أعادت استقالة المنسق الإسرائيلي لشؤون الأسرى والمفقودين ليور لوتان، ملف الجنود المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى الواجهة وبقوة، وسط تراشق للاتهامات بين المسؤولين الإسرائيليين وعائلات الجنود التي تتهم حكومتها بالتقصير في هذا الملف.
ويدفع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان باتجاه عدم إبرام صفقة تبادل مع حركة “حماس” مشابهة لما تم إبرامه عام 2011 للإفراج عن الجندي الأسير آنذاك جلعاد شاليط.
وقال ليبرمان في مؤتمر صحفي، الأحد، “لا يجب على إسرائيل أن تكرر الخطأ الذي وقعت فيه خلال إبرام صفقة شاليط”.
وأثارت تصريحات ليبرمان غضب عائلتي الجنديين هدار غولدن وأورون شاؤول اللتان اتهمتا الحكومة الإسرائيلية بـ “الضعف والجبن”.
ومن المنتظر أن يجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوزير جيشه، خلال الأسابيع القادمة، من أجل الاتفاق على هوية بديل لوتان الذي استقال في الأسبوع الماضي بعد ثلاث سنوات من إدارته لملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
من جانبه انتقد الوسيط بين تل أبيب وحركة “حماس” في صفقة “الوفاء للأحرار”، غرشون باسكين، الحكومة الإسرائيلية حيال تعاملها مع ملف الأسرى في قطاع غزة ، معتبراً أن الحكومة لم تتخذ قرارا بإتمام صفقة تبادل جديدة.
وأوضح باسكين أن استقالة منسق الأسرى والمفقودين ليئور لوتان تؤكد أن الحكومة غير مستعدة لصفقة التبادل بهذه المرحلة وقد تنتظر لسنوات أخرى، وأن “لوتان لم يحصل على التفويض من الحكومة لمفاوضات جديدة ومثمرة، وعليه تنحى من منصبه”.
وعن الثمن الذي يتوجب على الحكومة الإسرائيلية دفعه لقاء استعادة الجنود وهل سيكون مشابها لثمن الجندي شاليط، قال باسكين “إن ثمن الجثث لن يكون كثمن الجندي الحي، وأنه لا مناص في نهاية المطاف من الإفراج عن أسرى لاستعادتهم.
وتحدث باسكين عن الخيارات الممكنة لحل قضية الجنود والإسرائيليين بقطاع غزة، مشيرا إلى وجود خيارين فإما الرضوخ لمطالب حماس في نهاية المطاف أو الذهاب نحو عملية عسكرية لاستعادتهم بالقوة.
وأوضح أنه ما دامت الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارا بشأن إبرام صفقة جديدة، فإنه من المستعبد أن يحدث أي تقدم باي مفاوضات يجريها أي وسيط، بحيث أن حماس لديه كل الوقت للانتظار حتى تحقيق أهدافها ومطالبها من أي صفقة.
وكانت “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” أعلنت أسر أورون شاؤول أثناء تصديها للاجتياح البري شرق مدينة غزة في تموز/ يوليو 2014، فيما اختفت آثار هدار غولدين في الأول من آب/ أغسطس 2014 شرق مدينة رفح، تقول إسرائيل إنهما قتلا.
وعرضت “القسام” قبل أشهر صور أربعة إسرائيليين وهم 4 عسكريين، بينهم الضابط غولدين، والجندي آرون، وهما من أصول أجنبية، وأفراهام منغيستو من أصول أثيوبية، وهاشم السيد من النقب، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن وإن كانوا أحياء أم أمواتا.