سلطت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الضوء على إعلان الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي في غارة أمريكية، معتبرة أن ذلك بمثابة انتصار كبير لواشنطن إلا أنها أكدت على أن التنظيم الإرهابي لا يزال يمثل تهديدا في سوريا.
وقالت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني إن:” هجوم تركيا ضد الأكراد سمح لمقاتلي تنظيم داعش بالهروب وإعادة تجميع أنفسهم”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صياح الأحد ان قوات خاصة أمريكية قتلت البغدادي خلال غارة على شمال غرب سوريا.
ويرى مسئولون وخبراء أنه على الرغم من أن موت البغدادي يمثل ضربة للتنظيم وانتصار لترامب وفريقه للأمن القومي، إلا أن داعش لايزال يمثل تهديدا في سوريا، وخاصة عندما هرب مئات المقاتلين وأسرهم من الحبس هذا الشهر أثناء الهجوم التركي الذي أنهى شهورا من الهدوء النسبي في شمال شرقي سوريا.
وكان الآلاف من مقاتلي داعش وأفراد أسرهم يقيمون في معسكرات مؤقتة في المنطقة تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية.
ونقلت الوكالة عن دانا سترول المسئولة السابقة في البنتاجون وهي حاليا زميلة رفيعة المستوى في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قولها إن:” الشيء المذهل هو أن العملية نجحت على الرغم من كافة الوسائل التي جعلتها إدارة ترامب أكثر صعوبة”.
وأضافت:” مثل موت أسامة بن لادن لم يؤد إلى إنهاء القاعدة وأتوقع أن موت البغدادي لن يمثل نهاية داعش على الرغم من أهميته”.
وأعلن ترامب، الأحد مقتل زعيم تنظيم داعش، قائلا إن الأخير فجر نفسه بعد أن فر من القوات الأمريكية إلى أحد الأنفاق وهو “يبكي”، وقد أسفر تفجيره للحزام الناسف الذي كان يرتديه عن مقتل 3 من أطفاله.
وظل البغدادي لفترة طويلة هدفا للقوات الأمريكية وقوات أمنية أخرى في المنطقة تحاول القضاء على تنظيم الدولة حتى بعد استعادة معظم الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.
وعرضت الولايات المتحدة جائزة قيمتها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه.
ذاع صيت داعش أو دولة الخلافة التي أعلنها البغدادي في يوليو 2014 على ربع مساحة العراق وسوريا بفعل فظائع ارتكبها رجالها بحق أقليات دينية وهجمات دارت وقائعها في خمس قارات وروعت حتى المسلمين.
وسلطت الإبادة الجماعية للطائفة اليزيدية الضوء على وحشية حكم البغدادي. فقد كان مصير آلاف الرجال الذبح على جبل سنجار موطن أسلاف اليزيديين في شمال غرب العراق وتعرضت النساء للقتل أو السبي. وتعرض أبناء طوائف دينية أخرى للسبي أو القتل أو الجلد.
وأثار التنظيم اشمئزازا عالميا بمشاهد قطع رؤوس رهائن من دول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات ارتكبها إما أفراده أو آخرون يستلهمون أفكاره في عشرات المدن بما في ذلك باريس ونيس وأورلاندو ومانشستر ولندن وبرلين وفي دول أخرى في المنطقة منها تركيا وإيران والسعودية ومصر.
ونشرت أغلب خطب البغدادي كتسجيلات صوتية فيما يمثل وسيلة أكثر ملاءمة للطابع السري الحذر الذي ساعده لفترة طويلة في تفادي المراقبة والضربات الجوية التي قتلت أكثر من 40 من كبار قادته.
واقترن هذا الحذر بقسوة لا تعرف الرحمة قضى بها على خصوم وحلفاء سابقين. وشن حربا على الجناح السوري في تنظيم القاعدة الذي عرف باسم جبهة النصرة بعد انفصاله عن الظواهري الزعيم العالمي للتنظيم في 2013 بحسب مصر العربية.