منذ السابع عشر من أبريل الماضي، ومع دخول الأسرى إضراب الكرامة، أقيمت خيام التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وكانت هذه الخيام محطة شحن للهمم ومساندة حقيقية للأسرى في معركتهم من السجان.
كانت الدموع ومظاهر الحزن ظاهرة على وجوه من يزور الخيمة ومن يرابط فيها طوال فترة الإضراب، ومع سماع انتصار الأسرى واستجابة مصلحة السجون لمطالبهم والتفاوض عليها مع قائد الإضراب القيادي مروان البرغوثي كانت الزغاريد تدوي في أجواء خيام التضامن في كافة المواقع.
سهام حطاب أم إياد والدة الأسير إياد داود، قالت لـ”المجتمع”: هذا الانتصار توج بزغاريد الفرح والسرور مع أول ساعات شهر رمضان الفضيل، ففرحتنا لا توصف، فأسرانا بعد 40 يوماً أنجزوا، وكما يقولون: لا إنجاز بدون مشقة وتعب وتضحية، وأمهات الأسرى الأبطال احتفلن بانتصار أبنائهن في معركة الكرامة داخل خيام التضامن، وكل أحرار العالم فرحوا بإنجاز الأسرى ونجاح إضرابهم.
لافي نصورة، رئيس نادي الأسير في محافظة قلقيلية، يقول لـ”المجتمع”: شعبنا الفلسطيني ومن بينه شريحة الأسرى يعرف كيف يلقن الاحتلال دروساً في الصبر والتضحية، وحل علينا شهر الانتصارات وانتصار الأسرى أولى بركات هذا الشهر الفضيل، هنيئاً للأسرى ولكل من وقف معهم وآزرهم.
ويرى المحرر والأديب ثامر سباعنة من قباطية جنين، في انتصار الأسرى بعد 40 يوماً من الإضراب، بصمة نجاح للحركة الأسيرة، وضربة لمخططات مصلحة السجون، التي كانت تهدف إلى ترويض الحركة الأسيرة بحيث تستسلم إلى كل الإجراءات القمعية، ولا تستطيع مقاومتها.
ويضيف سباعنة: فهذا الانتصار جاء من بين الركام، وهو صرخة مدوية جاءت من مدافن الأحياء، وخيام التضامن كان لها شرف التضامن وشرف الاحتفال بالنصر، فأمهات الأسرى كانت القوة المساندة الحقيقية للأسرى في معركتهم، ولها نصيب الأسد في إعلاء صوت الأسرى إعلامياً وإنسانياً.
أما المحرر أكرم منصور الذي أمضى في الأسر 32 عاماً قال: شاهدت في خيمة الاعتصام نشوة النصر في عيون الأمهات والزوجات والآباء والأبناء، فلحظة انتصار الأسرى تاريخية بامتياز، وهي خطوة لتعزيز قوة الحركة الأسيرة وحمايتها، فالأسرى بعد نجاح الإضراب سيكون لهم مكانة قوية، ومصلحة السجون ستعيد حساباتها في التعامل مع الحركة الأسيرة، فحقوق الأسرى ومطالبهم الإنسانية مجبرة مصلحة السجون على تنفيذها وهي مجبرة على ذلك، فالحقوق تم انتزاعها بألم الجوع وعدم الركوع.