استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأي محاولة للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، سواء على مستوى رسمي أو شعبي، ودعا الأمة الإسلامية وقادتها إلى الوقوف مع قضاياها الكبرى، وعدم التفريط في القدس الشريف والأراضي المحتلة، مناشداً تحقيق الوحدة بينهم بدلاً من التطبيع مع المحتلين، مندداً بأي ترحيب للمحتلين في ديار المسلمين.
وقال الاتحاد في بيان له نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت: “يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التحرك الواسع من قبل المسؤولين في دولة الاحتلال داخل عالمنا العربي والخليجي حيث استقبلوا على مستويات مختلفة في أكثر من دولة خليجية خلال هذا الأسبوع في الوقت الذي وصل التفرق حتى داخل الخليج إلى المقاطعة الشاملة، كما أن التناقضات الغريبة والمخالفات للقيم الإسلامية والإنسانية وصلت إلى مرحلة لم يشهد تاريخنا مثلها، ولا يسعنا إلا التضرع إلى الله تعالى بإصلاح حال هذه الأمة للخروج من أزمتها الشاملة إلى الحق والعزة والخيرية التي كتبت لها وعليها”.
وانتهى الاتحاد في بيانه إلى ما يلي:
أولاً : يؤكد الاتحاد أن سنن الله تعالى القاضية، والتجارب القاطعة تدل على أن طريق العزة والسيادة والوحدة لن يمر عبر الأعداء وإنما من خلال التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً، والوحدة التي تجعل الأمة كالبنيان المرصوص، والأخوة الإيمانية قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات: 10)؛ ولذلك يطالب الاتحاد أمته بهذه العودة الحميدة مع الأخذ بزمام المعاصرة والتقدم والحضارة، لتستحق خيرية الصفات والسلوك والاستخلاف والعمران قال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110).
ثانيا: يندد الاتحاد بهذا التحرك الصهيوني، كما يستنكر أي تطبيع أو استقبال رسمي أو شعبي لوفود المحتلين لقدسنا، والقاتلين لشعبنا في فلسطين، والمحاصرين لغزتنا غزة العزة، وأن أي تطبيع أو استقبال لهم هو مكافأة على جرائمهم وعلى احتلالهم لقبلتنا الأولى ومساهمة في تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن.
ثالثا: يناشد الاتحاد العلماء الربانيين والمصلحين أن يقوموا بواجبهم من الصدع بالحق وضرورة الحفاظ على ثوابتنا وقضايانا الكبرى، والوقوف ضد مخططات الأعداء.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.