على الرغم من لوحة الدم، التي يرسمها الاحتلال الصهيوني كل يوم، على طول خارطة فلسطين المحتلة، نتيجة اقتحاماته واغتيالاته المستمرة، وعمليات الهدم والتهجير والاقتلاع والاستيطان، يضاف إليها إرهاب المستوطنين المستمر من حرق للمنازل والمملكات، فإن الشعب الفلسطيني يصر على التعالي على الجراح، والاحتفال بعيد الأضحى المبارك، من خلال شراء الأضاحي، والتسوق لحاجيات العيد.
غزة والعيد
في قطاع غزة، بدا مشهد استقبال العيد مختلفاً عن الأعوام السابقة، فقد شوهدت حركة شراء نشطة لشراء الأضاحي، على الرغم من نسب الفقر المرتفعة، التي وصلت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة إلى نحو 80%، حسب التقارير الدولية.
ويؤكد صاحب مزرعة المواشي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أيمن السويركي، لـ«المجتمع»، أن هناك حالة إقبال جيدة على شراء الأضاحي في قطاع غزة رغم الحصار «الإسرائيلي» المستمر منذ 16 عاماً، وهذا يعود لسببين؛ الأول أن هناك العشرات من الجمعيات الخيرية الإسلامية والعربية تقوم بشراء الأضاحي من أبقار وأغنام وتوزيعها على الأسر الفقيرة في القطاع، والسبب الثاني يعود لنظام تقسيط شراء الأضحية، وهو نظام مستحدث، خاصة للأسر التي دخلها منخفض، لافتاً إلى أن أسعار الأضاحي في غزة يتراوح بين 300 – 600 دولار، وهو مبلغ كثير من الأسر في غزة لا تستطيع توفيره.
من جانبه، يشدد الحاج أبو عايد نبهان، من مخيم النصيرات في القطاع لـ«المجتمع»، على أن فرحة العيد واجبة، وعلينا أن نحتفل بها، وبهجة العيد لا تكتمل إلا بالأضحية، والاحتفال والفرحة بكل تأكيد تغيظ الصهاينة الذين ينغصون على الشعب الفلسطيني كعادتهم في كل عيد فرحتهم به، من خلال القتل والاقتحامات، وتدنيس المقدسات.
الملابس قديمة
وتشكو معظم محال الملابس في قطاع غزة من ضعف الحركة الشرائية؛ لعدم قدرة الأسر على شراء ملابس العيد، خاصة الفقيرة منها التي يرتدي معظم الأطفال فيها ملابس عيد الفطر، كما أن ما زاد الأمر تعقيداً عدم صرف المساعدات الشهرية للأسر الفقيرة منذ فترة طويلة، من قبل الحكومة الفلسطينية، التي تقول: إن السبب يعود للأزمة المالية الناتجة عن قرصنة الاحتلال الصهيوني لأموال الضرائب الفلسطينية، وتجاوزت تلك الأموال، حسب وزارة المالية الفلسطينية، مليار دولار.
الضفة والجرح النازف في العيد
في السياق ذاته، يبين محمد أبو شعر، صاحب محل تجاري لبيع الخضار والفواكه في مدينة قلقيلية، لـ«المجتمع»، أن التصعيد الصهيوني من قتل وحرق واقتحامات ألقى بظلاله على أجواء استقبال العيد، فالحركة الشرائية تبدو ضعيفة، وذلك نظراً لحالة الحزن والألم التي تعتصر قلوب الفلسطينيين في الضفة، نتيجة المجازر التي ترتكب يومياً على يد الاحتلال الصهيوني والمستوطنين، التي أدت لاستشهاد نحو 150 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، واعتقال وإصابة الآلاف، لافتاً الانتباه أن الحكومة الفلسطينية لم تصرف راتب الموظفين كاملاً منذ عدة أشهر، وهذا راكم الالتزامات المالية عليهم، وانعكس بالسلب على عملية الشراء، مبيناً أن متوسط سعر الأضحية في الضفة الغربية يتجاوز 600 دولار، وهذا مبلغ يصعب توفيره لقطاع كبير من الفلسطينيين.
وتفرض قوات الاحتلال الصهيوني قيوداً مشددة على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، تزداد وتيرتها مع تحضير واحتفال بالعيد، وذلك بهدف التنغيص على الفلسطينيين فرحتهم.