أعلنت الجامعة العربية، اليوم الأربعاء، إطلاق حملة إعلامية، لحشد الجهود من أجل منح الأطفال اللاجئين بالمنطقة العربية أوراق هوية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الوزاري الأول المنعقد، اليوم، بالعاصمة التونسية، حول “الانتماء والهوية القانونية”، بمبادرة من جامعة الدول العربية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبمشاركة وزراء من 11 دولة عربية.
وقالت إيناس مكاوي، مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية: “نعلن إطلاق حملة إعلامية بعنوان: أنا هنا. من أجل حشد الجهود لمنح الأطفال اللاجئين بالمنطقة العربية أوراق ثبوتية عن هويتهم”.
وتابعت، خلال المؤتمر، أنه “لا بد أن تمنح الأمهات الجنسية لأبنائهن اللاجئين من أجل إثبات نسبهم”.
وشدّدت مكاوي، على “ضرورة تكاتف جميع الدول العربية لحماية الأطفال من الضياع، ومنحهم أوراقهم الثبوتية”.
كما لفتت إلى وجود “مئات آلاف الأطفال العرب ممن يولدون دون سند عائلي وانتماء ثقافي،” وهو ما اعتبرته “كارثة كبرى حلّت بالمنطقة العربية”.
وتابعت: “سنقوم بوضع خطة من أجل تنفيذ هذه الحملة حتى لا تكون حبرا على ورق”.
من جهته، قال محمد أبو عساكر، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن “المنطقة العربية تستضيف 40% من النازحين واللاجئين العرب، ما يؤثر بشكل مباشر على وضعية الأطفال ومستقبلهم”.
وتابع أن 25% من النازحين العرب غير مصحوبين، وليس لديهم أوراق هوية.
من جانبها، أعربت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة بتونس، نزيهة العبيدي، عن “مساندة” بلادها لهذه الحملة.
وأشارت إلى أن “أكبر دليل على ذلك (المساندة) هو اختيار مفوضية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تونس لاحتضان هذا الاجتماع الوزاري”.
وبحسب الوزيرة فإنّ “تونس مصنفة دوليا التاسعة من أصل 165 دولة في مجال احترام حقوق الطفل”.
وأضافت أنّ “تونس تعتبر تاريخيا أرض استقبال للاجئين، خصوصا الوافدين منهم من فلسطين، كما استقبلت في 2011، أي أثناء الثورة، أكثر من مليون لاجئ من 20 جنسية في مخيم الشوشة جنوبي البلاد”.
ولفتت إلى أنّ “عدد اللاجئين الموجودين (حاليا) في تونس ضئيل جدا، ويحملون الجنسية اللبنانية والفلسطينية”، دون أن تقدم رقما دقيقا في ذلك.
وشهدت تونس خلال ثورة 2011، تدفقا كبيرا للاجئين من جنسيات مختلفة، تزامنا مع اندلاع الأزمة الليبية والحرب في سوريا، علاوة على تفاقم النزاعات في عدد من البلدان الإفريقية، ما دفع بالكثير من سكانها إلى التوجه لتونس، في محاولة للعبور منها إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، أما المتبقون من اللاجئين، فعاد معظمهم إلى بلدانهم أو اختاروا التوجه إلى دول أخرى.