قالت شخصيات مسيحية ومسلمة، اليوم الأربعاء، إن الفلسطينيين حققوا نصرا جديدا على السلطات الإسرائيلية، وأسقطوا المحاولات الإسرائيلية بفرض سيطرتها على الكنائس في مدينة القدس المحتلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في المركز الإعلامي الحكومي في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، تعقيبا على تجميد السلطات الإسرائيلية فرض الضرائب على الكنائس في القدس.
وصباح اليوم، أُعيد افتتاح كنيسة القيامة، بعد إغلاق استمر 3 أيام، احتجاجاً على فرض السلطات الإسرائيلية ضرائب على الممتلكات الكنسيّة في القدس.
وكان رؤساء الكنائس في القدس، قد أعلنوا الأحد، عن إغلاق الكنيسة حتى إشعار آخر؛ احتجاجًا على القرار الإسرائيلي.
وأعلنت الخارجية الإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس بلدية القدس نير بركات، اتفقا على تشكيل فريق، لصياغة حل لمسألة الضرائب البلدية على الممتلكات المملوكة للكنائس، التي ليست دورًا للعبادة (التجارية).
وتعتبر كنيسة القيامة أقدس الأماكن لدى المسيحيين الذين يؤمنون بأنها شُيدت في موقع صلب المسيح ودفنه ثم قيامته، وهي وجهة رئيسية للحجاج.
وقال حنا عيسى، رئيس “الهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات”، في المؤتمر الصحفي، إن إسرائيل “فشلت في محاولة فرض سيطرتها على الكنائس، بفرض الضرائب”.
وأضاف عيسى: “حقق المقدسيون اليوم نصرا آخر على الاحتلال، الأول كان رفض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، واليوم رفض الضرائب على الكنائس”.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد تراجعت في يوليو ٢٠١٧ عن قرار بنصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى بعد سلسلة احتجاجات واسعة شهدتها المدينة.
وأشار إلى أن “إسرائيل” حاولت عبر فرض الضرائب “ضرب الوجود المسيحي في المدنية المقدسة، والاستيلاء على الممتلكات الكنسية”.
وبيّن أن ٢٨٪ من البلدة القديمة في مدينة القدس، هي أملاك كنسيّة، و٢٩٪ منها أوقاف إسلامية، وما تبقى يرجع للعائلات الفلسطينية.
وأشار إلى أن عدد المسيحيين الفلسطينيين في القدس لا يتعدى ٤ آلاف نسمة، من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 300 ألف فلسطيني.
من جانبه، قال ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث (خاصة)، والمدير السابق للمسجد الأقصى: إن المقدسيين “انتصروا بوحدتهم الإسلامية والمسيحية على السلطات الإسرائيلية”.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني “لن يتخلى عن مدينة القدس، رغم المؤامرات الدولية”.
وشدد “بكيرات” على أهمية وحدة المقدسيين في مواجهة المخاطر التي تتهدد مقدساتهم ووجودهم.
بدوره، وصف إلياس عواد -الرئيس الروحي لطائفة الروم الأرثوذكس في رام الله- تجميد قرار البلدية الإسرائيلية في القدس، بفرض الضرائب على ممتلكات الكنائس، بالنصر للمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس.
وقال إن هذا “الانتصار الثاني للمقدسيين بعد نصرهم في معركة بوابات المسجد الأقصى”.
وأشار عواد إلى أن السلطات الإسرائيلية تستغل الظروف القائمة بهدف وضع اليد على ممتلكات الكنائس في مدينة القدس.
وقال “شاهدنا المسلم والمسيحي يعتصمون في أمام بوابة القيامة، يحملون القرآن والانجيل، هذا سر النصر أننا موحدين في مواجهة الاحتلال”.
ولفت إلى أن “المعركة مع الاحتلال لم تنتهِ بعد، وأضاف:” سيأتون لنا من أبواب أخرى ليمارس تهويد المدينة ويستهدف مقدساتها المسيحية والإسلامية”.
ووجّه الحديث للحكومة الإسرائيلية قائلا:” إن عدتم عدنا، وربما نغلق كافة الكنائس في فلسطين”.
ويشكو فلسطينيون من أن إسرائيل تستهدف كل “ما هو غير يهودي في القدس، بهدف طمس هوية المدينة المحتلة”.