يا قدس يا محراب يا منبر يا نور يا إيمان يا عنبر
أقدام من داست رحاب الهدى ووجه من في ساحها أغبر؟
وكف من تزرع أرضي وقد حنا عليها ساعدي الأسمرُ ؟
من لوث الصخرة تلك التي كانت بمسرى أحمد تفخرُ ؟
وأمطر القدس بأحقاده فاحترق اليابس والأخضرُ
ودنس المهد على طهره إلا عدوّ جاحد أكفرُ
يا سورة الأنفال من لي بها قدسية الآيات تستنفرُ
جنداً يذوق الموت عذب المنى كالصبح عن إيمانه يسفر
ومن يبع لله أزكى دم يمت شهيد الحق أو ينصرُ
والبغي مهما طال عدوانه فالله من عدوانه أكبر
يا قدس يا محراب يا مسجدُ يا درة الأكوان يا فرقدُ
سفوحك الخضر ربوع المنى وتربك الباقوت والعسجد
كم رتلت في أفقها آية وكم دعانا للهدى مرشدُ
أقدام عيسى باركت أرضها وفي سماها قد سرى أحمدُ
أبعد وجه مشرق بالتقى يطل وجه كالح أسودُ
وبعد ليث في عرين الشرى يحل كلب راح يستأسدُ؟
وبعد شعب دينه رحمة يحلُّ من وجدانه يحقد ؟
يا أفرع الزيتون في قدسنا كم طابت في أفيائها الموعدُ
إن مزق الغاصب أرحامنا وقومنا في الأرض قد شردوا
فما لنا غير هتاف العلى: إنا لغير الله لا نسجدُ
_____________________________
المصدر: ديوان (في رحاب الأقصى) – الشاعر يوسف العظم