في تكريم مستحق بعد رحلة عطاء طويلة وثرية، بحسب وصف أدباء، تلقى الناقد الأدبي الكبير والكاتب البارز بمجلة “المجتمع” د. حلمي القاعود تكريمين على التوالي؛ تقديراً لجهوده الأدبية وتميزه المعرفي البارز.
وكرّم اتحاد كُتَّاب مصر د. القاعود لحصوله على جائزة “التميُّز في النقد الأدبي” عن العام 2020م.
جاء ذلك في الحفل الذي عقد في مقر الاتحاد بالقاهرة، لتكريم الفائزين بالجوائز عن عامي 2020 و2021، وفق ما نشر القاعود على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أمس الأحد.
وشارك في التكريم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد برئاسة النقيب د. علاء عبدالهادي، والإعلامي زينهم البدوي، الأمين العام للاتحاد، ومئات الكتَّاب والشعراء والنقاد.
وجائزة التميُّز في النقد الأدبي هي أعلى جائزة يمنحها اتحاد كتَّاب مصر للمبدعين من الأدباء في مجال النقد، وتمنح هذه الجائزة سنوياً في 3 مجالات، هي: الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي.
وأوضح اتحاد الكتَّاب في حيثيات قرار فوز القاعود بالجائزة، في وقت سابق، أن حلمي القاعود إحدى القامات المهمة في الأدب العربي الحديث، وأحد الرّواد الذين أثروا الحياة الأدبية والفكرية.
من جانبه، وصف الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عضو مجمع اللغة العربية الليبي د. سعد مصلوح، التكريم بأنه “مستحق”، قائلاً في تعليق له: تكريم مستحق للأستاذ الدكتور حلمي القاعود، وتتويج لعمر طويل من الإبداع والجهاد المضني لإحقاق الحق وتكريس شرف الكلمة.
وكانت رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مكتب مصر، برئاسة الشاعر د. صابر عبدالدايم كرمت القاعود، في نوفمبر الماضي.
وحضر الحفل في مقر الرابطة بوسط العاصمة القاهرة كوكبة من الأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات.
اتحاد كتَّاب مصر: القاعود إحدى القامات المهمة في الأدب العربي
مقدرة إبداعية
وتطرق نقاد كثيرون بالإشادة لتجربة القاعود الإبداعية، ومنها دراسة د. إبراهيم عوض، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة عين شمس، الحاصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد، وأحد أهم أساتذة الأدب في العالم العربي، حول المنجز السردي للقاعود التي جاءت بعنوان “حلمي القاعود روائيًا”.
وتناولت الدراسة الرحلة الروائية للقاعود بالنقد التحليلي، منذ أول أعماله عبر رواية “الحُب يأتي مصادفة” الصادرة في عام 1976م، وحتى آخر الإبداعات ممثلة في رواية “شغفها حُباً”.
وقال عوض في الدراسة: “لاحظتُ منذ البداية أن لدى القاعود القدرة على تحويل كل فكرة أو موقف إلى وقائع وحوارات ووصف وعقدة، بادئاً عادة من شخصيات أو حوادث يعرفها جيداً ويريد أن يجلي رأيه فيها وفيما تمثله في المجتمع، ولكن على نحو غير مباشر، وإلا لكتب مقالاً أو بحثاً أو كتاباً وانتهى الأمر بكل سهولة”.
وأضاف عوض أن القاعود اختار الإبداع القصصي رغم ما فيه من تعقيد فني وعناصر متنوعة ومتشابكة وبناء مخصوص وقدرة على الضبط والربط، وضبط النفس فلا تظهر سافرة في العمل القصصي، والربط بين شخصيات عمله ووقائعه وحواراته بحيث يخرج كل ذلك في بنية متماسكة مشوِّقة مقنعة تخيِّل للقارئ أن ما يطالعه حقيقي لا مؤلَّف، مؤكداً أنه للأسف، أن هذه المقدرة يفتقر إليها كثير من المنتسبين إلى عالم التأليف القصصي، ولو في بعض أعمالهم، ومنهم مشاهير تدوي أسماؤهم.
مصلوح: تتويج لعمر طويل من الإبداع والجهاد
رحلة ثرية
ولد الأديب الكبير حلمي القاعود في مدينة الرحمانية بمحافظة البحيرة شمال العاصمة القاهرة، في 5 أبريل 1946، وخاض غمار التعليم والتثقيف والتدريس ونشر الوعي الأدبي والإسلامي بصورة حفرت اسمه بين قيادات الوعي الإسلامي في المنطقة العربية، بحسب مراقبين.
وللقاعود العديد من المؤلفات المطبوعة في النقد والأدب والبلاغة والإسلاميات والسياسة وأعمال إبداعية بين رواية وقصة، وآلاف المقالات في عدة منابر صحفية في مقدمتها مجلة “المجتمع” الكويتية، وصحف “الأهرام” و”المساء” و”الوفد” بمصر.
وعمل القاعود رئيساً لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطا بمصر، وأستاذاً مشاركاً بكلية المعلمين بالرياض في المملكة العربية السعودية.
وحاز القاعود على جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة عام 1968م، وجائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (المجلس الأعلى للثقافة) بمناسبة “يوم الأرض”، حول شعراء الأرض المحتلة عام 1974م، وجائزة نادي جازان الأدبي في البحث الأدبي عام 1991م، ودرع وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر بدمنهور عام 1998م، وجائزة اتحاد كتَّاب مصر في النقد الأدبي عام 2015م، بجانب جائزة التميز في النقد الأدبي في عام 2020م.