اعتبر خبراء، أن احتضان كينيا للعديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى كونها قوة اقتصادية إقليمية، وراء تعرّضها بشكل متكرر لهجمات مسلحي حركة “الشباب” الصومالية.
وقال يوسف سيرونكوما، باحث في جامعة “ماكيريري” (أكبر مؤسسة تعليم عالي في أوغندا)، إن الاهتمام الدولي بالهجمات التي يشنها مسلحو “الشباب” ضد كينيا يعود إلى “استضافة الأخيرة للعديد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وتصنيفها الدولة الأغنى في المنطقة (شرقي إفريقيا)”.
وأضاف سيرونكوما، في حديث للأناضول، أنّ مسلحي الشباب يستغلّون وجود العديد من الصحفيين الأجانب في كينيا “لتوسيع نطاق الدعاية حول الحركة”.
وتابع موضحًا: “يوجد في كينيا العديد من مقرات وسائل الإعلام، ويعيش الكثير من الصحفيين الأجانب في العاصمة نيروبي؛ لذلك فأي هجوم على البلاد يحظى بتغطية إعلامية واسعة”.
وأشار سيرونكوما، إلى أنّ الهجمات المتكررة على كينيا، “تظهر وكأن قدرة حركة الشباب، على تنفيذ هجمات خارج حدودها في الصومال، مستمرة”.
وكانت حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم “داعش” الإرهابي، ذكرت في وقت سابق، أنّها تهاجم كينيا “ردًا على مساهماتها في عمليات حفظ السلام في الصومال”.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2011، أرسلت كينيا جنودًا إلى الصومال، في أعقاب اختطاف الحركة المسلحة عمال إغاثة في البلاد.
لكن فيما بعد، قررت نيروبي، المشاركة في بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميسوم)، للمساعدة في إحلال السلام في جارتها الشمالية.
ومع ذلك، عانت كينيا من عدة هجمات، بينها الاعتداء على جامعة “غاريسا” في 2015؛ الذي أسفر عن مقتل 148 شخصًا.
وشهدت نيروبي هجومًا آخر في 2013، استهدف مركز “ويستغيت” التجاري، وراح ضحيته العديد من الأرواح.
كما استخدمت الجماعة الإرهابية قنابل يدوية، لمهاجمة حافلات الركاب الصغيرة في نيروبي.
والأسبوع الماضي، شنت “الشباب” هجومًا انتحاريًا على مجمع فنادق في نيروبي؛ أسفر عن مقتل 21 شخصًا.
وآنذاك، قالت الحركة إنّ الهجوم جاء “للثأر من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.
وتعتمد حركة “الشباب” على التكتيكات ذاتها عند تنفيذ هجماتها في كينيا والصومال.
وكانت أكثر الاعتداءات الدموية التي نفذتها “الشباب” في الصومال، مقتل أكثر من 500 شخص في تفجير شاحنة مفخخة بالعاصمة مقديشو، في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
** انسحاب القوات
رأى خبراء إقليميون، أنّ الهجمات المتكررة على كينيا تهدف إلى تشكيل رأي عام في البلاد، يضغط من خلاله المواطنون على حكومتهم لسحب قواتها من الصومال.
ويعتقد أندروز عطا أساموا، وهو خبير أمني في شؤون منطقة القرن الإفريقي، أن سحب القوات الكينية من الصومال “لن يمنع حركة الشباب من مهاجمة جارتها باستمرار”.
وقال أساموا، للأناضول، إنّ “كينيا وجهة سياحية كبيرة، وأي هجوم عليها يؤثر على السياح من جنسيات مختلفة، الذين يترددون عليها، وهذا ما تريده حركة الشباب”.
وأوضح أن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الكيني يجعلهم عرضة للمجموعات المتطرفة.
وحذر أساموا، من “وجود خلايا نائمة ومتعاطفين مع حركة الشباب بين الكينيين المتطرفين، يجعل من السهل على الحركة شن هجمات في كينيا”.
ويرجع مواطنون كينيون، أيضًا تزايد هجمات حركة “الشباب” في بلادهم إلى “الحدود الكينية – الصومالية، التي يسهل اختراقها”.
وفي 2015، أعلنت الحكومة الكينية عن خطة لبناء جدار أمني عازل على طول الحدود مع الصومال، لمنع دخول العناصر المسلحة إلى داخل البلاد؛ إلا أنّ التقدم المحرز بهذا الصدد كان بطيئًا.
يشار إلى أنّ الحكومة الكينية تغلق حدودها مع الصومال بشكل متكرر منذ 2014.