اتسعت رقعة الاحتجاجات في إسرائيل، وأعلنت قطاعات حساسة إضرابها عن العمل اعتراضًا على التعديلات القضائية وإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، مما تسبب في شلل الرحلات الجوية.
وأعلن رئيس نقابة عمال المطارات في إسرائيل، بنحاس عيدان، إيقاف رحلات الطائرات المغادرة لكل أنحاء العالم بدءًا من اليوم الاثنين، وذلك احتجاجًا على ما آلت اليه الأوضاع في البلاد.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن عدد المسافرين الذين سيمرون عبر مطارات إسرائيل اليوم نحو 73 ألفًا، نصفهم لن يتمكنوا من مغادرة البلاد بسبب الإضراب الذي أعلنه بنحاس عيدان.
وأعلنت شركة “لاوفر” المختصة بتقديم الخدمات الأرضية للرحلات الجوية الأجنبية في المطارات الإسرائيلية انضمامها إلى الإضراب، وهو ما يعني أن غالبية الرحلات الجوية القادمة من خارج البلاد بطائرات أجنبية لن تتمكن من الهبوط في مطارات إسرائيل.
في السياق نفسه، قال متحدث باسم مطار بن غوريون في تل أبيب إن عمليات الإقلاع من المطار الرئيسي في إسرائيل عُلّقت، اليوم، وسط الاحتجاجات التي تعم البلاد.
{tweet}url=1640257190236749824&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
كما دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل أرنون بار-دافيد إلى إضراب عام فوري اليوم الاثنين.
{tweet}url=1640252314492497920&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وجاءت الدعوة إلى الإضراب العام بعد ساعات من نداء للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد تسجيل صدامات قوية بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب الليلة الماضية.
حل الحكومة
من جهته، هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أبرز داعمي نتنياهو، بحل الحكومة في حال تم وقف التشريعات القضائية.
{tweet}url=1640293677053386752&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وكتب بن غفير الشريك اليميني المتطرف في الائتلاف الحاكم على تويتر، أنه يتعين على الحكومة المضي في التعديلات القضائية وألا “ترضخ للفوضى”.
ودعا بن غفير إلى المشاركة في مظاهرات اليوم دعمًا للتعديلات القضائية، قائلًا “اليوم نتوقف عن الصمت”.
{tweet}url=1640304334763163651&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ووفق القناة 12 الإسرائيلية، أبلغ بن غفير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنيته الاستقالة من الحكومة مع البقاء في الائتلاف ودعمه من الخارج.
{tweet}url=1640251519462256641&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
هذا وقد حاول متظاهرون، اليوم الاثنين، اقتحام مبنى الكنيست في القدس المحتلة احتجاجًا على التعديلات القضائية التي أثارت أزمة حادة داخل إسرائيل.
وأظهرت مقاطع متداولة متظاهرين يحاولون الصعود على السلم، في حين تولى عدد ممن بدا أنهم من أفراد الأمن إبعادهم.
وتجمّع عشرات الآلاف من المتظاهرين خارج مقر البرلمان الإسرائيلي، عقب إعلان رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإضراب العام الفوري صباحًا.
ودعا الرئيس إسحق هرتسوغ إلى إيقاف فوري للإصلاحات القضائية بعد صدامات بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب، الليلة الماضية، احتجاجًا على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل التعديلات القضائية، التي أثارت الجدل، قائلا إنه يستهدف “منع حرب أهلية” في البلاد.
وفي خطاب متلفز قال نتنياهو: “أستمع إلى الطلبات بتبديد التوتر، لكني لم أقبل أبدا أن أستسلم لهذه الأقلية المتطرفة، التي تستعد لتمزيق صفوف شعبنا، وتلجأ إلى العنف وإشعال النار، والتهديد بالنيل من النواب المنتخبين”.
وقال نتنياهو إن المعارضة تدعو للتوقف عن أداء الخدمة العسكرية، مضيفا أن “دولة إسرائيل لا يمكنها البقاء دون الجيش، والجيش بالتالي لا يمكن أن يقبل رفض اداء الخدمة العسكرية، لأن هذا الرفض يعني نهاية دولتنا وهلاكها”.
{tweet}url=1640400793604964354&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وطالب نتنياهو رؤساء المؤسسات الأمنية والقيادات العسكرية “برفض وعدم احتواء ظاهرة رفض أداء الخدمة العسكرية، فهؤلاء الذين يدعون لذلك يمزقون البلاد”.
وواصل أنه لا يقبل بذلك، وأنه “قال سابقا إنه لن يغلق بابا للحوار، فنحن لسنا أمام اعداء إنما امام أخوة، ولن نقبل بحرب أهلية، رغم أننا على مسار الصدام المجتمعي، ونواجه تهديدا للوحدة الوطنية، ما يتطلب العمل بترو، ومسؤولية”.
وقال: “بعد موافقة معظم أصدقائي، وعندما تتوفر إمكانية لتفادي حرب اهلية، فأنا كرئيس وزراء أقدم فرصة للحوار الحقيقي، لكنني أصر على تمرير هذه التعديلات، الضرورية للجهاز القضائي، ولكن انطلاقا من المسؤولية قررت تجميد طرح القراءة الثانية والثالثة، لهذا القانون في طور الانعقاد الحالي، وتأجيله إلى مراحل الانعقاد المقبلة، بحيث نقر التعديلات مع الحفاظ على حقوق الأفراد، وحرياتهم”.
وكانت جريدة جيروزاليم بوست قد نشرت قبل الخطاب بدقائق، تغريدة على تويتر قالت فيه إن نتنياهو وافق على تأجيل التعديلات القانونية إلى الصيف.
{tweet}url=1640379819908120586&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وجاء ذلك بعد ليلتين من المظاهرات العارمة ضد مشروع التعديلات، التي يعتبرها نتنياهو (إصلاحات قضائية).
وتداول النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لقيام سيارات، بمحاولة دهس المتظاهرين، مساء الأحد، ضد قرار نتنياهو، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
{tweet}url=1640325880676327428&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ويوضح المقطع اقتحام سيارة بيضاء، مسيرة مناهضة لحكومة نتنياهو، من الخلف، بينما يتعلق أحد المتظاهرين بالزجاج الامامي لها، وقائدها يواصل دون اكتراث، لكن بعض المتظاهرين طاردوها حتى توقفت. وتكرر المشهد مع عدة سيارات أخرى.
من جانبه رفض غالانت، قبول شرط الحكومة، تقديم استقالته من الكنيست، مقابل إعادته إلى منصبه وزيرا للدفاع.
وكان غالانت خرج في بيان مصور مقتضب السبت، طالب فيه رئيس الوزراء بتعليق خطط تمرير التعديلات القضائية، لمدة شهر.
وقال غالانت “الشعور بالإحباط بين جنود الجيش الإسرائيلي، وصل إلى مستوى لم أشهده من قبل”.
وحذر وزير الدفاع الذي أقاله نتنياهو الأحد، من آثار خطيرة للتعديلات التي تسعى حكومة نتنياهو، الموسومة بانها الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد، تمريرها في الكنيست.
واعتبر غالانت أن هذه التعديلات ستؤدي لقلاقل مجتمعية، قد تسبب الضرر للأمن القومي للبلاد.
وتشهد إسرائيل مظاهرات مستمرة منذ نحو 3 أشهر ضد هذه التعديلات، وبدأ حراك مجتمعي واسع النطاق، للضغط على نتنياهو للتراجع.
ه