الدول النامية هي ما يعرف بالعالم الثالث (أو دول الجنوب)، وهي الدول الأقل غنى، والتي يعتمد اقتصادها ودخلها بشكل رئيسي على الزراعة.
وتعد معظم دول قارة آسيا (ما عدا اليابان وكوريا وتايوان) من الدول النامية.
وكذلك تعد معظم دول القارة الأفريقية (ما عدا جمهورية جنوب إفريقيا) من الدول النامية. وكذلك تعد دول أمريكا الجنوبية أيضا من الدول النامية.
ولكن هناك فروق بين هذه الدول، فمثلا دول الخليج العربية، والدول الأخرى التي تنتج سلعة اقتصادية مهمة، كالنفط مثلا، تختلف الأوضاع المالية والصحية والتعليمية فيها عن الدول الأخرى.
فهذه الدول (دول الخليج العربية) غنية والخدمات الصحية والتعليمية فيها مرتفعة، ودخل الدولة والدخل الفردي أيضا مرتفع لأنها تعتمد في ذلك على تصدير النفط.
ولكن لا يمكن اعتبار هذه الدول من العالم المتقدم لأن اقتصادها لا يعتمد على الصناعة بل على تصدير النفط.
وهناك معايير نعتمد عليها في تصنيف الدول إلى نامية، أهمها:
-1- معدل الدخل القومي والدخل الفردي: إن أحد المعايير التي يمكن عن طريقها تمييز الدول النامية عن الدول المتقدمة هو معدل الدخل القومي. ويمكن تعريف الدخل القومي بأنه مجموعة قيمة السلع والخدمات التي تنتجها الدولة في السنة الواحدة.
وعن طريق معدل الدخل القومي يمكن أن نعرف معدل الدخل الفردي للدولة. ويعادل معدل الدخل الفردي في الدول النامية 20/1 تقريبا من معدل الدخل الفردي في الدول المتقدمة.
وفي بعض الأحيان لا يمكن الاعتماد على هذا المعيار في تصنيف الدول إلى نامية أو متقدمة، فمثلا معدل الدخل الفردي في دولة الإمارات العربية ودولة الكويت يقع ضمن أعلى خمس دول في العالم. ومع ذلك فإن هاتين الدولتين لا تعتبران من الدول المتقدمة بل من الدول النامية لأنه، كما قلنا من قبل، لا يعتمد اقتصادهما على القطاع الصناعي بل على تصدير سلع مهمة وهي النفط.
2- – النظام الصحي: ينخفض مستوى الخدمات الصحية في الدول النامية بشكل كبير جدا. ففي معظم الدول الأفريقية (ما عدا دول شمال إفريقية العربية) هناك طبيب واحد مقابل كل 1000 شخص، بينما نرى أن هناك طبيبا واحدا مقابل أقل من 500 شخص في الدول الأوروبية.
ويمكن أن نستثني دول الخليج العربية من الدول النامية من هذه الناحية، إذ يوجد طبيب مقابل كل 1000 شخص. وبسبب فقر الدول النامية فإن ما تنفقه على الخدمات الصحية قليل جدا مقارنا مع ما تنفقه الدول المتقدمة. ولذلك فإن هناك نقصا في عدد المستشفيات وكميات الدواء.
وبسبب ذلك فإن الإنسان في الدول النامية لا يحصل على الرعاية الصحية الكافية ويتعرض إلى الكثير من الأمراض وبخاصة الأمراض المعدية لأنه لم يحصل على التطعيم الأولي ضد هذه الأمراض.
-3- النظام التعليمي: إن التعليم مهم جدا لتقدم أي دولة. لهذا فكلما زاد إنفاق الدولة على القطاع التعليمي دل ذلك على تقدمها، وكلما كثرت نسبة المتعلمين في الدولة كان ذلك دليلا على تقدمها.
فإذا قارنا مستوى التعليم بين الدول النامية والمتقدمة رأينا مثلا أن 40% فقط من الأطفال في إفريقيا يحصلون على فرصة دخول المدارس وإنهاء المرحلة الابتدائية. بينما نرى أن 100% من الأطفال في الدول المتقدمة يستطيعون دخول المدارس وإنهاء المرحلة الابتدائية.
أما الأسباب التي تجعل نسبة غير المتعلمين عالية في الدول النامية فأهمها:
– فقر الدول النامية، ولذلك هي لا تملك الأموال لبناء مدارس كافية لكل السكان، ولتوظيف المدرسين، وطبع الكتب الدراسية.
– بسبب فقر الدولة، ومن ثم فقر السكان، يضطر الأطفال إلى أن يعملوا في سن مبكرة جدا حتى يساعدوا آباءهم على توفير لقمة العيش.
-4- التجارة: كما شرحنا من قبل، كلما زاد حجم التبادل التجاري بين الدولة والدول الأخرى دل ذلك على تقدمها. فالتجارة مهمة جدا لكل دولة. إن الدول تبيع الفائض من إنتاجها من أجل أن تحصل على الأموال وتشتري بها ما ينقصها من الدول الأخرى.
إن معظم الدول النامية تعتمد في تجارتها الخارجية على تصدير نوع واحد من الإنتاج مثل النفط، النحاس، السكر، البن والقطن. فإذا كان سعر المادة التي تصدرها الدولة النامية عاليا، كالنفط مثلا، فإن ذلك يجعل الدولة غنية.
الأسباب التي تجعل الدول نامية.
وهناك عدة أسباب للمشاكل التي تعاني منها الدول النامية ونستطيع أن نقسم هذه الأسباب إلى ما يلي:
1- الظروف الجغرافية:
تقع معظم الدول النامية في مناطق جغرافية ذات ظروف طبيعية صعبة.
فالجزء الأكبر من الدول النامية يقع في مناطق صحراوية تعاني من قلة الأمطار وقلة الأنهار، وعدم خصوبة التربة، وبالتالي فهي غير صالحة للزراعة. وحتى في الدول التي فيها أمطار فإن الأمطار تتغير من سنة إلى أخرى ويمكن أن تمر الدولة في فترة جفاف تؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية وهلاك الثروة الحيوانية.
وهناك دول أخرى تتعرض إلى مشاكل مناخية أخرى كالفيضانات التي تصيب بعض الدول مثل بنجلادش وبعض أجزاء الهند.
هذه الفيضانات تعمل على تدمير الأرض الزراعية وانجراف التربة الزراعية مما يتسبب في أضرار كبيرة للإنتاج الزراعي الذي يعتبر المصدر الرئيسـي لدخل الدولة. كما أن الظروف الجغرافية الصعبة في هذه الدول تزيد من فرصة تحول جزء من الأراضي الزراعية إلى أراض غير صالحة للزراعة
2- تفتقر معظم الدول النامية إلى الموارد الطبيعية كالفحم، والبترول، والغاز الطبيعي، والمعادن المختلفة، والغابات.
3 – تعاني الدول النامية من معدل مواليد مرتفع جدا. وهذا يجعل عدد السكان يزداد ويتضاعف بسـرعة كبيرة جدا.
فعدد السكان في الدول النامية يتضاعف مرة في مدة تتفاوت بين 25 و 30 سنة وهذا يجعل عدد السكان أكبر كثيرا من الموارد الغذائية المتوافرة.
ومهما عملت الدولة على تنمية موردها الاقتصادية فالزيادة السكانية الكبيرة تمحو كل الآثار الإيجابية لخطط التنمية. وبسبب الزيادة الكبيرة للسكان فإن فرص العمل المتوافرة تكون قليلة، ولهذا فهناك بطالة كبيرة، وفقر ومشاكل اجتماعية.
4 – معظم الدول النامية حصلت على استقلالها منذ وقت قريب جدا. وبسبب وجود مشاكل سياسية داخل بعض هذه الدول فإنها غير مستقرة سياسيا.
وهذا يؤدي إلى انشغال هذه الدول بالمسائل السياسية بدل انشغالها بتنمية قطاعاتها الزراعية والاقتصادي.