يتظاهر العراق ضد الفساد وسوء الإدارة منذ أسابيع، ويخرج الناس في لبنان إلى الشوارع مرة أخرى، بيد أن الربيع العربي الجديد يفتقد شخصيات قيادية فعالة، بحسب تصريح للكاتبة “جوليا جيرلاخ” لإذاعة “شفايتسر راديو” السويسرية.
أوضحت الصحفية السويسرية، أن الاحتجاجات الراهنة ترتبط بشكل كبير بالربيع العربي لعام 2011.
فعلى سبيل المثال، لدي الاحتجاجات شيء مشترك وهو “سأم الناس من الحكومات الفاسدة.
وبحسب الكاتبة السويسرية “جيرلاخ”، تعتبر الاحتجاجات الأقوى في لبنان والعراق ، لأن البلدين مقسمان بين طوائف مختلفة.
وتحمّل الشعبان اللبناني والعراقي أنظمتهما لفترة طويلة منذ الربيع العربي عام 2011، لأنهم وعدوا بعدم اندلاع حرب وأنه سيتم احتواء العنف، بحسب قولها.
وفي لبنان هناك تحول في الوقت الراهن ، حيث تأثر الترتيب المعروف للسلطة حتى الآن بشدة.
وأضافت “جيرلاخ” قائلة: ” لقد تركت الأنظمة الاستبدادية الناس أمام وضع حرج بقولهم: “عندما نذهب ، سوف تقع البلاد في الفوضى ، أو سوف يصل الجهاديون المتطرفون إلى السلطة”.
وهذا ما يشعر به المتظاهرون الذين يخرجون الآن إلى الشوارع، بيد أنهم يحاولون ضبط المسار في اتجاههم.
ولفتت الكاتبة السويسرية “جيرلاخ” إلى أن الاحتجاجات الراهنة في العراق ولبنان تفتقد إلى القيادة إلى حد كبير، فلا يوجد قائد واضح، وهذا ثبت بالفعل أنه خطأ في الربيع العربي لعام 2011.
وتعلم المتظاهرون بالفعل من أخطاء الربيع العربي 2011، وفي نفس الوقت باتت الحكومات تتعامل بلا هوادة مع المتظاهرين، لأنهم توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الحكومات الديكتاتورية في ذلك الوقت كانت متساهلة للغاية ، وأنه تم توفير مساحة كبيرة للحركات الاحتجاجية والأفكار الديمقراطية.
وفي الواقع ، فإن النظام العسكري الذي سيطر على المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي قد خرج بقوة من تمرد عام 2011، عل حد قولها.
ومضت الصحفية السويسرية تقول: ” أفكار الحرية لا يمكن قمعها بشكل دائم، فهناك أيضا أمل لدى راغبي الديمقراطية.
ونقلت السويسرية “جيرلاخ” عن أحد الناشطين العرب قوله لها : “بمجرد تذوقكي الحرية ، فسوف تريدين دائمًا تذوقها” بحسب مصر العربية.