قنل إسرائيلي جراء إصابة بإطلاق نار قرب أريحا وقد فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقا أمنيا على المدينة بحثا عن المنفذ، فيما عزز جيش الاحتلال قواته بالضفة بعد ساعات من هجمات المستوطنين على بلدة حوارة، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال حصارها لمحيط محافظة نابلس.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية فقد أطلق منفذا هجوم أريحا النار على سيارات في 3 مواقع مختلفة.
وأكدت التحقيقات الأولية أن مسلحا أطلق النار على سيارة ثم عاد وأطلق النار على سيارة أخرى وأصابها، وبعد مسافة قصيرة أطلق النار على سيارة ثالثة لكنه أخطأها، وقام بعد ذلك مع زميل له بإحراق سيارتهما ولاذا بالفرار نحو مدينة أريحا.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن جيش الاحتلال فرض حصارا على مدينة أريحا ومخيماتها وإغلاق كافة مداخلها في إطار عمليات تمشيط ومطاردة بحثا عن المنفذَين.
وحسب المعطيات المتوفرة فإن إطلاق النار على الإسرائيلي كان انطلاقا من سيارة وقد لاذ المنفذان بالفرار من المكان، ورجحت المصادر الإسرائيلية أن يكون إطلاق النار عملية مسلحة.
إشادة الفصائل
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عملية إطلاق النار في أريحا تأتي في إطار الرد على جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، وحذر المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع الاحتلال من التمادي في عدوانه وإطلاق يد المستوطنين ، مؤكدا أن العدوان لن يقابل إلا بمزيد من العمليات.
وباركت حركة الجهاد الإسلامي عملية أريحا وأشادت بما وصفته بشجاعة منفذيها، وأكدت في بيان لها أن عمليات المقاومة مستمرة وأن الاحتلال سيدفع ثمن كل جرائمه، وأضافت في بيانها “الاحتلال وحكومته الفاشية تتحمل مسؤولية كاملة، ومن يُشعل النار ويرعى الإرهاب عليه أن يتحمل تبعات إرهابه وعدوانه”.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقالت إن عملية أريحا رد على عدوان الاحتلال ومستوطنيه على بلدة حوارة جنوبي نابلس، ودعت الجبهة في بيان صحفي إلى “تصعيد شعبي ومسلح ضد جيش الاحتلال والمستوطنين لحماية القضية الفلسطينية من جرائم الاحتلال ومشاريع التصفية”.
بلدة حوارة
وفي وقت سابق، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة تفقدية لموقع هجوم حوارة أن الفترة المقبلة قد تشهد أياما معقدة وصعبة على جبهات مختلفة في الضفة الغربية وعلى الحدود مع غزة.
وأوعز المسؤول الإسرائيلي بمواصلة عمليات البحث لإلقاء القبض على منفذي العملية أحياء أو أمواتا، حسب قوله.
وأعلن جيش الاحتلال عن تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة بدءا من مساء اليوم بعد تقييم للوضع الأمني.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال قالت إن عملية حوارة وقعت مساء أمس الأحد قرب دوار عينابوس، حيث تعرضت مركبة إسرائيلية لهجوم بالرصاص أدى إلى مقتل مستوطنيْن.
كما قررت سلطات الاحتلال منع أصحاب المحال التجارية على جانبي الشارع الرئيسي في البلدة من فتح أبوابها اعتبارا من صباح اليوم الاثنين، بذريعة أن الوضع الأمني لا يسمح بذلك.
دعوة بن غفير
وتعليقا على هجوم حوارة، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير -اليوم الاثنين- إلى العودة لاستهداف “قادة التنظيمات الفلسطينية المحرضة”.
وجاء تصريح بن غفير خلال اجتماع لحزبه “القوة اليهودية اليميني” المتطرف عقد في البؤرة الاستيطانية غير القانونية أفيتار شمالي الضفة الغربية.
وقبل سنوات قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء المستوطنين البؤرة الاستيطانية أفيتار لإقامتها على أرض فلسطينية خاصة في جبل صبيح جنوب نابلس.
ودعا عضو الكنيست من حزب الصهيونية الدينية تسفيكا فوغل إلى حرق بلدة حوارة وإغلاقها، وجاء ذلك في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين.
ونشر فوغل تغريدة قال فيها “إن ما يجب أن يكون هو رؤية حوارة محروقة ومغلقة، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق الردع”، مضيفا أنه “بوقف الاستيطان لا يمكن تحقيق السيادة”، حسب تعبيره.
وأشار عضو الكنيست -الذي يجاهر بعنصريته- إلى أن إعادة الأمن لسكان إسرائيل تستدعي “توسيع نطاق العقوبات الجماعية”.
وكان قد سبق له التصريح في مناسبات أخرى بأن المطلوب هو قتل 100 فلسطيني ممن وصفهم بـ”الإرهابيين” يوميا “لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام” للإرادة الإسرائيلية.
اعتداءات المستوطنين
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن المستوطنين نفذوا الليلة الماضية نحو 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوبي نابلس، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب سامح أقطش (37 عاما) وإصابة العشرات في اعتداءات نفذها المستوطنون والجيش الإسرائيلي قرب نابلس.
وقد استفاق الفلسطينيون في قرية حوارة -اليوم الاثنين- على آثار الدمار والتخريب التي وقعت خلال ساعات الليل على يد مستوطنين إسرائيليين أرادوا الانتقام لمقتل مستوطنين اثنين.
وتوهجت سماء الليل مع اشتعال النيران أمس الأحد ليلا في القرية التي دمر فيها المستوطنون -وفق عضو مجلس بلديتها وجيه عودة- وأحرقوا “أكثر من 30 منزلا و100 مركبة”.
وذكرت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أنها سجلت 350 إصابة، معظمها بسبب استنشاق الغاز المدمع.
مسيرات غاضبة
وعلى خلفية إقدام المستوطنين خلال الليلة الماضية على تنفيذ مئات الاعتداءات وإحراق منازل وسيارات للفلسطينيين في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية خرجت مسيرات غاضبة في مدن وبلدات بالضفة، بينها نابلس ورام الله.
وهتف خلالها المتظاهرون ضد إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وطالبوا بحماية الفلسطينيين من الاعتداءات الإسرائيلية في بلدة حوارة وفي جميع المدن والبلدات الفلسطينية.
وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن الجرائم التي اقترفها المستوطنون في بلدة حوارة بنابلس، متهما إياها بممارسة الإعدام الميداني بحق الفلسطينيين.
وأضاف اشتية أن هذه الجرائم ستضاف إلى ملف محاكمة إسرائيل في المحاكم الدولية، حسب قوله.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني بشكل عاجل.
وفي سياق متصل، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير بالانقلاب على تفاهمات اجتماع العقبة الذي استضافه الأردن أمس الأحد لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته بالاقتحام الاستفزازي الذي نفذه بن غفير لجبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، في محاولة لشرعنة البؤرة الاستيطانية العشوائية أبيتار، وفق تعبيرها.
وعدّت الخارجية الزيارة بأنها استخفاف بالجهود الأميركية والإقليمية المبذولة لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة.
وأمس الأحد، اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة الأمني بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة وخفض التصعيد.