نظمت جمعية المنابر القرآنية الرحلة الأولى لأداء مناسك الحج لهذا العام لفئة الصم من البنين والبنات، في بادرة هي الأولى من نوعها لمشروع مواهب القلوب لدعم ذوي الهمم.
وفي هذا الصدد، صرح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المنابر القرآنية ومرشد الحملة الشيخ د. محمد الشطي، أنه بفضل الله جل وعلاه وبرعاية كريمة من بيت الزكاة الكويتي؛ جاءت هذه الرحلة الإيمانية المباركة تكريماً وتشجيعاً لإخواننا وأخواتنا الصم المنتسبين لمركز قالون للرجال، ومركز أزاهير القرآن للنساء، التابعين لـ”المنابر القرآنية”، الذين حصلوا على المراتب الأولى في حفظ القران الكريم بالتفسير والتشكيل الإملائي والإشاري؛ فجاء هذا التتويج والتكريم بإيفادهم إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج؛ حيث لم يسبق لهم أن أدوا هذه الشعيرة، مضيفاً أنه تم توفير المترجمين تيسيراً عليهم وتسهيلاً للتواصل معهم والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم.
وأضاف الشطي أن هذه الرحلة تميزت بإعداد برامج فقهية وخواطر إيمانية متنوعة، تم التعريف من خلالها بمناسك الحج وما يتعلق به من أحكام، بالإضافة إلى التطرق إلى مبطلات الحج وأركانه الأساسية في تلك الأيام المباركة في البقعة الطاهرة؛ حيث اجتمع فيها شرف الزمان والمكان، كما تضمنت الرحلة العديد من الأنشطة والمسابقات الثقافية، وتم عمل ندوة عن الإسعافات الأولية لمواجهة أي حدث طارئ، وقد كان تفاعل الصم في جميع الأنشطة المختلفة المطروحة إيجابياً ومميزاً؛ مما ترك بالغ الأثر في نفوس الحجاج جميعاً.
كسر حواجز الخجل
وقد حرصت “المنابر القرآنية” على اندماج إخواننا الصم مع جميع الحجاج في الحملة في التحاور والاندماج الاجتماعي والنفسي؛ مما غرس في نفوسهم روح الاطمئنان والأمان دون إحساسهم بالغربة والوحدة، وتبين هذا بقوة في العلاقات فيما بينهم والجو الأُسَري المتين السائد بينهم، وكسر الحواجز الخجل والخوف أمام حجاجنا الصم، كما حرصت الجمعية على نشر لغة الإشارة بتقديم دورة مبسطة عنها؛ لسهولة تواصل الحجاج مع حجاجنا الصم كخطة مدروسة ومعدة مسبقاً؛ وذلك لتحقيق أهداف مشروع مواهب القلوب بمساعدة المترجمين الرسميين المتواجدين مع إخواننا الصم، ومن هنا بدأت انطلاقة لغة الإشارة لحجاج الحملة جميعها؛ مما أدخل البهجة والسرور في قلوب حجاجنا الصم؛ حيث أعربوا عن بالغ سعادتهم بتواصل كافة حجاج الحملة معهم بلغة الإشارة، وقد ساهم الجميع بتهنئتهم بالعيد بلغة الإشارة.
وتوجه الشطي بالشكر الجزيل لجميع القائمين على حملة الحج لجهودهم الكبيرة في رعاية حجاج “المنابر القرآنية” من الصم، وكذلك لجميع الإداريين والمترجمين الذين كان لهم الدور البارز في نجاح هذه الرحلة المباركة، موضحاً أن “المنابر القرآنية” أخذت على عاتقها مسؤولية رعاية ذوي الهمم في دولة الكويت، وتقديم برامج الخدمة المجتمعية لهم بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، داعياً الباري جل وعلا أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على سائر بلاد المسلمين.