كثيراً ما نصف إنساناً بأنه قوي الإرادة، وآخر بأنه ضعيف الإرادة، وقد تقوى الإرادة في وقت ما، وتفتر وتضعف في وقت آخر، مع اختلاف المسميات التي تعبر عن ذلك، مثل الانضباط والتصميم والعزيمة والثبات.
وتظهر قوة الإرادة في مواقف حياتية كثيرة، مثلاً عندما يقرر إنسان ما التوقف عن التدخين، أو تجنب التهام الطعام والمحافظة على وزن مثالي، أو النجاح في مهمة ما رغم الصعوبات والتحديات.
ويعرف علماء النفس قوة الإرادة بأنها القدرة على تجنب الإغراءات قصيرة المدى، والتحكم بالنفس والسلوك، وتجاوز الأفكار أو المشاعر أو الدوافع غير المرغوب فيها.
ويعتقد البعض أن قوة الإرادة لها أسباب وراثية، ولكنها أيضاً مهارة يمكن تقويتها بالممارسة، ووفق دراسات علمية، فإن هناك إستراتيجيات تتيح للمرء الفرصة لتطوير وتقوية إرادته، واختيار طريق النجاح أو الإخفاق، لخصتها «بي بي سي» في عدة طرق، هي:
1- برمجة العقل:
أي أن القدرة العقلية تغذي نفسها، ولا تستنفد حتى بعد القيام بمجهود عقلي مرهق؛ بمعنى آخر، عليك أن تفكر في برمجة عقلك، وأي شيء تريد أن تحققه، وقتها ستقف على أول درجة في سُلم تقوية الإرادة.
2- تحديد الأهداف:
من أساسيات تقوية الإرادة وضع هدف معين يجب تحقيقه، وتقسيم الهدف طويل المدى إلى أجزاء أصغر؛ ما يساعد على الشعور بالإنجاز، ويحفزك أكثر عندما تحقق كل خطوة، فليس عيباً أن تضع مراحل لتحقيق حلمك وهدفك، المهم أن تبدأ، مع ضرورة وضع موعد نهائي للهدف والالتزام به مع وعد نفسك بمكافأة مميزة إذا حققته.
3- نظرية البطارية:
تشبه قوة الإرادة البطارية، التي تحتاج إلى الشحن من آن إلى آخر، حتى لا تنخفض طاقتها بشكل كبير؛ مما يجعل من الصعب للغاية الحفاظ على صبرك وتركيزك، ومقاومة الإغراءات التي في طريقك.
ويجب أن تغذي نفسك بالقدرة على التحمل، حتى بعد القيام بمجهود عقلي مرهق؛ ما يعني أن لديك إرادة قوية قادرة على الإنجاز ومقاومة الراحة والإغراء مثلاً.
4- تغيير الظروف المحيطة:
من المهم تغيير الظروف المحيطة بالهدف الذي تريد تحقيقه إذا كانت الظروف الحالية غير مناسبة، مثلاً تغيير المكان، غرفة النوم ليست مكاناً نموذجياً للمذاكرة، هنا يجب التغيير حتى ترفع مستويات تحصيلك الدراسي.
كذلك تغيير البيئة الحالية، وإدخال بعض التعديلات على مكان العمل مثلاً لنيل مستوى أعلى من التركيز.
ومن المهم أيضاً الحد من عوامل التشتت، وعدم الانشغال بالهاتف ووسائل التواصل والإعلام، أو أي مشتتات أخرى قد تأخذك بعيداً عن هدفك.
5- التقييم ومراقبة التقدم:
من الضروري أن تخطط لتحقيق هدفك، وأن تقيم أداءك كل يوم، ولمراقبة تقدمك نحو الهدف ومدى الإنجاز الذي تحققه، يمكنك استخدام دفتر يوميات تسجل فيه مقدار التقدم الذي تحرزه، والمطلوب منك في اليوم التالي، حتى تصل إلى نهاية الطريق، وقتها ستشعر بلذة تحقيق الهدف، ومعها قوة الإرادة.