في اكتوبر 2019 اعترفت “الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية” في حكومة اللواء المتقاعد خليفه حفتر، باستعانة جيش حفتر بمرتزقة أجانب، ليفتح ذلك ملف شركات المرتزقة الروسية في ليبيا ومن قبلها سوريا.
وجاء في فتوي لأوقاف حكومة طبرق، جواز استعانة قوات حفتر بالمرتزقة “غير المسلمين” في عدوانها على العاصمة طرابلس، بدعوي أن ما يجري من اعتداء على طرابلس هو “جهاد ضد الخوارج الإرهابيين بمحاور القتال في طرابلس”!.
وأجازت الفتوي استعانة جيش حفتر، بما أسمته “قوات الدول الكافرة”، لمواجهة “الظالمين الغاشمين المتحصنين في طرابلس” بحسب الفتوي.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في الحكومة المؤقتة تُفتي بجواز استعانة قوات حفتر بالمرتزقة في عدوانها على العاصمة طرابلس. <a href=”https://t.co/PH3ZgQrHch”>pic.twitter.com/PH3ZgQrHch</a></p>— عين ليبيا (@EanLibya) <a href=”https://twitter.com/EanLibya/status/1182976551559876609?ref_src=twsrc%5Etfw”>October 12, 2019</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
حقيقة ما يجري في ليبيا هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينقل شيئا فشيئا المزيد من مرتزقة الشركات العسكرية الروسية الجديدة الموالية للكرملين، الي ليبيا للوقوف ضد ثوار ليبيا وحكومة الوفاق الشرعية، لصالح الانقلابي خليفة حفتر وجيشه الذي تموله اجهزة مخابرات اقليمية ودولية بغرض اجهاض تجربة الربيع العربي في ليبيا.
ولا يعني هذا ان روسيا تُساق بواسطة الاموال فقط للتدخل في ليبيا، فقد اغرت تجربة موسكو في سوريا، وسعي الكرملين لاستعادة الارث السوفيتي، الروس علي التمدد في المناطق الاستراتيجية في العالم وتكرار التجربة في ليبيا املا في استعادة “حزام القواعد العسكرية السوفيتية السابق” في مصر وليبيا وسوريا وغيرها من المدن الأفريقية.
ففي الوقت الذي بدأ الروس التدخل فيه في ليبيا لدعم قوات حفتر سعيا وراء الحصول على قاعدة عسكرية في شرق ليبيا، يسعون للحصول على قاعدة عسكرية في سيدي براني بغرب مصر، والتي كانت قاعدة سوفيتية سابقة، ونجحوا في تدشين قاعدة عسكرية بحرية ضخمة في ميناء طرطوس السوري.
وقد عرض الانقلابي حفتر بالفعل على روسيا في فبراير 2019 إقامة قاعدة عسكرية في مدينة بنغازي التي يسيطر عليها، بحسب تلفزيون “تسارغراد” الروسي، وأضاف التلفزيون الروسي أن حفتر يجري مفاوضات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لهذا الغرض وأن هذه القاعدة ستسمح بالتحكم في الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي وستتمركز في ليبيا.
أيضا قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن وكالات الاستخبارات الأمريكية تراقب عن كثب الأنشطة العسكرية الروسية في ليبيا بحثا عن مؤشرات حول نية موسكو أنشاء قاعدة عسكرية قريبا في الدولة المنقسمة في شمال افريقيا.
وأضافت الصحيفة أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا تخطط للتوسع في قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط عبر أنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا والا تكتفي بقاعدتيها في طرطوس وحماه بسوريا.
وكانت مرتزقة مجموعة فاغنر هي قوات الطليعة في الحرب في سوريا قبل ان يتدخل لروس رسميا بجيشهم، ولديهم ايضا التزام عسكري روسي بدعم حفتر، ما يعني أن الذي حدث في سوريا يمكن أن يتكرر بذاته في ليبيا، لمصلحة قائد عسكري منح نفسه رتبة مشير (حفتر) ولديه قائمة طويلة من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ادلة وجود مرتزقة روسيا في ليبيا
تعمل القوات الخاصة الروسية في شرق ليبيا منذ مارس 2017 منذ سيطرة قوات حفتر علي اجزاء كبيرة من شرق ووسط ليبيا بدعم مصري واماراتي كما تقول حكومة الوفاق، وقامت شركة أر أس بي للاستشارات العسكرية بنشر عشرات من المرتزقة المسلحين التابعين لها هناك.
ولكن المرتزقة الروس من شركات اخري أشهرها “مجموعة فاغنر” وهم قوات يمكن لروسيا أن تنكر علاقتها بهم، بدأوا بالتدفق بغزارة على ليبيا منذ عدة أشهر واعلنت قوات الحكومة الشرعية في طرابلس انها قتلت بعضهم.
وجاء اول كشف عن وجود مرتزقة روس في ليبيا، مارس 2017، على لسان قائد القيادة العسكري الأمريكية في أفريقيا، الجنرال توماس وولدهاوزر، لموقع “فوكس نيوز”، حيث أكد وجود مرتزقة روس في ليبيا يقودون التدخل الروسي هناك.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”en” dir=”ltr”>US general warns of Kremlin interference in Libya amid reports of Russian mercenaries <a href=”https://t.co/Sqxulm1Znw”>https://t.co/Sqxulm1Znw</a> <a href=”https://t.co/RRlcTuPEPA”>pic.twitter.com/RRlcTuPEPA</a></p>— Fox News (@FoxNews) <a href=”https://twitter.com/FoxNews/status/841485537890435077?ref_src=twsrc%5Etfw”>March 14, 2017</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
حيث اوضح “وولدهاوزر” أن هؤلاء المرتزقة الروس هم من القوات المتعاقدة مع شركات الخدمات الروسية (المرتزقة) التي أكد أحد رؤسائها لوكالة رويترز عملهم بالفعل في ليبيا لصالح قوات حفتر.
وفي مارس 2017 أيضا، قال أوليج كرينيتسين رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية لوكالة رويترز إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في جزء من ليبيا يسيطر عليه القائد العسكري خليفة حفتر.
ايضا أكدت وكالة رويترز نقلا عن مصادر أميركية ومصرية ودبلوماسية، إن روسيا نشرت “قوات خاصة” في قاعدة جوية غربي مصر، قرب الحدود مع ليبيا، في إطار محاولة دعم القائد الليبي خليفة حفتر، بعد تعرضه لانتكاسة عسكرية حينئذ.
كما اعترف السفير محمد العرابي وزير الخارجية السابق، بوجود “بعض المرتزقة الروس” على الحدود بين مصر وليبيا لا علي ارض مصر.
وفي أكتوبر 2018، تحدثت تقارير صحفية غربية عن إرسال روسيا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمدربين العسكريين لدعم قوات حفتر، وتدريبها وإمدادها بالأسلحة، وهو ما نفته موسكو.
وعدد المرتزقة الروس والأوكرانيين المشاركين في القتال جنوبي طرابلس، غير معروف، لكن وسائل إعلام غربية، قالت إنه تم رصد 300 مرتزق تابعين لـ “فاغنر”، في مارس 2019، في ميناءي طبرق ودرنة.
وفي سبتمبر 2019، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية عن تواجد عناصر من شركة المرتزقة الروسية “فاجنر” لدعم قوات حفتر في الشرق، وقتلها 7 منهم، لتصبح المرة الأولى التي تنكشف فيها مشاركة “فاغنر” في القتال إلى جانب قوات حفتر.
وفي أكتوبر 2019، كشفت موقع التحقيقات الروسي “ميدوزا” أن حوالي 35 روسيا من شركة المرتزقة “فاغنر”، قتلوا عندما استهدفت قوات حكومة الوفاق مواقع لهم في الغرب الليبي.
أيضا اكدت صحيفة “لوبوان” الفرنسية، 8 أكتوبر 2019، مقتل 35 من “المرتزقة الروس” الذين ينتمون إلى “ميليشيا فاغنر الخاصة، في غارة جوية قرب العاصمة الليبية طرابلس في سبتمبر/ أيلول الماضي.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”en” dir=”ltr”>Senior commander in Russian Wagner Group injured in <a href=”https://twitter.com/hashtag/Libya?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#Libya</a>, French Le Point reports <a href=”https://t.co/4iXgISg4SY”>https://t.co/4iXgISg4SY</a></p>— The Libya Observer (@Lyobserver) <a href=”https://twitter.com/Lyobserver/status/1182430609819521025?ref_src=twsrc%5Etfw”>October 10, 2019</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
وفي أكتوبر 2019 اتهم فتحي باشآغا، وزير الداخلية في حكومة (الوفاق) في طرابلس، مجموعة فاغنر بالسعي لإعادة إشعال الحرب الأهلية التي كانت قد توقفت في ليبيا، وقال باشآغا لموقع بلومبرج: “لقد تدخل الروس لصبّ الوقود على النار، وزيادة تعقيد الأزمة بدلاً من إيجاد حل”.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقارير عن وجود قناصةٍ روس على خطوط الجبهة الأمامية خراج طرابلس، يستخدمون طلقات رصاص لا تخرج أبداً من الجسم، وتقتل على الفور.
وتداول ناشطون ليبيون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورا لمستندات وخطط عسكرية مكتوبة بخط اليد وصورا شخصية وهواتف نقالة وبطاقات ائتمان مصرفية لمرتزقة من شركة فاغنر الروسية.
وقد ذكرت وكالة بلومبيرغ أن أكثر من 100 مرتزق روسي من مجموعة فاغنر -التي يرأسها يفغيني بريغوزين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين-وصلوا هذا الشهر إلى شرق ليبيا لدعم قوات حفتر في محاولاتها للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وتنتمي تلك القوات إلى مجموعة فاغنر (Wagner Group) وهي ميليشيا روسية شبه عسكرية، يصفها البعض بأنها وكالة تعاقد عسكرية خاصة، ويرأسها يفغيني بريغوجين، وهو بائع سابق للنقانق في مدينة لينينغراد مسقط رأس بوتين، ويُعرف باسم «طبّاخ بوتين»، ويدير عقود الكرملين المدّرة للأرباح في الخارج.
وكان موقع إلكتروني يديره أحد أفراد الأوليغاركية الحاكمة السابقين، رجل الأعمال الروسي المنفي ميخائيل خودوركوفسكي، هو من كشف في شهر يونية 2019 عن وجود مجموعة فاغنر، ليس فقط في ليبيا، ولكن أيضاً في أجزاء أخرى من إفريقيا.
وتضمنت التسريبات وثائق ورسائل إلكترونية تشاركتها المجموعة التي يقودها بريغوجين خططاً لعودةِ انتشار قوات روسية على الخريطة في 13 دولة إفريقية، شملت دولاً من جنوب إفريقيا وزيمبابوي وحتى ليبيا.
قصة المرتزقة الروس
في 14 فبراير 2018 اعترف الكرملين أن مرتزقة روس يعيثون فسادا وقتلا في سوريا وقتل عدد منهم في المواجهات مع ثوار سوريا “قد يكونوا مواطنين من الاتحاد الروسي يقاتلون في سوريا، ولكنهم ليسوا مرتبطين بالقوات المسلحة الروسية”.
ونقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية عن موظف سابق في شركة المرتزقة “فاغنر” وصديق للعديد من القتلى في الحادث قوله “إن هذه محاولة من قبل رجال الأعمال المحليين الذين يدعمون حالياً بشار الأسد للاستيلاء على حقول النفط والغاز التي يسيطر عليها الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكشفت هذه الخطوة أن شركات المرتزقة الروسية تمارس نفس ما فعلته الشركات الامريكية للمرتزقة في العراق، وأن “فاغنر” كأداة للسياسة الخارجية الروسية:
وكانت بداية كشف عمل شركات المرتزقة الروس في العالم العربي (سوريا ثم ليبيا) عبر تقارير نشرها موقع “War on the Rocks” الحربي عن أدوار سرية تقوم بها قوات روسية خاصة تسمي “سبيتسناز”، ومعها قوات مرتزقة روس من المتعاقدين العسكريين السابقين ممن كانوا يعملون في هذه الوحدات الخاصة، في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتزامن هذا مع كشف الخبير والمحلل العسكري السوري العميد الركن أحمد رحال عن وجود 10 شركات روسية على غرار، بلاك ووتر الأمريكية، تعمل في سوريا وتقاتل إلى جانب قوات الأسد.
أبرز تلك شركات المرتزقة الروسية التي ذكرها موقع “War on the Rocks” كانت كل من:
KSB- Antiterror – MAP – MSGroup – Center g – ATKgroup – Slave corps – PMC Wangner – E.N.O.T – Cossacks.
وسبق للوحدات الخاصة (المرتزقة) المسماة بـ “سبيتسناز” دخول معارك في افغانستان والشيشان ومناطق اخرى، وهي تابعه للمخابرات العسكرية الروسية، ولا يزيد عددها على 30الف، وهي مدربه بشكل خاص جدا على مهام كبرى مثل مواجهة مثل مواجهة حروب العصابات واعطاب المراكز الحيوية.
كما ان هناك تدخل للوحدات الخاصة لقوات (زاسلون) التابعة للاستخبارات الخارجية، و”كي اس” الشبيهة بقوات القيادة المشتركة الأمريكية.
وتعد شركة “فاجنر” أشهر شركات المرتزقة الروسية العاملة في سوريا وليبيا وكانت تسمي شركة “الفرقة السلافية” حينما دخلت الحرب في سوريا عام (2013) وانسحبت بعد أن تكبدت خسائر كبيرة، وتحولت إلى “فرقة فاغنر” التي حاربت في أوكرايينا في شبه جزيرة القرم، ومن ثم انتقلت إلى شرق أوكرايينا في لوغانسك، واسم رئيسها الحركي “فاغنر” الذي عاد مرة أخرى إلى سوريا في خريف عام 2015.
ورئيس “فاغنر” هو المقدم دميتري وتكين (46) عاما، الذي خدم في القوات الخاصة في منطقة بيشورا في الفرقة 700 اللواء الثاني استخبارات، وكان تعداد مجموعته (93) مقاتلا، قدموا إلى سوريا مع مطلع عام (2013) وخريف عام (2015) وعاد الثلث منهم فقط.
وتبلغ رواتب أعضاء فرقة “فاغنر” حوالي 3 -4 آلاف دولار شهريا، وهو مبلغ كبير قياسا إلى الدخول المتدنية في موسكو.