الكفارة بالإطعام مع استطاعة الصيام
رجل وقع على زوجته في نهار رمضان، ويريد أن يطعم ستين مسكيناً مع أنه يستطيع الصيام، وهل على زوجته كفارة مثله، مع أنها أطاعته في هذه المخالفة؟
– أولاً ينبغي للإنسان أن يتقي الله تعالى في صيامه، وأن يعلم أن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وأن الواجب عليه أن يبتعد عما ينقضه من المفطرات، فإذا كان وقع على زوجته في نهار رمضان فإن الواجب عليه هو عتق رقبة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، فإذا أطعم وهو يستطيع الصيام فإن إطعامه لا يعتد به ولا يعتبر، وكأنه لم يطعم وهو أدرى بنفسه، وزوجته إذا كانت مطاوعة له غير مكرهة فإنه يلزمها أيضاً الكفارة مثله، وعليها عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً(1).
قطع صيام القضاء
أفطرت يوماً كنت نويته لقضاء يوم من أيام رمضان بغير عذر قهري، فما الحكم؟ وإذا طلب مني زوجي الإفطار بغير رغبة مني في يوم لقضاء رمضان، فما الحكم أيضاً؟
– لا يجوز قطع الصيام الواجب لقضاء رمضان أو غيره بدون عذر، وعلى هذا فمن شرع في صيام واجب (قضاءً أو أداءً) فإنه يجب عليه إتمامه، ولا يجوز له قطعه، فإن قطعه أثم، ووجب عليه إعادته في يوم آخر، وإن كان قد أكرهه على قطعه شخص آخر فالإثم على المُكرِه، والقضاء على المُفطِر، أما صيام التطوع فإنه يجوز قطعه، ولو أصبح صائماً، علماً أنه لا يجوز للمرأة أن تصوم تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه”(2)، والله أعلم(3).
لم تقض أيام حيضتها منذ البلوغ
أريد أن أعرف ما الحكم الشرعي في حالتي، حيث إنني ومنذ بلوغي لم أقم بقضاء الأيام التي أفطرت فيها أثناء فترة الحيض، وقد بلغ مجمل عدد تلك الأيام حوالي 86 يوماً فهل يجوز لي أن أتصدق على الفقراء، أم يتوجب عليَّ قضاؤها؟
– قضاء الأيام التي أفطرت فيها المرأة بسبب الحيض أمر معلوم شرعاً مشهور بين المسلمين لا يعذر الإنسان بتركه، فعليكِ التوبة من تركها وقضاء هذه الأيام حسب الاستطاعة، تقضي شيئاً فشيئاً إلى أن تنتهي كلها، والله أعلم(4).
كفارة تسعة رمضانات
لقد كنت في رمضان في السنوات الماضية من العمر 14 سنة إلى 22 سنة لا أصوم الشهر كله، أطلب من فضيلتكم إيجاد حل ولا أستطيع إطعام ستين مسكيناً في اليوم الواحد، هل بإمكاني أن أدخر المال عن كل يوم وأعطيه مثلاً لديار الرحمة أو لمسكين واحد عن كل يوم؟ وجزاكم الله خيراً.
– أهنئك على رغبتك في التوبة إلى الله من هذا الذنب العظيم، وأوصيك بالإكثار من الاستغفار وصيام ما تيسر من النوافل إذا انتهيت من القضاء.
ثانياً: الذي عليه الأئمة الأربعة في مثل حالك، أنك تقضي عن كل الأيام التي أفطرتها وتطعم عن كل يوم مسكيناً، ولا يلزمك التتابع في قضائها، فمتى ما استطعت الصيام فصم حتى تنتهي الأيام التي أفطرتها وبالنسبة للإطعام يمكنك فيه أن تجمع كل عشرة جميعاً أو كل عشرين، أو كل خمسة حسب استطاعتك، وأنت مخير بين أن تعطي كل واحد منهم نصف صاع من الأرز كيلو ونصف تقريباً، وإن وضعت معه شيئاً من الإدام -إن كنت تقدر- فهو حسن، هذه طريقة.
وهناك طريقة أخرى وهي أن تصنع طعاماً في بيتك أو تذهب إلى أحد المطاعم فتدعو إليه عشرة فقراء أو عشرين أو حسب استطاعتك إلى أن تنتهي الأيام التي أفطرتها، وهكذا كلما أطعمت المساكين سقط عنك من حساب الأيام، أسأل الله تعالى أن يتوب علينا، وأن يتقبل منا صالح العمل(5).
حكم صيام الست في غير شوال
هل صحيح أنه يجوز صيام الست في غير شوال؛ لوجود رواية تقول: “من صام رمضان وأتبعه بست” من دون تحديد شوال؟
– لا يجوز أن يصوم الإنسان الست من شوال في غير شهر شوال؛ لأن الحديث جاء بتخصيص هذه الأيام الستة في شهر شوال فقط، كما في الحديث الذي عند مسلم (1164) وغيره من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه “من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال”، وأما ما جاء في بعض الروايات “وستة أيام بعده” رواه ابن ماجة (1715) والدارمي (1755)، وأحمد (21906) من حديث ثوبان بن بجدد رضي الله عنه، فهي محمولة على أنها من شوال؛ لورود تخصيصها في الروايات الأخرى، وبهذا يحصل الجمع بين الروايات، والله أعلم(6).
________________________________
(1) الإجابة للدكتور سليمان بن وائل التويجري – عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
(2) متفق عليه عند البخاري (5195) ومسلم (1026) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) الإجابة للدكتور فهد بن عبد الرحمن المشعل – عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
(4) الإجابة للدكتور أحمد بن محمد الخليل – عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
(5) الإجابة للدكتور عمر بن عبد الله المقبل – عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
(6) الإجابة للدكتور محمد بن تركي التركي – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.