شهدت الخارطة البرلمانية أخيرا تغييرات ملحوظة تمثلت في انضمام بعض الكتل لبعضها البعض وزيادة أعداد البعض الآخر وتشكل كتل جديدة ، حيث انضم نائبان جديدان لكتلة حركة النهضة في حين تشكلت كتلة موحدة بين التيار الديمقراطي، وحركة الشعب ،ومستقلّين، لتصبح بذلك في المرتبة الثانية تحت قبة البرلمان بعد حركة النهضة . وتأتي هذه التطورات في وقت يسعى فيه رئيس الحكومة المكلف حبيب الجملي لتشكيل الحكومة الجديدة قبل نهاية الآجال الدستورية، وفي ضوء هذا المسعى تنزلت التغييرات الجارية على المستوى البرلماني في عملية عرض عضلات وتمترس وراء التمثيل البرلماني حتى يكون التمثيل داخل الحكومة عاكسا لموازين القوى البرلمانية.
كتلة جديدة
وشهد الأربعاء 27 نوفمبر 2019 ، إيداع تصريح بتكوين كتلة برلمانية جديدة تحمل اسم “المستقبل” برئاسة النائب عدنان بن إبراهيم وتضم 9 نواب. وأودع ممثلو 8 كتل نيابية حتى الآن مطالب رسمية لدى رئاسة البرلمان، لتشكيل كتل نيابية بشكل رسمي وقانوني، وهي: كتلة حركة النهضة (54 مقعدا)، والكتلة الديمقراطية (41 مقعدا)، وقلب تونس (38 مقعدا)، وائتلاف الكرامة (21 مقعدا)، والحزب الدستوري الحرّ (17 مقعدا)، والإصلاح الوطني (15 مقعدا)، وتحيا تونس (14 مقعدا)، والمستقبل (9 ) مقاعد.
النهضة تعزز موقعها
من جهته أعلن النائب عن كتلة النهضة نور الدين البحيري، عن انضمام نائبين جديدين لكتلة الحركة، ليرتفع بذلك عدد نوابها من 52 إلى 54 نائبا، وهناك مساعي لانضمام مستقلين جدد للكتلة . وقال البحيري، في تصريحات إعلامية بالبرلمان، إن “نواب حركة النهضة أودعوا طلب تكوين كتلة برلمانية تحمل اسم حركة النهضة دون الكشف عن رئيسها”.
و النائبان اللذان انضما لكتلة النهضة هما أحمد بالقاسم وشكري عمارة (مستقلاّن)، لتكون كتلة الحركة الأولى من حيث ترتيب الكتل داخل البرلمان.
توحيد كتلتين
وكان النائب غازي الشواشي الأربعاء 27 نوفمبر قد أعلن عن إيداع تصريح لتكوين كتلة مشتركة بين حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب و3 أحزاب أخرى وهي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ممثلًا في النائب منجي الرحوي، وحزب صوت الفلاحين ممثلًا في النائب فيصل التبيني، وحزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، ممثلًا في النائب عدنان الحاجي، بالإضافة إلى عدد من النواب المستقلّين، ليكون عدد نواب الكتلة الديمقراطية 41 نائبًا، وهي بذلك الكتلة الثانية في البرلمان. وسيتبادل قياديان من التيار الديمقراطي، وحركة الشعب وهما غازي الشواشي، وسالم الأبيض رئاسة الكتلة في البرلمان.
تغييرات أخرى
من جهته، أكد النائب عن حزب قلب تونس سفيان طوبال ( كان رئيس كتلة حزب نداء تونس في البرلمان المنتهية ولايته ) تكوين كتلة باسم الحزب تضمّ كلّ نوابه وعددهم 38، وسيكون رئيسها النائب حاتم المليكي، دون الإفصاح عما إذا كانت للحزب مشاورات مع مستقلّين أو أحزاب أخرى للانضمام للكتلة.
بدوره، قال النائب عن حركة مشروع تونس حسونة الناصفي إنه تمّ إيداع تصريح تكوين كتلة الإصلاح الوطني وتضمّ 15 نائبًا، يمثلون 4 أحزاب (المشروع وآفاق تونس والبديل التونسي ونداء تونس)، يرأسها الناصفي ويشغل منصب نائب الرئيس فيصل الطاهري (النائب عن حزب البديل).
وأشار الناصفي إلى وجود تقارب كبير بين كتلة الإصلاح الوطني وكتلة قلب تونس وأنه من الممكن تكوين كتلة موحدة بينهما.
أما النائب عن حزب تيار المحبة عصام برقوقي فأعلن عن تكوين “كتلة المستقبل” التي تضم 9 نواب بين متحزبين ومستقلّين ويرأسها النائب عن حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري عدنان بن إبراهيم.
وتعد عبير موسي المرأة الوحيدة التي تترأس كتلة بالبرلمان، الحزب الدستوري الحر، فيما لم تعلن حركة النهضة حتى الساعة عن هوية رئيس كتلتها الذي سيتم انتخابه نهاية هذا الاسبوع. وسيتم غدا الجمعة الإعلان رسميا خلال جلسة عامة عن تركيبة مكتب المجلس وكذلك الكتل.
تشكيل الحكومة
يؤكد رئيس الحزب الأول ورئيس البرلمان الشيخ راشد الغنوشي على أن الحكومة ستتشكل في أقرب الآجال، وهو ما يشير إليه رئيس الحكومة المكلف حبيب الجملي الذي يشدّد على أن الوقت لا يمكن أن يمثل عامل ضغط على المشاورات التي يجريها في هذا الصدد، ويبدو أن الحزب الأول ورئيس الحكومة المكلف من قبله ليسا على عجلة من أمرهم رغم التصريحات المطمئنة بأن ذلك سيكون في الآجال الدستورية. وكان رئيس حزب التيار الديمقراطي، محمد عبو قد ذكر في إحدى تصريحاته بأن حزب حركة النهضة أبلغهم بأنه قادر على تشكيل الحكومة بدون التيار الديمقراطي،( ليبرالي ) ويرفض مشاركة حزب قلب تونس في الحكومة ،( ويلتقي بذلك مع حركة النهضة ) وحليفه حركة الشعب ( قومي عربي ) الذي يقبل بمشاركة حزب قلب تونس في الحكومة القادمة ويدافع عن ذلك ( ويلتقي في ذلك مع حزب تحيا تونس 14 نائبا ) ..