أكدت لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في مجلس الأمة على أهمية مشاركة أهل الاختصاص من الجهات الرسمية والمجتمع المدني في وضع خطة تطوير التعليم. وأشاروا إلى أن مراجعة جميع الملاحظات التي تم طرحها ستشكل الأساس لرؤيتهم التي سيتم تقديمها إلى مجلس الأمة حول تعزيز جودة التعليم.
تم ذلك خلال مشاركة رئيس وأعضاء اللجنة في مؤتمر حول “تحديات التعليم في الكويت وسبل النهوض به”، الذي نظمته اللجنة في مجلس الأمة يوم الخميس. وأعلن رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة عن استعداد اللجنة لجلسة مجلس الأمة في 30 أبريل لمناقشة قضايا التعليم والقوانين ذات الصلة.
وأوضح النائب حمد العليان أن المؤتمر هو جزء من استعدادات اللجنة لتلك الجلسة، حيث تم التقاء أعضاء اللجنة مع ممثلين من وزارتي التربية والتعليم العالي والجامعة، وتأكيد أهمية مشاركة القيادات التعليمية في هذا الحدث.
وأشار العليان إلى أن اللجنة ستأخذ بنية المؤتمر بعين الاعتبار عندما تقدم رؤيتها خلال جلسة 30 أبريل، وأشاد بالمساهمة الفعّالة للجهات التعليمية الحكومية والخاصة في هذا الحدث.
وأكد النائب فهد المسعود، مقرر اللجنة، على أهمية استماع اللجنة لآراء وملاحظات أهل الاختصاص في التعليم العالي، وأشار إلى أن اللجنة ستسجل وتأخذ بنظر الاعتبار جميع المقترحات التي يتم طرحها لتطوير العملية التعليمية.
وأكد الهاجري، عضو اللجنة، على أهمية التفاعل مع أهل الاختصاص وفتح قنوات لاستقبال الملاحظات والآراء، مشيراً إلى أن تحسين التعليم يتطلب تضافر الجهود والاستفادة من تجارب دول أخرى.
ومن جانبه دعا الدكتور جاسم العلي من وزارة التعليم العالي جميع الأفراد الذين يمتلكون مبادرات ووثائق ودراسات إلى تقديمها للوزارة، مؤكداً أن الأبواب مفتوحة للجميع لتقديم أفكارهم ومبادراتهم.
فجوة واسعة بين القيادات
وفي سياق آخر، أشار محمد الكندري إلى أهمية التعرف على حقائق المشكلة كخطوة أولى لحلها، حيث ألمح إلى وجود جوانب متعددة تتعلق بالطلاب والمعلمين. وفسر الكندري أن ضعف المستوى السلوكي والثقافي والأخلاقي والتحصيلي يشمل الطلاب، بينما يتعلق الضعف بالمعلمين بمستوى إداري وشخصي وتدريبي.
وأكد الكندري وجود ضعف في الإدارات المدرسية وفيما يتعلق بالبنية التحتية ووجود فجوة واسعة بين القيادات والمواقع التعليمية. وأشار إلى أن هذه الأسباب المتراكمة تؤدي إلى ضعف في النواتج وتأثير سلبي على فرص التوظيف.
من جهة أخرى، تحدث فواز الحصبان عن ضرورة تطوير التعليم لذوي الإعاقة، مشيراً إلى فشل تجربة فصلهم عن باقي الفئات في المراحل التعليمية في ظل توجه العالم نحو الدمج. وأوضح أن الحل يكمن في التوجه نحو نظام تعليمي متكامل يدمج جميع الفئات.
وفي سياق متصل، أشار هشام السمحان إلى أهمية وضوح الأهداف وتحديد الإجراءات في الخطط التعليمية في الكويت. وأكد أيضا على ضرورة الاستعانة بالأبحاث والدراسات المحلية والخارجية للارتقاء بالتعليم، مشددا على أهمية استغلال البحث العلمي لتوفير معلومات تساعد في تحسين الجودة التعليمية.
ومن جانبه، أكد إبراهيم الحوطي وجود تحديات أساسية تواجه إصلاح التعليم، مشيراً إلى ضرورة تحديد هدف التعليم وتحقيق الاستقرار في منصب وزير التعليم. وعبر عن قلقه من تغيير الوزراء بشكل متكرر، مشدداً على ضرورة بناء نظام مؤسسي ثابت.
تحديد احتياجات التعليم
وفي سياق آخر، أشارت فاطمة الدريم إلى تظلم فئة ذوي الإعاقة من وزارة الشؤون فيما يتعلق بتشخيص الإعاقة، مقترحة إنشاء كشف خاص لهم يساعدهم على الحصول على الدعم النفسي والاندماج في البيئة بشكل أفضل.
من جهة أخرى، عبر عيسى الأنصاري عن رغبته في تبني حلول تتناسب مع الواقع الكويتي دون الاعتماد الكامل على التجارب الدولية، ودعا إلى تحديد احتياجات التعليم التطويرية بمشاركة وزارة التربية واختيار الكفاءات الوطنية لقيادة عمليات التطوير.
وفيما يتعلق بتحسين جودة التعليم، اعتبر بدر الشطي وجود فجوة بين النظرية والتطبيق وعدم المواءمة بين أهل الميدان ووزارة التربية. وأكد على أهمية اختبار جودة المعلم من الناحية الأكاديمية قبل دخوله إلى الميدان وتطبيق معايير لقياس مستوى التعليم.
أعرب بدر الشطي عن اعتقاده بوجود فجوة بين النظرية والتطبيق، وعدم توافق وزارة التربية مع أهل الميدان. وأكد أهمية اختبار جودة المعلم من منظور أكاديمي قبل أن يدخل إلى الحقل التعليمي، مشددا على ضرورة وضع معايير لقياس مستوى التعليم.
وارتأى فيصل الديحاني أن حالة التعليم تحتاج فعليا إلى تطوير يعتمد على خطة متكاملة لتحسين التعليم في المرحلة الابتدائية، والتركيز على تعليم القراءة والكتابة، وفي المرحلة المتوسطة على السلوك، وفي المرحلة الثانوية على المعرفة.
التعليم في الكويت يعاني
وفي سياق آخر، اعتبر جاسم المسباح أن التعليم في الكويت يعاني منذ عام 1986 بسبب عدم وجود استراتيجية وتغيير العديد من الوزراء، مشددا على ضرورة أن يكون الوزير من أهل الميدان لتحقيق التقدم، وشدد المسباح على أن تغيير الوزراء بشكل مستمر يزيد من تفاقم المشكلة، مدعوا إلى الاستفادة من التقاعديين ذوي الخبرة في مجال التعليم.
وطالب إبراهيم العنزي بتطوير المناهج الدراسية لتكون متوافقة مع تطور تفكير الأجيال الجديدة، مؤكدا على أهمية الاعتماد على التكنولوجيا كعنصر أساسي في العملية التعليمية.
وأكد خالد العنزي حاجة التعليم إلى قرار واستقرار وفكر شاب يتناسب مع تطور الأجيال، ونبذه عن الأمور السياسية، معتبرا أن التعليم بحاجة إلى جهود مشتركة في الميدان التربوي.
وطالب يوسف الفرهود بإدخال تخصصات جامعية جديدة، مشيرا إلى أن المعلومات المتجددة لا تستخدم بشكل كاف في المراحل الابتدائية والمتوسطة، وتحديدا في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.
وأشار فهد سماوي إلى اختياره قبل 5 سنوات من قبل جامعة قطر للمساهمة في تطوير التعليم، مؤكدا أن الكفاءات الوطنية قادرة على تقديم إسهامات في عملية التطوير في الكويت، ودعا إلى وضع معايير ومقاييس للجودة واختيار الكفاءات الوطنية للقيادة في المناصب التعليمية.