لا يمكن لمسلم غيور على دينه ووطنه، حريص على الأخلاق والقيم، أن يبقى صامتاً إزاء ما يحدث في البلاد تحت مزاعم مهرجانات التسوق وتنشيط الاقتصاد، وإدخال الفرح على النفوس، أو الاحتفال بكون الكويت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام.
فتحت تلك الشعارات البرّاقة تنضوي أسوأ الممارسات، وتقع في بلادنا أفعال لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى، بل هي تجلب سخطه علينا وتعرضنا لانتقام العزيز الجبار.
لقد بات واضحاً أن هناك ثلة من أصحاب النفوس المريضة والهوى الفاسد تسعى لأن تجر المجتمع بمختلف فئاته إلى ما سبق أن وقعوا فيه هم من فساد، وإخراج المجتمع الكويتي المسلم المحافظ من التزامه بالقيم والأخلاق، وإهدار أموال الكويت على من لا يساوون عند الله جناح بعوضة، كما ذكر ذلك د. خالد المذكور، حفظه الله، رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
إن الواجب يحتم علينا أن نكشف أولئك الذين يسعون باستمرار إلى خلط الأوراق، ودس السم في العسل، فتنشيط الاقتصاد لا يكون بالكسب الحرام واستجلاب الفرق الهابطة: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن.. ومنها: «وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه» (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
وعنه |: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» (رواه النسائي وصححه ابن حبان).
وإدخال الفرح على النفوس لا يكون بالغناء والموسيقى والطبل والزمر وهز الأرداف، وإنما الفرحة الحقيقية بالفوز برضا الله سبحانه وتعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) “يونس:58″، كما أنه لا دخل للثقافة بهذه الممارسات المبتذلة المسفّة، وشتان ما بين الثقافة الملتزمة، وتلك الفنون الهابطة التي يستجلبونها من الشرق والغرب.
إننا نخشى على مجتمعنا الكويتي أن تصيبه نقمة الله، وها نحن نرى ما يحدث في بلدان حولنا، لقد أصاب الهند زلزال مدمر مات فيه مائة ألف شخص أو أكثر، وأضعاف ذلك الرقم من الجرحى والمشردين، وأصابت تركيا التي أوغلت في البعد عن شرع الله زلازل مدمرة خاصة ذلك الزلزال الأخير الذي تؤكد الروايات أنه جاء بعد أن أهان أحد ضباط الجيش التركي الكبار القرآن الكريم خلال حفل راقص.
إننا نحذر قومنا من باب الحرص عليهم وعلى الوطن الذي هو لنا جميعاً ونقول: اتعظوا بما يقع حولنا.. لا.. بل بما وقع لنا، وجراح الغزو العراقي الغاشم لم تندمل بعد، وأسرانا لم يعودوا لأحضان الوطن بعد، وتجنبوا كل ما يسخط الله واسعوا إلى كسب رضاه، ونقول للمسؤولين: اتقوا الله، فإن عليكم تقع أمانة الأخذ على أيدي أولئك الذين يريدون أن يشيع الفساد في المجتمع، وإن الواجب يقتضي المسارعة لوقف أي ممارسة تكون فيها مخالفة لشرع الله تعالى، ففي ذلك صلاح المجتمع وحفظه، نسأل الله أن يجنب الكويت وأهلها كل سوء.
وعلى الله قصد السبيل.
[1] العدد (1437)، عام 2001م، ص14.