ووري الثرى في الدوحة، اليوم الثلاثاء، جثمان المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلاَّمة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أعلنت وفاته، أمس الإثنين، عن 96 عاماً، وحضر الصلاة على العلامة القرضاوي آلاف المشيعين الذين ضاقت بهم جنبات مسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وذلك قبل أن ينقل الجثمان للدفن بمقابر مسيمير في ضواحي العاصمة القطرية.
وأدى صلاة الجنازة عدد من كبار العلماء والمسؤولين، منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي محيي الدين القره داغي الذي رثى الشيخ القرضاوي ووصفه بصاحب البهجة والطيب، صاحب الكرم والفضل والأيادي الرحيبة، منوهاً بجهاده وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.
ونعت قطر وتركيا وعشرات الشخصيات العربية والإسلامية من مختلف البلدان الشيخ القرضاوي ووصفوه بـ”المجدد”، داعين له بالرحمة والجنان.
وكان الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وهو عالم مصري أزهري، ويحمل الجنسية القطرية.
وإلى جانب نعي رسمي رفيع المستوى من تركيا وقطر، تقدّمت عشرات الشخصيات العربية والإسلامية من مختلف البلدان بنعي للأمة بوفاة القرضاوي، وفق بيانات منفصلة وبرقيات تعزية نُشرت عبر صفحات موثّقة في مواقع التواصل.
بدوره، نعى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية الشيخ القرضاوي، معتبراً أنه كان “علماً من أعلام الأمة”، وأنه “كرس حياته مدافعاً عن القضية الفلسطينية”، وكان يتمنى تحرير القدس في حياته.
ونعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان، مؤسسه الشيخ يوسف القرضاوي، مؤكدًا أن “الأمة الإسلامية فقدت عالمًا محققًا من علمائها المخلصين”.
نعي رسمي
بدوره، قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نجل الراحل عبدالرحمن يوسف، تعازيه لأسرة القرضاوي، سائلاً الله له الرحمة.
وقال الرئيس التركي: إن المرحوم “لم يتنازل طوال حياته عمّا آمن به، وكان خير مثال يحتذى به للتوفيق بين مبادئ الإسلام والحياة”، داعيًا له بالقول: “أكرمه الله بالجنة وتغمده برحمته”.
ومن قطر، نعى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القرضاوي، في تغريدة قائلاً: إنه “أفنى عمره في خدمة دينه وأمّته”.
كما نعته وزارة الأوقاف القطرية، في بيان، قائلةً: إن “الأمة العربية والإسلامية فقدت عالماً جليلاً دافع عن القضايا الإسلامية، وله الأثر الفاعل في نشر العلم الشرعي، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى منهج الوسطية والاعتدال”.
نعي إسلامي واسع
ومن باكستان، نعى أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق العلاَّمة القرضاوي، في تغريدة باللغة العربية، قائلاً: إنه “وهب حياته لخدمة الإسلام والتربية والدعوة، والدفاع عن قضايا الأمة”.
وفي المغرب، نعى حزب “العدالة والتنمية” القرضاوي، وتقدّم بـ”بأحر التعازي لأسرة الفقيد، وللأمة الإسلامية على هذا المصاب الجلل”، معتبرًا إياه “أحد الرواد الكبار لمنهج الوسطية في العالم العربي والإسلامي”.
وفي تونس، نعى رئيس حزب “حركة النهضة” راشد الغنوشي، في بيان، القرضاوي، مؤكدًا أن “فقيد الأمة وهب حياته مبينًا لأحكام الإسلام، ومدافعًا عن أمته، مؤكدًا مبدأ الوسطية”.
ومن العراق، نعى الحزب الإسلامي العراقي، في بيان، القرضاوي، قائلاً: إنه “مثل الفكر والفقه الإسلامي الوسطي”.
ونعى المجلس الإسلامي السوري القرضاوي، في بيان، مؤكدًا أنه “كان علّامة موسوعيًا ومفكرًا إسلاميًا”.
كما نعته جماعة الإخوان المسلمين التي سبق أن انتمى إليها، وكان من أبرز علمائها.
وأكدت الجماعة، في بيانين، أن الشيخ القرضاوي “لقي ربّه بعد مسيرة ممتدة ورحلة مباركة عمّ خيرها وانتفع بثمارها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها”، ووصفته بأنه “من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية”.
ونعاه كل من العالِم الليبي علي الصلابي، والأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، والداعية الكويتي نبيل العوضي، والسياسي الكويتي ناصر الدويلة، وذلك في برقيات تعزية عبر حساباتهم في “تويتر”.
كما نعاه كل من العلماء والدعاة البارزين في العالم الإسلامي، مثل: أحمد الريسوني، ومحمد راتب النابلسي، وعلي القره داغي، في بيانات منفصلة.
ومن مصر، نعت أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي، في بيان، القرضاوي، مؤكدةً أنه “أفنى حياته في العلم والتعليم والإصلاح والاجتهاد وكان مدرسة للإسلام الشامل، وناضل بقول الحق من أجل أمته ودينه”.
كما تقدمت عشرات الشخصيات المصرية بنعي في وفاة القرضاوي، وبينهم معارضون في الخارج.