يطول نهار الصيام ويقصر ليله، وتغيب أو تضطرب العلامة الشرعية لبداية ونهاية وقت صلاة العشاء في أغلب المدن الأوروبية؛ ولهذا تكثر الاجتهادات في تحديد وقت صلاة العشاء والتراويح؛ فهناك من يقدر وقتها على الدرجة 18 ليدخل وقتها عند منتصف الليل، والفجر بعدها بثلاث ساعات فقط، وهناك من يثبت وقتها بعد ساعة، أو ساعة ونصف من أذان المغرب، وهناك من يجمع العشاء مع المغرب تقديماً في هذه الفترة.
وهنا يأتي السؤال: متى نصلي التراويح في رمضان، حيث صعوبة الصيام نهاراً، وقصر الليل، وضرورة الانتظام في العمل، وبرنامج الحياة اليومي؟
الجواب:
صحح المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عدة حلول فقهية للمسألة، واعتبرها من القضايا الاجتهادية التي لا إنكار فيها، وهذه الحلول هي:
1- جمع المغرب والعشاء والتراويح بعد أذان المغرب بوقت كافٍ للإفطار، ولعله أفضلها، لأنه جمع بلا فاصل، ويمكن العدد الأكبر من الناس من الصلوات الثلاث جماعة، كما يختصر الوقت.
2- صلاة المغرب وترك وقت للإفطار ثم صلاة العشاء والتراويح، وهو جمع بفاصل كبير، وقد جوّزه بعض العلماء كابن تيمية، وابن القيم.
3- جمع المغرب مع العشاء بعد أذان المغرب، وتأخير التراويح إلى ما بعد الإفطار.
4- المساجد التي تتمسك بالدرجة الاحتياطية 18 فتصلي العشاء 12 ليلاً، لها أن تصلي التراويح قبل العشاء، وقد جوز ذلك بعض متأخري الحنفية والحنابلة، تأسيساً على أن التراويح من صلاة الليل، والليل يدخل بدخول المغرب، ومع غياب العلامة الشرعية لصلاة العشاء؛ فإن وقت المغرب وقت للعشاء والتراويح.
وأوصى الأئمة ومديرو الجمعيات والمراكز الإسلامية في أوروبا بالتيسير والتخفيف على الناس في الصلاة، ورعاية حقوق الجيران وعدم إزعاجهم.
تقبل الله طاعتكم وكل عام أنتم بخير.
(*) رئيس لجنة الفتوى بألمانيا، وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.