قال الباحث في القانون الدولي الإنساني مصطفى نصرالله: إن جريمة اغتيال الجيش “الإسرائيلي” للصحفية شيرين أبو عاقلة وضعت المحكمة الجنائية الدولية أمام منعطف خطر وتحدٍّ كبير، في ظل تراخي المدعي العام القيام بواجبه تجاه الجناة والضحايا.
وأبدى، في ورقة قانونية، استغرابه من صمت المدعي العام للمحكمة الجنائية، وعدم تحركه الفاعل والفوري لضبط الأدلة، والطلب من قادة “إسرائيل” تسليم القتلة، سواء الجندي الذي نفذ الجريمة، أو قادته العسكريين الذين أعطوه الأمر، أو القادة السياسيين الذين كانوا على علم مسبق بالجريمة.
وأوضح نصرالله الذي يرأس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في الأردن، أن مدعي عام المحكمة الجنائية يملك الحق والسلطة والأدوات للقيام بواجبه القانوني تجاه هذه الجريمة، وأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية المعروف بـ”نظام روما” يوضح صلاحيات المدعي العام بالتحرك الفوري والفاعل لتقديم الجناة لينالوا عقابهم.
ودعا نصرالله مدعي عام الجنائية الدولية إلى إعادة الاعتبار لمؤسسة القضاء الجنائي الدولي، من خلال ملاحقة قادة الكيان، وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية؛ لينالوا أقسى العقوبات على جرائمهم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى “استمرار جرائم قادة الكيان بحق الشعب الفلسطيني، وقتل الصحفية غفران وراسنة، بعد أيام قليلة من قتل الصحفية شيرين.
ورأى نصرالله أن قادة “إسرائيل” لا يرون في العدالة الجنائية سلطةً لمحاسبتهم ومعاقبتهم، وهم لا يكترثون بالمجتمع الدولي ولا بمؤسساته الدولية.
وبين أن أصحاب الاختصاص القانونيين، ولجان حقوق الإنسان، متفقون على أن ما تم ارتكابه جريمة مكتملة الأركان، وأن قادة “إسرائيل” مسؤولون عن هذه الجريمة.
تشتيت الانتباه
وذكر نصرالله أن تقرير المفوض العام لحقوق الإنسان وتقارير المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان حول جريمة مقتل أبو عاقلة، أدانت جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، إلا أن قادة الكيان يكابرون ويجادلون بالحديث عن أداة القتل؛ لتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن الجريمة الحقيقية.
وذهب إلى أن تشكيل الاحتلال لجنة تحقيق من الجيش والأجهزة الأمنية فاقدة المصداقية، هو أحد أساليب المماطلة التي تتبعها السلطات “الإسرائيلية”.
ورجح نصرالله أن تعلن هذه اللجان براءة القاتل، كما جرى في تحقيقات سابقة.
وأعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدسان أن المفوضية خلصت إلى أن الصحفية الفلسطينية – الأمريكية شيرين أبو عاقلة، قتلت بنيران قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.
وقالت شامدساني، في مؤتمر صحفي بجنيف، الجمعة الماضي: إن جميع المعلومات التي جمعناها، بما فيها المعلومات من الجيش “الإسرائيلي” والنائب العام الفلسطيني، تؤكد حقيقة أن الطلقات التي قتلت أبو عاقلة وجرحت زميلها علي الصمودي صدرت عن الجنود “الإسرائيليين” وليست طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين كما قالت السلطات “الإسرائيلية”.
وقتلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة منتصف مايو الماضي، خلال تغطيتها اقتحام الاحتلال لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد إطلاق قناص “إسرائيلي” رصاصة من نوع متفجر استقرت في رأسها.