اطلعت على ما نشره الأخ الفاضل النائب خالد العدوة بخصوص الظاهرة الغريبة على مجتمعنا الكويتي المحافظ، التي عنوانها «ملكة جمال الكويت» التي تنظمها شركة نيناريتشي، وإحدى الشركات المحلية، القائمتان على تنظيم مسابقة خبيثة في الكويت هي الأولى من نوعها لاختيار ما يسمى -إثماً وبهتاناً- «ملكة جمال الكويت»، وخُصص لها أحد الـمُجمّعات التجارية في العاصمة، حيث كان مقرراً أن يتم إجراؤها يوم الأربعاء 11 سبتمبر 1996م الماضي.
إنني كمواطن غيور على دينه وعلى وطنه من أن يدخل في متاهات المجون والانحلال، أتساءل:
من أعطى هذه الشركات المشبوهة الموافقة على عقد مثل هذه المسابقة التي تدعو للرذيلة جهاراً نهاراً، وإلى مسخ هويتنا الإسلامية التي تدعو إلى الحياء والتمسك بقيم الإسلام وأخلاقه وبعاداته الحميدة التي جُبلت عليها الشعوب الإسلامية؟ فما بالنا ونحن نعيش في الكويت التي يسعى أميرها، وفقه الله للخير، لمحاولة تهيئة الأجواء لتطبيق الشريعة الإسلامية التي أصبحت اليوم مرتكزاً في كل البيانات الانتخابية التي على ضوئها سيختار الشعب الكويتي المسلم نائبه في كل مناطقنا التي ترفض مثل هذه الأعمال الدخيلة على كويتنا العزيزة.
إنني أتوجه بالنداء إلى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ولمجلس الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتي، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وجعلهم ممن يتصدون لكل ما من شأنه أن يمس عقيدة الإسلام وأخلاقه وقيمه بمنع هذه الظاهرة الخطيرة قبل أن يحل علينا غضب الله عز وجل.
إنني أقول لهم كناصح «والدين النصيحة» بأن ننقذ الكويت من أن ترتكس في المعاصي، أما يكفينا ما مر بنا من مصائب ومن احتلال غاشم لأراضينا؟ أليست تلك عبرة لتصحيح المسار والتوجه بإخلاص إلى الله واتباع أوامره؟ أما سمعنا عن الأعمال البربرية التي يقوم بها الطاغية في شمال العراق، ولا يمنعه من عدوانه وجهالته وإعادة الكَرَّة علينا إلا تمسكنا بديننا وقيمنا والمحافظة على أوطاننا وشبابنا من الارتكاس في دياجير الظلمات وأحضان الرذيلة والمجون التي وراءها مَنْ وراءها من قوى عدوانية، وصدق الله العظيم: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) “الحج:38”.
لقد طالبنا مراراً بتصحيح المسار ومراقبة الخالق وتصحيح أداء وسائل الإعلام ومحتويات مناهج التربية ليوجه المجتمع توجيهاً ربانياً نتقرب فيه إلى الله سبحانه وتعالى، ونحفظ أجيال المستقبل من الضياع، إلى متى نظل غير مكترثين لنصائح الناصحين؟ وإلى متى تظل مثل هذه الظلمات تطل علينا برأسها تحت ألوان ومسميات وألاعيب لا تتوافق مع أوامر الله لنا بالتمسك بالفضيلة والصلاح؟
إن مثل هذه الأعمال المنكرة هجمة محرمة وراءها مخططات تسعى لإركاس المجتمعات الإسلامية في الرذيلة، وإننا إذ نرفضها ومعنا كل الخيرين من أبناء الكويت، فإننا نطالب بموقف رسمي عاجل للعمل على منع الجهال للخوض في مثل هذه التصرفات الدخيلة على مجتمعاتنا لجرنا إلى التخبط في ظلمات الجهل والفسق والفجور، كما نطالب بمقاطعة تلك الشركات وبضائعها وطردها من الكويت؛ لأنها دخلت الكويت بحجة الاتجار لا للفجور والمجون، ونتوجه بنداء عاجل للمسؤولين لإيقاف مثل هذه الأعمال لما فيها من تعد فاضح على عقيدة شعب مسلم، وأملنا كبير بالإسراع بإيقاف وإزالة هذا المنكر.
وصدق الله عز وجل القائل: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) “المائدة: 78-79”.
وصدق الله العظيم القائل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) “الحج:41”.
[1] العدد (1217)، عام 1996م، ص10.