نعم هي إشراقات، نقولها بوفاء ملؤه الموضوعية والتجرد، بلا تزكية غير مستحقة، وبلا مبالغة في الوصف، تؤيد طرحنا هذا عشرات بل مئات المواقف التي تدعم طرحنا هذا في السيرة العطرة للتاجر الكويتي.
ولا ننفي وجود بعض السلبيات، فنحن لا نتكلم عن مجتمع ملائكي، ولا عن شريحة نخبوية، فالتاجر الكويتي في كويت الماضي والحاضر بشر، يصيبه ما يصيب البشر من ضعف وأثرة للنفس، ولكننا نأخذ بالأغلب الأعم، والأشهر والأظهر، وما تناقلته الألسنة وما حفظته الصدور.
وثمة منطلق آخر لهذا الارتياح والثقة في وصف هذه الإشراقات هو كونها تقدم من محايد مثلي لم يعمل قط في التجارة طوال حياته، بل انغمس في المجالات التعليمية والدعوية والخيرية بحمد الله وتوفيقه، ونسأل الله سبحانه الثبات.
وليست التجارة مثلبة لأتجنبها، بل هي الخير والبركة إذا قامت على الصدق والأمانة، فهذا ديننا الحنيف يزكيها، من خلال قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: “البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيَّنا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما” (رواه البخاري، حديث رقم 1973، ومسلم، حديث رقم 1532).
مبادرة “تجار”
ويشرفني أن تكون هذه المبادرة منطلقة أصلاً من مبادرة “تجار” من قبل شباب كويتي واعد جمع بين ممارسة العمل التجاري وروح شبابية وقَّادة وخلفية قيمية محافظة وحسٍّ وطني وفيّ لوطنه وملاحقة حثيثة للمستجدات الميدانية، وقد اختاروا البدء بأربعة محاور:
الأول: محور التوعية: توعية قطاع الأعمال المحلي بأفضل الممارسات المهنية.
الثاني: محور القدوة: نشر أمثلة إيجابية من قطاع الأعمال الكويتي محلياً ودولياً.
الثالث: محور الولاء: التشجيع على تبني برامج المسؤولية المجتمعية وإيجاد القيمة المشتركة.
الرابع: الاستدامة: التشجيع على تبني الأنشطة التجارية ذات القيمة المضافة على الاقتصاد أو المجتمع أو البيئة.
وقد تشرفت بأن أغطي لهم الأمثلة الإيجابية في سيرة التاجر الكويتي في كويت الماضي لنشرها محلياً ودولياً بما يخدم المحور الثاني.
أسأل الله التوفيق في أن أكون عند حسن ظنهم على مستوى المحور الثاني، وأسأله سبحانه لهم التوفيق في المحاور الأخرى.
فلهم مني كل تحية وتقدير، ولقد أصبح التفاعل الإيجابي من طرفي معهم مستحقاً، حيث لم أتردد لحظة بالاستجابة لطلبهم الكريم المنطلق من مقصدهم النبيل لإبراز التاجر الكويتي بصورته المفترضة كما كان في كويت الماضي وهو أسوة حسنة لمن حوله، خصوصاً في ظل حملة التشويه التي يشنها البعض على التاجر الكويتي لخلاف سياسي قديم أو حديث، بحجة بعض الممارسات التي قد يمارسها بعض التجار ولكنها فردية وليست للتعميم.
فشكراً لهم وأعترف وبلا حرج أن فكرة التوثيق هذه هي فكرتهم، لذا آثرتهم بتبني ورعاية الكتاب الذي سيجمع سلسلة المقالات في هذا الإطار مشكورين مأجورين لا مأمورين.
والحمد لله رب العالمين.
أما منطلقات هذه السلسلة الطيبة من المقالات فلعل أفضل تلخيص لها هو هذه الإشراقات السبع التي تعكس الآفاق المضيئة في سيرة التاجر الكويتي في كويت الماضي:
أولاً: المساهمة الفعالة للتاجر الكويتي في بناء كويت الماضي.
ثانياً: المسؤولية الاجتماعية التي كان يقوم بها التاجر الكويتي.
ثالثاً: الفزعة والتأمين التكافلي.
رابعاً: الميثاق الأخلاقي والقيمي للتاجر الكويتي في كويت الماضي.
خامساً: الخلفية الدينية عقدياً وسلوكياً للتاجر الكويتي في تعاملاته التجارية.
سادساً: السبق الحضاري للأمة الإسلامية لتأصيل القيم المثلى في العمل التجاري.
سابعاً: أهمية إبراز الأسوات الحسنة لتجار اليوم.
وسأقوم بإلقاء الضوء على هذه المنطلقات في المقالين القادمين بإذن الله.