تتنوع الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى لدى الاحتلال الصهيوني، وتتعدى فترة الأسر إلى ما بعدها؛ حيث قد تكون هذه الانتهاكات تحمل نهاية الأسير بعد تحرر، ومنها ما تقوم به من تعمد زرع الأمراض الفتاكة التي تصاحب الأسير بعد تحرره فيظل يعاني منها طوال حياته.
المحرر زياد شعيبات من بيت ساحور التابعة لبيت لحم يرقد في فراشه بعد أن يئس الأطباء من علاجه؛ فخلال وجوده في السجن قبل ثلاث سنوات، تناول دواء مجهولاً لعلاج الديسك في ظهره، وبعد يوم جاءه ممرض السجن وسأله عن الدواء وتأثيره، فأجابه المحرر زياد “تحسنت على هذا الدواء”، فرد الممرض الصهيوني عليه بالقول: “هذا الدواء سيشكل لك مشكلة كبيرة”، وأشار بكلتا يديه بينهما مسافة كبيرة للدلالة على عظم التاثير الجانبي لهذا الدواء المجهول.
يقول المحرر زياد شعيبات للمجتمع ومظاهر الإعياء بادية عليه: “منذ ثلاث سنوات بعد تحرري من الأسر أعاني من مرض يتفاقم بشكل يومي، وكنت في السجن عندما طلبت من الطبيب علاجي أعطاني دواء على شكل خمس حبات سحرية مجهولة المصدر، وبعد يوم حذرني الممرض من الآثار الجانبية لهذا الدواء بطريقة غير مباشرة، وبعد تحرري من السجن بدأت الأورام تظهر في كافة أنحاء جسدي، وتنقلت بين عدة مشافي، منها مشافي القدس، وقد عجز الأطباء عن مواصلة علاجي؛ فمصلحة السجون هي التي تحتفظ بملفي الطبي، وأطباء السجن لديهم كل الحقيقة عن طبيعة الدواء الذي كنت أتناوله، خصوصا حبات الدواء التي أعطيت لي لعلاج الديسك والتخفيف من آثاره”.
عائلته قالت: “تم إجراء عمليات استئصال للأورام السرطانية في الرئتين والظهر والأمعاء، إلا أن حالته تدهورت، وننتظر تحويله إلى الخارج كي يكمل علاجه؛ لأن الأطباء في فلسطين استنفدوا كل وسائل العلاج المتاحة .
أما الأسير المحرر محمد التاج من مدينة طوباس فقد تعرض في الأسر إلى إهمال طبي أدى إلى تلف في الرئتين وعضلة القلب، حيث يقول عن سياسة الإهمال الطبي: “الأسير يدخل صحيحا سليما، وخلال فترة الأسر يتم استخدام أدوية مجهولة المصدر، باعتبار أجساد الأسرى حقول تجارب لشركات الأدوية، وبإشراف مصلحة السجون يتم التعامل بعنصرية وزرع الأمراض الخطيرة في أجساد الأسرى دون رقيب أو حسيب؛ حيث تدفع شركات الأدوية مبالغ طائلة لمصلحة السجون لسماحها بهذه التجارب الخطيرة على صحة الأسرى؛ فالمئات من المحررين يكتشفون وجود أمراض في أجسامهم بعد تحررهم بفترة قصيرة من محطة الإفراج”.