ما زالت مصانع مستوطنة أريئيل وهي كبرى مستوطنات الضفة الغربية المقامة على أراضي محافظة سلفيت، تزحف باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة لها لتوسيع المناطق الصناعية فيها.
أهالي عزبة أبو بصل بالقرب من مصانع مستوطنة أريئيل الغربية، يشتكون من زحف مستمر في هذه المنطقة، والجرافات لا تتوقف عن العمل، وهم ينظرون إليها تقلع جذورهم في أرضهم.
نحن هنا
الحاجة أم إبراهيم التي تعتبر من أقدم من سكن عزبة أبو بصل المجاورة لمصانع مستوطنة أريئيل تقول لـ”المجتمع”: نحن هنا قبل المستوطنة، وكان جميع أهالي القرى المحيطة يأتون إلى عزبة أبو بصل ويزرعون فيها كل أنواع المزروعات، وكانوا يبنون فيها بيوتاً من الحجارة الكبيرة كي يلجؤون إليها للراحة بعد يوم عمل طويل وشاق، واليوم لا أحد فيها بعد بناء المستوطنة وزحف المصانع عليها، فأنا أخشى على أولادي أن يكونوا في الأرض هنا مع أنني ولدتهم جميعاً في هذه العزبة، إلا أن الخوف من عربدات المستوطنين والجيش يمنعنا من البقاء في العزبة التي أصبحت فارغة من أهلها والبيوت الباقية شاهدة على أننا كنا هنا.
زحف يومي
الخبير في شؤون الاستيطان خالد معالي تحدث عن التجريف المتواصل في أراضي عزبة أبو بصل في هذه الأثناء قائلاً لـ”المجتمع”: تجريف أراضي عزبة أبو بصل في الأيام الثلاثة الأخيرة، هو بمثابة القضاء على ما تبقى من هذه العزبة التي تعتبر من أغنى المناطق الزراعية، وهي مأوى المزارعين في كل المنطقة الغربية، ومصانع مستوطنة أريئيل الغربية تزحف بشكل يومي والجرافات لا تتوقف عن العمل، حتى إن هناك أرض وقف إسلامي في المنطقة تسمى “خلة الجامع” تمت مصادرة مساحة منها تزيد على النصف، وهذه المصادرة لأرض الوقف الإسلامي دليل على أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية، وهناك تغول باتجاه عزبة أبو بصل للقضاء على تاريخها في المنطقة، فالاستيطان يسعى إلى شطب ذاكرة الأهالي بأرضهم من خلال تجريف ما هو قائم وإلغائه من الوجود.
أضرار
وأضاف: مصانع منطقة سلفيت الغربية لها أضرار على كل المنطقة زراعياً وبيئياً وسكانياً، فعزبة أبو بصل التي كانت تعج بالمزارعين والذين كان يصل عددهم قرابة الأربعمائة مزارع، لم يعد هناك أي مزارع فيها، وهذا هدف آخر للاستيطان هو إفراغ الأرض من أهلها.
وأضاف معالي: الخطير في التجريف المتواصل في عزبة أبو بصل لتوسيع المنطقة الصناعية أنه يجري بدون أي ضجيج إعلامي، فالأعمال تتم بصمت وبدون إنذار أصحاب الأراضي من أجل الاعتراض قانونياً، وهذا أسلوب خطير لمصادرة الأرض وطرد أهلها.
ولفت معالي إلى أن هذا التجريف المتواصل يأتي ضمن مشروع شريط استيطاني ضخم جديد يبدأ من حاجز زعترة جنوب نابلس إلى حاجز كفر قاسم، وهذا الشريط الاستيطاني سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية.
المزارع مصطفى أشتيه بكى وهو يتحدث عن أراضي عزبة أبو بصل والجرافات تنهش أرضها وقال: أين العالم؟ أين الناس؟ أين حقوق الإنسان؟ لم يعد لنا وجود، حرام والله حرام.