كان الدافع المشترك الذي ينسب إلى ارتفاع قاعدة الناخبين للرئيس ترمب خلال السنوات الثلاث الماضية هو القلق الاقتصادي، مثل الخوف من البطالة ونقص الخدمات في المجتمعات الفقيرة، ولكن دراسة جديدة توصلت نشرت في مجلة Proceedings of the National) Academy of Science) يوم الإثنين الماضي إلى هذا الاعتقاد، مشيرة إلى أن تدفق الناخبين الذكور المسيحيين البيض الذي رجح ترمب، قد زاد من تأججه بسبب الخوف المتصوَّر من أن وضعهم الثقافي في خطر.
“أكثر ما يشعر به الناس هو تهديد رمزي.. إنه ليس تهديدًا لرفاهيتهم الاقتصادية” كما تقول ديانا موتز، مؤلفة الدراسة، لصحيفة “نيويورك تايمز”: “إنه تهديد لسيطرة جماعتهم في بلادنا على الجميع”.
وقد درست موتز، التي تترأس معهد دراسة المواطنين والسياسة في جامعة بنسلفانيا، بيانات استطلاع لـ 1200 ناخب من عام 2012 و2016 في محاولة للعثور على أدلة تدعم حجة “القلق الاقتصادي” لدراسة ما إذا كان الخوف من فقدان المجتمع سيطرة الناخبين على دعم ترمب، وتتركز حجتها ضد الاعتقاد الشائع على حقيقة أن الاقتصاد كان يتحسن بالفعل قبل تولي ترمب السلطة، وكذلك على عدم وجود دليل على أن الموقف المالي الشخصي يؤثر في الواقع على قرارات الناخبين في موسم الانتخابات.
ووجدت النتائج التي توصلت إليها أن هناك علاقة بين المخاوف المتزايدة من العولمة وموقف ترمب النقدي بشأن التجارة، والذي يغذيه التهديد الاقتصادي المتصور الذي تمثله الصين، هذه المخاوف من أن هيمنة الولايات المتحدة العالمية كانت في خطر إلى حد كبير صب في صالح حملة ترمب والحزب الجمهوري ككل، وكان الاتجاه موجودًا محليًا أيضًا، مع ارتباط دعم ترمب بالاعتقاد في “توجه الهيمنة الاجتماعية” والاعتقاد بأن المجموعات ذات المكانة العالية، مثل الذكور البيض والمسيحيين، واجهت مزيدًا من التمييز بين المجموعات ذات المكانة المتدنية، مثل الأقليات أو النساء، وقالت موتز: “لقد كانت صفقة جيدة أن تكون رجلاً أبيض مسيحياً في أمريكا، لكن الأمور تغيرت وأعتقد أن هذه الفئة تشعر بالتهديد”.
إن دراسة موتز ليست أول من يقوم بهذا الربط، لكن النتائج تبقى مهمة في المناخ السياسي اليوم، حيث يمكن اعتبار النمو الاقتصادي الذي تروج له إدارة ترمب بمثابة انتصار لقاعدته إذا استمرت حجة “القلق الاقتصادي”.