يقدم الكثير من مزارعي الزيتون على قطف ثماره بوقت مبكر وقبل الموعد المناسب الذي تحدده وزارة الزراعة كل عام لعدة أسباب، أهمها الحصول على نسبة ربح أعلى بداية الموسم، مقارنة مع وقت ذروته.
ودعت وزارة الزراعة الفلسطينية المزارعين، للالتزام بالموعد الذي حددته لقطف الزيتون بهدف عصر الزيت ذو الجودة والكمية المنتجة، وهو الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وتأخير قطف الصنف “نبالي” وصنف k18 إلى بداية شهر نوفمبر/ تشرين أول القادم، وذلك للحصول على أفضل كمية زيت.
وتبلغ عدد أشجار الزيتون في فلسطين حوالي 13 مليون شجرة منها 10 مليون مثمرة، فيما تصل مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في فلسطين حوالي 575 ألف دونم.
خسائر بـ 70 مليون شيكل..
مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد، يتوقع أن يكون فاقد الزيت في “الجفت” للموسم الحالي من 3000 إلى 3500 طن، مقدراً قيمة الخسائر 70 مليون شيكل.
ويضيف “عبيد”، أن توقعات إنتاج العام الحالي ستكون 30 ألف طن زيت، حيث كان في العام الماضي 17 ألف طن، مشيراً إلى أن نسبة الفاقد في الجفت تزيد وتنقص حسب حمل الزيتون، وكلما زاد كمية الزيتون تزيد هذه النسبة.
ويوضح، أن ثمة أسباب عديدة ومتشعبة تسهم في زيادة نسبة الفاقد من الزيت في “الجفت” في فلسطين عن المعدل الطبيعي، من حيث القطف المبكر؛ فالزيتون غير الناضج يكون به نسبة فاقد عالية، وذلك لأن المعصرة لا تستطيع استخلاص جميع الزيت الموجود في الثمرة.
ويشير “عبيد”، إلى دراسة أعدتها وزارة الزراعة، حيث بلغت نسبة الزيت الفاقد في جفت الزيتون في فلسطين 12 % من الوزن الجاف، علمًا أنّ الحد المسموح به عالميا ينبغي أن لا يتجاوز 6%.
واضاف: السبب الأخر يتعلق بالماكينات في المعصرة، وكفاءتها وتهريبها للزيت، وكذلك العامل البشري الذي يشغل المعصرة نفسها، ومدى التزامه بمعايير التشغيل الصحيحة، الأمر الذي قد يتسبب بزيادة الفاقد في “الجفت”.
ويلفت إلى أن الأسعار في محافظات الضفة الغربية حتى الآن غير ثابتة، وغير مبشرة بالنسبة للمزارعين، وهناك عزوف من قبل التجار على شراء الزيت، مضيفًا: “هذا يؤدي لتكدس الزيت لدى المزارعين وتخوفهم من نزول السعر”، داعيًا لأن يكون هناك إجراءات تصحيحية للوضع الحالي.
الخسائر بسبب اعتداءات المستوطنين
من جانبه، يقول مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض، إن اعتداءات المستوطنين من حرق وقلع الأشجار، وتكسير وسرقة المحاصيل، والأراضي المحاذية للمستوطنات والتي يمنع دخولها إلا بموافقة مسبقة، أسباب أيضاً تكبد المزارعين خسائر فادحة.
وتطرق “فياض” ، للأراضي التي تقع خلف الجدار وتقدّر مساحتها بـ40 ألف دونم، ويمنع الاحتلال دخولها إلا بتصريح، وبالتالي لا يستطيع المزارعين قطف ثمارهم بالشكل المطلوب، وهو ما يساوي مجموعة مساحة أراضي الزيتون في قطاع غزة.
ويضيف: “إجراءات الاحتلال وتقييد التصاريح، تسببت في عدم قدرة المزارع على الاعتناء بأرضه بالشكل المطلوب على مدار العام، والحرائق المتزايدة بسبب العشب، وكذلك الحرائق المفتعلة من الاحتلال وبالتالي تكون انتاجيتها متدنية”.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد قطع المستوطنون واقتلعوا أكثر من 9300 شجرة زيتون مملوكة لمزارعين فلسطينيين بين أغسطس/ آب 2020 وأغسطس 2021.
أسعار الزيت لهذا العام
ويرى “فياض: أن أسعار الزيت لهذا العام في قطاع غزة ممتازة، حيث بلغ سعر تنكة “السري” 80-85 دينار، و”الشملاني” 75 دينار، و”k18 ” 60-65 دينار، مشيراً إلى أن الأسعار في محافظات الضفة غير واضحة حتى اللحظة، ولكنها في جنوب ووسط الضفة جيدة.
وتختلف أسعار الزيت في محافظات الضفة شمالاً وجنوباً، حيث يصل سعر تنكة الزيت 400 شيكل في محافظات شمال الضفة، وتصل لـ600 شيكل في محافظات جنوب الضفة.
ويعود انخفاض أسعار الزيت في محافظات شمال الضفة، لكثرة الكميات المنتجة من الزيت، وكونه غير مرغوب بالنسبة لأهالي محافظات الجنوب باعتبار أنه خفيف، ونسبة الحموضة قليلة، في حين أن محافظات جنوب الضفة كميات الزيت قليلة لكن جودته ثقيلة، ونسبة حموضة عالية.
من جانبه، يوضح المزارع معاوية توفيق من غزة، أسباب خسارة المزارعين بسبب القطف المبكر، حيث أنه في بداية الموسم للعام الحالي كانت بالكاد 150 كيلو زيتون أن تنتج تنكة زيت، في حين أنه في هذه الأيام 130 كليو تقريبا تنتج تنكة زيت.
ويضيف “معاوية” ، أن الخسائر تقدر 100 شيكل في كل تنكة زيت، عن القطف في هذه الأيام، وما يصاحبه من أجرة العصر، وأجرة العمال والنقل والمواصلات.
وفي السياق، يشير المزارع سلامة محمد من غزة إلى تأخر موسم المطر، وما نتج عنه من تأخر نضج الثمار، حيث كان المفترض على المزارعين أن ينتظروا فترة 25 يوم لبدء القطف، وهذا ما يفسر نقص وتأخر الزيتون الأسود في الأسواق الفلسطينية.
ويتوقع “سلامة”، أن يتعدل نسبة الإنتاج من الزيت للعام الحالي، بعد أسبوع من الوقت الحالي، خاصة بعد سقوط الأمطار ونضوج الثمار بالشكل المطلوب.