حينما نتابع مسيرة العدو في الأمة الإسلامية منذ رسالة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، سنجد مسيرة العدو مسيرة مطردة تآمراً، ولم تتوقف محاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم والتخلص منه، وجميعها باءت بالفشل، ولذلك جاءت البدائل.
تطبيع، تساهل، والتظاهر بالخير تقية وإضمار السوء نفاقاً، ونخراً بالأمة باللاشعور وخفية تراكمياً، حتى تفاجأت الأمة بجبل من الانحرافات لا بد من دفع الثمن الكبير من أجل زواله!
هذه المؤامرات الفاشلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت من قبل اليهود أو من كفار قريش، وهذا أمر دائم على مر العصور، يتفق الوثنيون واليهود والنصارى تآمراً على الحق، وهذا دائماً وأبداً دينهم وديدنهم.
وذلك منذ شعب أبي طالب، وحتى محاصرة بيته صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته إلى المدينة، وإرسال من يقتله خلفه يوم هجرته، وحادثة سراقة رضي الله عنه معلومة لدى الجميع، وأيضاً تآمر اليهود بقتله وذلك بمحاولة إلقاء الحجر عليه صلى الله عليه وسلم، وأيضاً حادثة الشاة المسمومة، والتآمر مع الأحزاب ونقض العهود معه صلى الله عليه وسلم، وهكذا حتى نصل إلى ما بعد النبوة، نصل إلى قتل الخلفاء عمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، إلى أن نصل إلى ابن سبأ وتنظيمه “المحفل السبئي” الماسوني في اليمن، ثم المنظمات والفرق التي جل من أنشأها اليهود والأحبار منهم غالباً، وهي دقيقة وعميقة التنظيم مثل القرامطة والديصانية والمعتزلة والباطنية وأصحاب وحدة الوجود، جميعهم حتى نصل إلى الأحسائي والبابية والبهائية والقاديانية وصولاً إلى كفتاروا والأحباش، والشحرور، وأخطرهم اليوم السلفية المزيفة والسلفية منهم براء من أمثال مؤيدي التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعابدي ولي الأمر بشكل أو بآخر، أمثال وسيم يوسف ومن يؤيده وينصره من أدعياء السلفية وهم أعدى أعداء للسلفية من أجل تدميرها وتشويهها وُجدوا بتقصد وتآمر على دين الله تعالى.
نحن نقول: هل هي من الصدف غير المدروسة، وغير المنظمة، أن تتفق هذه النوعيات والدعوات الباطنية والسبأية والمنافقون من أمثال ميزو، وكفتارو، الشحرور، ووسيم.. وأمثالهم، هل هي الصدفة جمعتهم مع من سبقهم بقرون بنفس المنهج، ونفس الهدف وإن اختلف الأسلوب المنهجي أو الغلاف الخارجي للمنهج إذا جاز التعبير؟!
هل هي الصدفة يتم هذا الاتفاق على مر القرون والسنوات رغم ظهور التباين أحياناً تمويهاً وضحكاً على المعنِيْ؟! هل هي الصدفة يتم التركيز منهم جميعاً على نقاط تتكرر مع كل جماعة وتنظيم منهم ولا يختلفون عليها وإن اختلف الطرح منهجاً وآلية كما أسلفنا؟!
هل هي صدفة تتكرر في طرحهم هذه النقاط؟!
1- الطعن في الصحابة.
2- الطعن في السُّنة النبوية وتسطيح علومها.
3- نحن رجال وهم رجال لنا عقل كما للصحابة عقل.
4- الحرص على توحيد الأديان وتسييحها (الإبراهيمية!).
5- صناعة كتاب جديد بديل للقرآن.
6- بذل كل الجهود والطاقات لخروج الأمة الإسلامية من الأممية والدخول في تقديس التشظي الوطني وبذل الجهد بذلك، وبناء وتأصيل العزوف عن الدولة المحورية للأمة ومحاولة تشويهها تاريخياً ومستقبلاً وإطلاق الخيانة على من ينادي فيها!
هل هي الصدفة يتم اتفاقهم جميعاً على هذه النقاط الست بشكل أو بآخر؟!
إنها قمة السذاجة وقمة الجهل في عدونا إذا اعتقدنا أن هذا جاء من باب الصدف مع الأيام والقرون، وتكرار نفس الطرح والفكرة ونقاطها بشكل أو بآخر رغم التباعد الزمني والجغرافي بينهم كفرق وتنظيمات!
نعم.. قمة السذاجة.. إن اعتقدنا أن الحرب على الدين والإسلام تتوافق فيها كل هذه الجماعات المعوجة مع العلمانية اليوم، ومع السلفية المزيفة وهي أخطرهم اليوم، فهي المنفرة من الدين ورجال الدعوة والدين، إنها قمة السذاجة والسفه، وقلة العقل إن اعتقدنا أنها صدفة!
إنها تنظيمات دقيقة وعميقة، تعمل فيها منظمات صهيونية لنصرة يهود، ومن ثم قيام دولتهم العالمية اليهودية التوراتية التي تحكم العالم، وهؤلاء لا يمكن توقفهم وتردعهم حضارة مدنية أو قومجية عربية، أو مشيخة قبلية، فهؤلاء لا يوقفهم إلا الدين والعقيدة الحق، فلذلك هم أدركوا تماماً بعدم وجود دولة إسلامية محورية، وبعدم وجود الدين الحق، يقوم مجدهم ودولتهم العالمية، فبذلوا كل الجهود واستسذاجاً للشعوب وتطبيعاً بصفته -التطبيع – خطوة للهدف الكبير، وهو قيام النظام العالمي الأوحد لدولتهم العالمية!
يتبع..
[اجمعها مع بقية المقالات ستكون لديك معلومة متكاملة جيدة]