منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أقدام الصهاينة مدينة القدس المباركة عام 1967م وهم يحاولون مراراً هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء «هيكلهم» المزعوم.
فقد تتابعت الاعتداءات المجرمة على المسجد الأقصى المبارك وعلى أهله من أبناء فلسطين المرابطين الذين أَبَوْا التخلي عنه، وآثروا الحياة في كنفه بالرغم من الأخطار الكبيرة التي يتعرضون لها، مستعدين للشهادة في أي لحظة دفاعاً عن المقدسات.
وقد تعرض المسجد الأقصى لعشرات الاعتداءات الصهيونية منذ احتلاله عام 1967م، عدا الحفريات المستمرة التي شملت مساحة واسعة تحت أرضيته، التي كان أكبرها النفق الذي افتتح عام 1996م.
ولعل أبرز حدث ضمن سلسلة الإرهاب اليهودي ما ارتكبه الأسترالي النصراني المتصهين دنيس مايكل روهان من حرق لمبنى المسجد الأقصى المبارك، وذلك فجر يوم الخميس 7 جمادى الآخرة 1389هـ/ 21 أغسطس 1969م؛ حيث أتت النيران يومها على آثار عمرانية تاريخية دينية في الجناح الشرقي للمسجد القبلي، ومنها منبر نور الدين زنكي، ومحراب زكريا عليه السلام.
وكانت آخر التهديدات الصهيونية، دعوة وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال إيتمار بن غفير المشؤومة، في 26 أغسطس 2024م، لبناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي ظل هذه الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى، واستهدافه من القواعد، جاءت «طوفان الأقصى» لتظهر أنه كيان هش يمكن هزيمته بسهولة، إذا تحقق الإخلاص والصبر، وليضع دولة الكيان أمام منعطف غير مسبوق، فأصبح يتهددها خطر وجودي، ويتوقع المراقبون أن يواصل الكيان الانحدار حتى يزول، فالنازية الصهيونية شأنها شأن النازية الألمانية مصيرها الزوال.
مطلوب تحرك عربي وإسلامي عاجل لإنقاذ القدس والمقدسات، وحماية الفلسطينيين في غزة من الإبادة الجماعية على يد الكيان الصهيوني وداعميه وعلى رأسهم أمريكا، وحماية المقدسيين من اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني وهمجية المستوطنين المتطرفين، وإنقاذ أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أيدي الصهاينة الغاصبين، والتصدي لمؤامرة هدمه، كما يجب على الأمم المتحدة والقوى الكبرى الفاعلة في العالم أن تتحمل مسؤولياتها وتوقف الإجرام الصهيوني، وتجبر الكيان على الانصياع للقانون الدولي.