في وقت سابق ان “بلاده ستنجح في تنظيم القمة العربية أواخر مارس 2019، وكل الأطراف في تونس مجندة لهذه المهمة”.
وبحسب الناطق باسم الداخلية التونسية، فإنه من المنتظر أن تستقبل تونس بمناسبة القمّة العربّية أكثر من 6 آلاف شخص بين مسؤولين ووفود رسمية وصحفيين.
وانطلقت الثلاثاء في العاصمة تونس أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تحتضنها تونس دورتها العاديّة الثّلاثين الأحد المقبل، في ظل عديد الإشكاليات والتوترات التي تعيشها المنطقة.