حمل على عاتقه همَّ الأسرى القابعين داخل سجون الاحتلال بعد خروجه منها بصفقة مشرفة، ليعمل رئيسًا لجمعية “واعد” للأسرى والمحررين، ورئيسًا لمجلس إدارة رابطة الأسرى المحررين، قبل أن يتولى قيادة القوى الأمنية في قطاع غزة، إنه اللواء توفيق أبو نعيم، مدير عام قوى الأمن الفلسطيني بغزة.
كان الأسير المحرر توفيق عبد الله سليمان أبو نعيم (55 عامًا) من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، اعتقل في 14 مايو عام 1989م، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، قبل أن يطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار الأخيرة عام 2011.
قيادة الأجهزة الأمنية
عُيّن أبو نعيم مُديرًا عامًّا لقوى الأمن الداخلي، خلفًا للواء صلاح الدين أبو شرخ، في 13 ديسمبر 2015م.
وخلال عمله حرص على بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية، وفي آخر تصريح له يوم أمس قال أبو نعيم: إن “الأجهزة الأمنية تهدف لبناء كوادرها على أُسس وطنية تخدم من خلالها شعبنا، وتُحافظ على مقدراته”.
وأضاف اللواء أبو نعيم في كلمة خلال حفل افتتاح المقر الجديد لقوات التدخل وحفظ النظام في الشرطة الفلسطينية في محافظة غزة: “ما نشهده اليوم هو استكمال لمسيرة البناء والعطاء لمؤسسات الشرطة التي تعمل ليل نهار في خدمة شعبنا”.
وتميز أبو نعيم بعلاقاته الوطنية الواسعة، وحرصه على إرساء مؤسسة أمنية مهنية، ذات عقيدة وطنية، وعرف عنه جولاته المفاجئة على محاور العمل المختلفة.
واللواء أبو نعيم محرر بصفقة “وفاء الأحرار” التي أفرج الاحتلال الصهيوني بموجبها عن 1027 أسيرًا مقابل الجندي جلعاد شاليط عام 2011م.
ملف الأسرى
وبعد تحرره، تولى أبو نعيم مسؤولية ملف الأسرى في حركة “حماس” بقطاع غزة، وترأس جمعية واعد للأسرى المحررين، وكان دائم الحضور والمشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى.
حصل على درجة الماجستير في العقيدة الإسلامية من الجامعة الإسلامية، حملت عنوان “موقف الإمام فخر الدين الرازي من العقائد اليهودية”.
كان أحد عمداء الحركة الأسيرة، وأحد قيادات السجون الناشطين، وعمل ممثلاً للعديد من السجون لسنوات طويلة، وهو أحد أفراد المجموعة التي ينتمي إليها الأسيران المحرران القائدان يحيى السنوار، وروحي مشتهى.
استحضار التضحيات
ومنذ توليه مهامه في قيادة المؤسسة الأمنية بغزة كان أبو نعيم يدرك حجم المخاطر والتحديات، وهو الذي استعرض في كلمة له خلال يوليو الماضي، الكثير من الاستهدافات والتحديات، التي تعرضت لها وزارة الداخلية، كان أبرزها عدوان 2008 – 2009، والذي ارتقى بسببه مئات الشهداء من أبناء الأجهزة الأمنية كان على رأسهم الشهيد الوزير سعيد صيام، والشهيد اللواء توفيق جبر، والشهيد العميد إسماعيل الجعبري.
وقال: “إلا أنها وبفضل قيادتها الحكيمة وكوادرها المخلصة لم تضعف، واستمرت في حالة البناء والتطوير إلى أن وصلت إلى مستويات مرموقة في تطبيق القانون والنظام العام”.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إلى أن اللواء أبو نعيم تمكن من قيادة الأجهزة الأمنية في ظروف قاسية، وخاصة بعد اغتيال الشهيد مازن فقهاء، والوصول لأكبر عدد من العملاء وفك شيفرة اغتياله.
وأشار إلى أن اللواء أبو نعيم طارد وبقوة عناصر الفكر المنحرف، وكشف خيوط ارتباطات بعضهم المخابراتية، وساهم في تعزيز العلاقة مع مصر، وأشرف على وضع وتنفيذ الخطة الأمنية للمصالحة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة.
وكان أبو نعيم سافر عدة مرات ضمن الوفد الفلسطيني من غزة إلى القاهرة للقاء القيادات المصرية، وأشرف على وضع الترتيبات الأمنية في المنطقة الحدودية.
محاولة الاغتيال
ونجا مدير عام قوى الأمن الداخلي ظهر اليوم الجمعة، من محاولة اغتيال فاشلة، بالقرب من مسجد أبو الحصين بالنصيرات وسط قطاع غزة.
وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم، في تصريحٍ مقتضبٍ، أن أبو نعيم بخير، ويتلقى العلاج في المستشفى.
وقال: إن الأجهزة الأمنية باشرت على الفور تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث والوصول للجناة.
وفي وقتٍ سابقٍ، قال مصدر أمني لمراسلنا: إن انفجارًا استهدف سيارة اللواء أبو نعيم بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الإحسان بجوار جسر وادي غزة من جهة مدينة الزهراء، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، نقل إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف المصدر أن أبو نعيم كان يهم بفتح باب سيارته قرب مسجد الإحسان عقب صلاة الجمعة، عندما وقع انفجار أدى لإصابته بشظايا ووصفت حالته بالطفيفة، مشيرا إلى نقله لمستشفى الأقصى، وسيغادر بعد قليل.
المصدر: “المركز الفلسطيني للإعلام”.