خوفا من أن ترسل إلى المعركة من دون درع، كانت كانديس كورديرو تطالب بقوة بمعدات حماية شخصية أفضل منذ أن أصاب فيروس كورونا الولايات المتحدة قبل أشهر.
احتجت هي وزملاؤها من الممرضات على الرصيف أمام المستشفى، مركز بليك الطبي، على أطراف تامبا في ولاية فلوريدا. كانوا يقفون على مسافة ستة أقدام من بعضهم بعضا في ملابسهم الطبية والكمامات، ويحمل بعضهم لافتات بخط اليد تقول: “ممرضات آمنات = مرضى آمنون”.
الآن، ينتشر الفيروس بسرعة في فلوريدا، مع أكثر من 300 ألف إصابة وأكثر من 4500 حالة وفاة – وأصاب كورديرو في طريقه.
هي مريضة في المنزل مصابة بكوفيد – 19، بعد أن كانت لديها كمامة جراحية فقط عند رعاية المرضى – الذين قيل لها إنهم غير مصابين بالمرض – وليس قناع N95 الأكثر حماية. قالت كورديرو: “أتمنى فقط عدم وجود ممرضات يمتن في المستشفى الذي أعمل فيه. لا توجد ممرضة ينبغي أن تموت بسبب وظيفتها”.
الزيادات في حالات كوفيد – 19 في مساحات واسعة من الولايات المتحدة تركت عديدا من المتخصصين في الرعاية الصحية يسعون مرة أخرى بقوة للعثور على معدات الوقاية الشخصية، ويتساءلون عن سبب عدم تأمين المستشفيات والولاية والحكومة الفيدرالية اللوازم في الأشهر التي انقضت منذ ظهور الفيروس في البلاد.
توفي ما لا يقل عن 300 من العاملين في مجال الرعاية الصحية بسبب الفيروس، وفقا للأرقام الرسمية، لكن كثيرين يعتقدون أن الرقم أكبر من ذلك.
في حزيران (يونيو) ارتفع الطلب على معدات الوقاية الشخصية 176 في المائة في أريزونا، و224 في المائة في كاليفورنيا، و237 في المائة في تكساس، و240 في المائة في فلوريدا عن الشهر السابق، وفقا لمنظمة المتطوعين #GetUsPPE، التي تساعد مقدمي الرعاية الصحية على تأمين الكمامات وأجهزة التنفس ومعاطف الممرضين.
قال علي رجا، أحد مؤسسي المجموعة وزعيم في قسم طب الطوارئ في مستشفى ماساتشوستس العام، إن الناس “مستميتون” من أجل الحصول على معدات الوقاية الشخصية بسبب موجة الحالات التي تجتاح الولايات في الجنوب والغرب. لدى المجموعة أكثر من 13 ألف طلب ولم تتمكن سوى من تلبية نحو 10 في المائة من الطلب، لأن شركات التوريد الأجنبية أكثر ترددا في التصدير خلال الأزمة العالمية.
أضاف: “سمعت من أصدقائي في المستشفيات في هيوستن، حيث يرتدون معاطف واقية من المطر وعباءات بدلا من معاطف المستشفى، وأي حاجز بلاستيكي ليفصل بينهم. نسمع كثيرا من الناس الذين يخبروننا أنهم يدبرون أمرهم من دون هذه الأشياء لأن لديهم أشخاصا يعانون المرض ويحتاجون إلى رعاية”.
قالت كورديرو إن الممرضات يتركن وظائفهن لأنهن لا يشعرن بالأمان ورعاية المرضى تتأثر سلبا لأن العاملين يركزون على الحفاظ على اللوازم. لكن مركز بليك الطبي قال إن استخدامه لمعدات الوقاية الشخصية يتجاوز المبادئ التوجيهية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة في فلوريدا.
قال المستشفى: “نشعر بخيبة أمل شديدة من أي جهود لتشويه سمعة العمل الشاق والرعاية الممتازة المقدمة للمرضى في مستشفانا خلال هذا الوباء. مهمتنا هنا في المستشفى تنطبق على مقدمي الرعاية لدينا وكذلك على المرضى: قبل كل شيء، نحن ملتزمون برعاية وتحسين حياة الإنسان”.
النقابات الطبية والنقابات الرئيسة التي تمثل العاملين في الرعاية الصحية تطالب الحكومة الفيدرالية باستخدام قانون الإنتاج الدفاعي، الذي يتطلب من الشركات الخاصة إعطاء الأولوية لأوامر القانون، لفرض تصنيع مزيد من اللوازم. حتى الآن، تم نشر القانون فقط لزيادة إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي. تطالب المجموعات أيضا بنظام وطني لتخصيص معدات الوقاية الشخصية، بدلا من مقدمي الرعاية الصحية الفرديين الذين يتنافسون مع بعضهم على اللوازم.
كيم سميث، ممرضة في مركز كوربوس كريستي الطبي في تكساس، بين هيوستن والحدود مع المكسيك. لديها ما يكفي من الكمامات لكنها ذات مقاسات غير مناسبة وتقلق بشأن ما إذا كانت لا تزال فعالة بعد تنظيفها وإعادة استخدمها. قالت إنها ضغطت أولا على الإدارة للتوصل إلى خطة لمعدات الحماية الشخصية في 17 شباط (فبراير)، لكنها شعرت بأنها كانت تعامل على أنها “مسخرة”.
إريك ديبيرت، كبير الإداريين الطبيين في مركز كوربوس كريستي الطبي، قال إن المركز يفي بالإرشادات الحكومية، بما في ذلك الاستخدام الموسع للكمامات وتعقيم أجهزة التنفس الاصطناعي. أضاف: “لدينا الإمدادات اللازمة لمواصلة حماية زملائنا ومرضانا مع تطور هذه الأزمة”.
كذلك تلقي سميث باللوم على الحكومة الفيدرالية في تفضيل المماحكات السياسية على الجاهزية. قالت: “كان ينبغي أن نفرض قانون الإنتاج الدفاعي (…) كان ينبغي لهم تأميننا بمخزون كاف من المواد. الفيروس لا يبالي بما تشعر به، أو إذا كنا ديمقراطيين أو جمهوريين (…) يجب أن نكون مستعدين لهذا”.
قال الدكتور رجا إن المعركة من أجل معدات الوقاية الشخصية أظهرت أيضا عدم المساواة في صناعة الرعاية الصحية الأمريكية، حيث كان من الأسهل بالنسبة للمستشفيات الكبيرة ذات القوة الشرائية الحصول على اللوازم، مقارنة بالمستشفيات الصغيرة أو الفقيرة أو الموجودة في المناطق الريفية. يحتاج مقدمو الرعاية الصحية الآخرون – بما في ذلك مقدمو الرعاية على المدى الطويل الذين يعانون أحداثا وبائية فائقة الانتشار – إلى معدات الوقاية الشخصية.
مارك لابيلا، مدير في فير أوكس مانور، التي تقدم الرعاية للبالغين ذوي الإعاقة عبر عدة مواقع في لوس أنجلوس وحولها، ينفق من ماله الخاص لشراء كمامات للموظفين والمقيمين، حتى مع ارتفاع أسعارها ستة أضعاف.
يعتقد هذا الضابط السابق في سلاح البحرية أن الرئيس دونالد ترمب يتجاهل مسؤوليته من حيث التصرف بوصفه “قائد الحوادث”. وفي إشارة إلى إحجام ترمب حتى وقت قريب عن ارتداء كمامة، قال: “أولا وقبل كل شيء، هذا الرئيس لا يهتم بمعدات الحماية الشخصية لنفسه”.
قالت كاري تشان، الأستاذة المساعدة للأعمال في جامعة كولومبيا، التي تجري أبحاثا على عمليات الرعاية الصحية، من المفروض أنه كان هناك وقت كاف منذ آذار (مارس) لتأمين مزيد من معدات الوقاية الشخصية. وحذرت من أن نقص معدات الوقاية الشخصية هو “مشكلة طويلة الأمد”، لأن إخصائيي الرعاية الصحية سيحتاجون إلى إمدادات إضافية على الأقل حتى يتوافر اللقاح على نطاق واسع.
أضافت: “خسرنا كثيرا من الوقت الثمين من خلال عدم التصرف عندما رأينا المشكلات قبل أربعة أشهر. فقدنا الوقت عندما لم نتحرك قبل سبعة أشهر ونبدأ في الاستعداد. السؤال هو: ما الذي يجب أن يحدث لكي نبدأ في إدراك أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل؟”.