“ابحث عن الإعلام الهندي المتطرف “.. بهذا العبارة يمكن أن تقرأ بعضا من زوايا تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين في الهند خلال هذه الأيام ،خاصة مع تصدر مصور هندوسي متطرف لمشهد الاعتداءات ، وذلك وفق دراسة لمرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف اطلع عليها مراسل “المجتمع”.
وتؤكد الدراسة المنشورة على الموقع الرسمي للمرصد أن الهند تعتبر أبرز النماذج التي تمارس فيها وسائل الإعلام دورا خطيرا في إذكاء نيران خطاب الكراهية ضد المسلمين ، رغم أن الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند، ( 200 مليون مواطن ) .
يصورهم أنهم مجتمع متخلف وغير مخلص
معالم الأزمة
وبحسب الدراسة التي نشرت في نهاية عام 2019 فإن معاناة المسلمين الهنود منذ تولي حزب “بهاراتيا جانتا” الحكم في البلاد، والتي في الغالب يتم تجاهلها أو تجنبها خاصة فيما يخص مطالبهم في تمثيلهم في الانتخابات.
ويشير المرصد في دراسته إلى أن أحد أهم الأسباب التي أدَّت إلى تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين هو ضمان الإفلات من العقاب؛ بسبب التساهل مع المعتدين المنتمين لخلفيات هندوسية متعصبة.
ويضيف المرصد أن خطابات الكراهية المعادية للمسلمين -على وجه الخصوص- قد ازدادت بسبب تناقل بعض وسائل الإعلام الهندية لها منذ تولي “بهارتيا جانتا” لمقاليد الحكم، حيث لم تترك بعض تلك المنصات الإعلامية فرصةً إلا واستغلتها لإشعال الأوضاع، ومن ثمَّ فإن بعض وسائل الإعلام من أبرز الأسباب الداعية إلى إشعال نار الكراهية بين أبناء المجتمع الهندي الواحد، والإسهام في تفككه.
ويوضح المرصد أن قطاعًا ليس بالقليل من وسائل الإعلام الرئيسة يتبنى أجندةً هدفها “تشويه صورة المسلمين”، وتصوير مجتمعهم على أنه مجتمع متخلف وغير مخلص للهند ، كما يطلق عليهم عبر شاشات التليفزيون “المناهضون للقومية الهندية”.
يمارس شكلا من أشكال الإسلاموفوبيا
وينقل المرصد عن الصحفي المستقل “بارانجوي جوها تاخورت”، قوله :”إن ما تقوم به وسائل الإعلام الهندية يُعدُّ شكلًا من أشكال الإسلاموفوبيا والذي قد ساهم -إلى حد كبير- في تزايد حدة التعصب في الهند، خاصة مع السعي لتصوير الجاليات كمواطنين من الدرجة الثانية”.
ويشير المرصد من خلال متابعاته إلى أن المئات من القنوات الإخبارية تنتهج نفس النهج، حيث يؤكد موقع “Scroll” المستقل إلى أن برامج النقاش والحوار باتت لا تركز إلا على الخلافات المجتمعية -الحقيقية أو المصطنعة- بين الهندوس والمسلمين تحت شعار “حماية المصالح الهندوسية”.
ويرى “راج ديب سارديساي”، المحرر الاستشاري لمجموعةIndia Today ، بحسب التقرير ، أن قسمًا كبيرًا من وسائل الإعلام الهندية، وخاصة التليفزيون، قد لعب دورًا سلبيًّا في تضخيم التعصب تجاه الجاليات الأخرى وعلى رأسها الجالية الإسلامية.
وتشير الصحفية والمؤلفة الهندية “سابا نقوي”، إلى أن بعض وسائل الإعلام التلفزيونية تنتشر وتشتهر بسبب التركيز على الاقتتال الهندوسي الإسلامي، وينتهي بها المطاف إلى زيادة الانقسام.
يطلق عليهم المناهضون للقومية الهندية
الوسم يتصدر
وتصدر وسم “الهند تقتل المسلمين” قائمة الأكثر تداولًا على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” في مصر ، رفضا لما يتعرض له المسلمون في الهند من أعمال عنف وتهجير، بالتزامن مع تصدره في دول الخليج والكويت.
وغرد مصريون احتجاجا على ما يحدث في الهند من استهداف للمسلمين.
وقال “مصطفى أحمد” “محام” في تغريدة له :” أين حقوق الإنسان أم شغلهم في الأمم المتحدة السيدة المسلمة تلبس وتقلع.. هذه أعمال قتل ممنهج خارج القانون، حكومات العالم الغربي لا تقل ظلما وجهلا عن حكومات العرب ، ونحن في وقت من يحكمون أبعد ما يكون عن العدل وعن العدالة ، لا أقام لكم الله ملكا”.
وأبرزت عدد من وسائل الإعلام المصرية الرسمية والخاصة نبأ الاعتداءات وتصدر الوسم، وفق رصد مراسل “المجتمع”.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن 90% من الضحايا في الهند مسلمون و يتعرضون للتهجير وسط صمت من الحكومة الهندية.