انتخب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا د. آبي أحمد علي رئيساً جديداً للوزراء، الذي ينحدر من عرقية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، التي كانت تقود الاحتجاجات المناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات.
آبي أحمد علي في الأربعينيات من العمر، ترأس منذ 22 فبراير 2018 “الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو”، أحد أحزاب الائتلاف، اختاره ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية رئيساً للائتلاف؛ مما يجعله رئيساً للوزراء بشكل تلقائي خلفاً لرئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين، الذي أعلن استقالته فجأة الشهر الماضي.
أبوه مسلم وأمه مسيحية تلقى تعليمه في الإرساليات التبشيرية ولذلك يعتبر نفسه مسيحياً بروتستانتياً.
وعارض وصول آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء الكنيسة الأرثوذكسية لكونه بروتستانتياً واسمه مسلم.
يحمل العديد من الشهادات العلمية، واحدة في هندسة الحاسوب حصل عليها عام 2001 من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وشهادة ماجستير نالها عام 2005، وماجستير في إدارة الأعمال عام 2013، بالإضافة إلى شهادة دكتوراه نالها عام 2017 من معهد دراسات السلام والأمن التابع لجامعة أديس أبابا، وكان موضوعها النزاعات المحلية في البلاد.
استوعب آبي أحمد في نهاية الثمانينيات في المعارضة المسلحة ضد حكم نظام منجستو هايلي ماريام العسكري رئيس جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية من 1974 حتى 1991، فقاتل في صفوف المعارضة وتدرج في الجيش والتحق رسميًا بقوات الدفاع الوطني الإثيوبية عام 1991، في وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل رتبة عقيد عام 2007.
شغل عضوية مجلس إدارة العديد من الوكالات الحكومية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأنشأ عام 2007 وكالة أمن الشبكات الإثيوبية (إنسا).
وفي عام 2016 تولى آبي أحمد منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة المركزية، لكنه غادره بعد بضعة شهور ليعود إلى منطقته أوروميا ويتولى مسؤوليات أخرى.
ويبلغ عدد “الأرومو” 45 مليون نسمة يشكلون 40% من سكان إثيوبيا، فيما 80% من الأرومو مسلمون.
وقفت عرقية “الأمهرا” ثاني أكبر مجموعة عرقية في البلاد إلى جانبه ضد “التجراي”.
وفي حالة استمرار النائب السابق دمقي مكنن وهو من “الأمهر”، يصبح نائب رئيس الوزراء مسلماً ورئيس الوزراء من قومية ذات أكثرية مسلمة.
وتشهد أقاليم إثيوبية احتجاجات متقطعة تتهم الحكومة بـتهميشها وإقصائها سياسيًا، وتطالب بتوفير أجواء مناسبة للحريات والمعيشة والتنمية.
وتحت وطأة الاحتجاجات، تبنى الائتلاف الحاكم إصلاحات تهدف إلى تخفيف الاحتقان، وتعزيز مناخ المصالحة الوطنية، وشملت إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ثم أعلن ديسالين استقالته.
والأورومو هم كبرى القوميات الإثيوبية، ويمثل المسلمون أغلبيتها الساحقة، وتحتج هذه القومية منذ عشرات السنين بسبب انتهاك حقوقها، وشهد إقليم أوروميا عام 2015 حركة احتجاجية امتدت خلال 2016 إلى جهات أخرى، منها مناطق أمهرا في الشمال.