إذا كان القرار يخص فريق العمل كله فلا تحاول شحنه ضد المدير وكن وسطاً ولا تعلن الحرب عليه
أصحاب العمل يحتاجون لمن يعمل بجد وإتقان فتنفس العزة بالنفس وارفض أي إهانة
عند حدوث مشكلة بالعمل اطرد إحساس القهر والظلم لأنهما يتسببان بضرر بالغ وقد يدفعانك للتعامل بعدوانية
يعد سوء العلاقة مع المدير ومع الزملاء من المنغصات، ويؤثر على إتقان العمل ويتسبب بالإجهاد ويقلل الطاقات وقد يقلل جودة الحياة.
نود التمهل قبل اتهام المدير بالتعنت، ولنتوقف للإجابة بأمانة عن هذه الأسئلة:
– هل نتوقع من المدير تلبية جميع طلباتنا دون مناقشة؟
– هل نرى أنه يجب أن يكون لطيفاً وعادلاً ومستوعباً لكل مشكلات العمل دائماً؟
– هل نطالبه بتفهم ظروفنا الخاصة بدءاً من تأخر الوصول للعمل وانتهاءً بعدم إنجاز عمل مهم؟
– هل نتوقع تراجعه عن قرار اتخذه بعد انتقاده أمام زملاء أو الإثبات بحدة أنه مخطئ؟
إذا كانت الإجابة بـ”نعم” عن بعض هذه الأسئلة فالمشكلة لدى من يفكر هكذا؛ فهو يطلب مديراً غير موجود بالواقع؛ فغالبية المديرين يحتدون أحياناً، ويضيقون دوماً بالتأخر في العمل والتراخي في الإنجاز، ولا يتراجعون بسبب الانتقاد ويرفضون الحدة.
نحن لا نطالب بالسلبية أبداً؛ ولكن بإتقان اختيار وقت وأسلوب المطالبة بالحقوق؛ فلا تطلب ترقية إثر خلاف معه أو بعد تأخرك في إنجاز؛ لأنه سيرفضه، ولا تقل: أريد كذا فهو حقي ولن أتنازل عنه؛ فهذا يدفعه للرفض، ولا تتوسل في الطلب فسينتقص من شأنك، وهو ما لا نقبله لك.
شكاوى وحلول
استمعنا لشكاوى بعض المديرين وشكاوى بعض الزملاء:
– مديري يرفض النقاش ويقول: إذا حدثت مشكلة فسأدفع ثمنها، ولا تتدخلوا بقراراتي حتى إذا كان القرار يخص الجميع أو يخصني.
هذا المدير: لا تجادله ولا تحاول إقناعه بعكس قناعاته؛ خاصة أثناء غضبه أو أمام الآخرين، اتركه حتى يهدأ ثم كلمه -على انفراد- وبأقل كلمات قدم له البديل الذي تريده بصورة اقتراح، ودعه يفكر به دون إلحاح أو ضغط.
أما إذا كان القرار يخص الجميع؛ فلا تحاول شحن الجميع ضده، وكأن الأمر معركة شخصية مع المدير، وكن وسطاً ولا تعلن الحرب عليه.
– زميلة تتعمد الضحك بسخرية عندما يتكلم البعض.
هذه تسعى لإثارة المشكلات، ومن الذكاء تجاهلها، وعندما لا تجد الاهتمام ستقل سخافاتها، ولو بعد حين.
– زميل يتعمد تسفيه أي اقتراح أو يدعي أنه غير إيجابي، ويعلن ذلك أمام المديرين.
نوصي بضبط النفس ومنع استدراجك لمشاجرة، ولا تنظر لوجهه؛ فيستفزك، ورتب أفكارك قبل الرد، ولا تكن حاداً ولا ترد وكأنك متهم تدافع عن نفسك، واذكر في نقاط محددة أهمية اقتراحك، وأظهر دهشتك من كلامه.
سخافات وتعنت
– مديري يقول كلاماً مثل: “أنت لا تقدّر أهمية أنك تعمل معنا”، “لا أعرف ما يصبرني عليك”، “لماذا لا تستقيل لأرتاح؟”.. وغالباً ما يقول ذلك لشخص غير مخطئ.
لا تعش دور الضحية، ولا ترد باتهامات، ولا تجعله يدفعك للإساءة إليه.
يجب التفرقة بين مدير يسيء التصرف معك وحدك، أو مع جميع الزملاء؛ فإذا كان يفعل معك وحدك؛ فابحث عن السبب؛ فقد تكون ردودك حادة، أو تدافع عن خطأ بالعمل.
تذكر ضرورة إغلاق الأبواب التي تؤدي لمضايقات المدير أو الزملاء، وهناك خط وسط بين قبول الإساءة والتصعيد.
– مدير يضايق البنات ويقول لهن: لماذا غادرتن المطبخ؟
مثل هذه السخافات لا تستحق الاهتمام.
– المدير الذي يتعنت بالموافقة على الإجازة.
احرص على الانتهاء من عملك قبل تقديم الإجازة، واتفق مع زميل على أداء عملك في أثنائها وستفعل ذلك معه، ولا تطلب من المدير الموافقة على الإجازة وهو منشغل أو إثر مشاجرة بينكما، أو أمام الآخرين، واطلبها قبلها بوقت كاف؛ لتقليل احتمالات رفضه.
وسيوافق متى واصلت الطلب فهذا حقك، ولا تشكُه لأحد ولا تبدِ تبرّمك من رفضه؛ فيتعمد مضايقتك إذا كان سيئاً.
– زميل يتفرغ للتنظير على عمل زملائه ويقول: هذا خطأ، وهذا صواب، ويترك عمله.
نطالب بردعه بهدوء ورفض تدخله وتنبيهه ليؤدي عمله.
مؤامرات واحتياج
– زميل يتآمر على زملائه: نود كشفه ونشر مؤامراته –بلا شتائم- وعدم السماح له بالتمادي.
– أحياناً نتعرض للإهانة بالأقوال أو الأفعال، وأصحاب الأعمال يستغلون احتياجنا للعمل.
أصحاب العمل يحتاجون لمن يعمل بجد وإخلاص وإتقان؛ فتنفس العزة بالنفس وارفض أي إهانة؛ فستتضاعف إذا قبلتها، والعكس صحيح، وتجنب الصراخ والحدة، وكن حازماً ولا تبالغ بالحساسية وتفسر أي نقد أو توجيه وكأنه إهانة.
– مديرتي صوتها عالٍ جداً وتصرخ كثيراً.
تجنب الرد باستفزاز، ولا تنظر إليها بتحدٍّ ولا باستعطاف، ولا تتكلم عنها بالسوء مع الزملاء -ولو وثقت بهم- وتناسَها فور ابتعادك عنها، وركز بإتقان عملك، ولتغلق أمامها أبواب إساءة التصرف معك وتجاهلها.
– في عملي يطالبونني بالأداء بسرعة فأشعر بالضغط وأتوتر.
تدرب ألا تعتبره ضغطاً، بل طبيعة عمل، واستعد مبكراً بتنظيم الملفات وتوفير البيانات لتكون جاهزة عند الطلب، هذا على سبيل مثال، وكل عمل لديه الاستعداد المناسب.
وتعلم السرعة بالأداء بلا توتر؛ فلست بامتحان ولا يريدون مضايقتك، واعتدل بجلستك وأغلق فمك وتنفس من الأنف فقط مع مد البطن قليلاً للأمام؛ فهذا الوضع يهدئك كثيراً، وتعامل بهدوء، وأرخِ ملامح وجهك وأنت تعمل؛ وسيزول التوتر.
حقد وغياب راحة
– يضايقني الحقد والنفوس المريضة لبعض الزملاء.
لا نتعامل مع ملائكة؛ ولا يخلو أي تجمع من أناس سيئين، ونوصي بحسن التعامل معهم، وألا يبدو على ملامحك عدم احترامهم، ولا يعني نفاقهم.
– زملائي يتدخلون فيما لا يخصهم، وأرد بأقل الكلام، ولا أذكر ما يخصني أمامهم.
الحفاظ على الخصوصية شيء رائع، ولا تبالغ فتتعامل مع أي إبداء للرأي وكأنه تدخل، واهتم بألا تظهر تعابير وجهك غضباً أو كراهية لهم.
– يجب أن تكون بيئة العمل مريحة نفسياً أو فاتركه؛ فبغياب الراحة لن أؤدي عملي جيداً.
كثيراً ما تكون بيئة العمل غير مريحة؛ بسبب صعوبة طبيعة العمل من حيث المواعيد، أو سخافات زملاء، أو مضايقات مدير، وأمامنا اختياران:
الأول: التركيز عليها وشحن أنفسنا نفسياً، ونزيد بأيدينا متاعبنا وهو ما سيؤثر بالسلب على أداء العمل، وسنخطئ ونعطي من يضايقنا الفرصة لإيذائنا.
الثاني: التركيز على إنجاز العمل؛ وهو ما سيهدئ العقل ويجعلنا نفرح بالإنجاز، ويتم تفويت الفرصة على من يرانا مخطئين، ونكتسب الخبرة.
ولا تترك العمل إلا عند العثور على عمل مثله أو أفضل؛ ففرصك أفضل للعثور على عمل وأنت تعمل.
تذكر دائماً:
1- كن لطيفاً مع زملائك بالعمل -مع بعض التحفظ- وعدم إخبارهم بأمورك الخاصة، ولا تتدخل في شؤونهم، ولا تنتقدهم، واهتم بنجاحك في العمل والحياة؛ وستربح كثيراً.
2- ركز على الفرح بمزايا العمل وإن قلّت؛ حتى تزيد طاقتك الإيجابية، وللتقليل من أي تفكير بعيوب العمل.
3- تعلم مهارات التعامل بهدوء وتدرج ودون تقديم تنازلات مع الزملاء والرؤساء.
4- عند حدوث مشكلة بالعمل اطرد إحساس القهر والظلم؛ لأنهما يتسببان بضرر بالغ، وقد يدفعانك للتعامل بعدوانية، ويتم تحميلك أعباء نفسية هائلة تسرق منك فرصك للبحث عن حل.
5- أحياناً يصعب حل المشكلة؛ فعندئذ لا تشترط انتهاء المشكلة سريعاً؛ بل اقبل بتخفيف حدتها، واعمل على إنهائها بصبر ومثابرة.
6- لا تخطئ في حق رئيسك أو الزملاء إذا حدثت مشكلة معهم، واسرد وقائع محددة بلا تجاوز بحق أي طرف بما يساعد على فوزك بمطالبك وعدم تجاهل الرؤساء له.
7- أخبرني شاب بمضايقات زملائه، فقلت له: اكتبها حتى لا تنساها، وإذا حاولوا إيذاءك استخدمها، وأخبر مديرك بها، وأنك لم تكن تريد الشكوى حرصاً على العمل، إذا كانت هناك 6 وقائع مهمة للغاية فلا تزد عليها 4 أخرى غير مهمة؛ لكي يظهر أن هناك مشكلات كثيرة، فالأربع الأخرى ستضعف الـست الأقوى؛ فالمسألة ليست بالكم بل بالمضمون.
8- إذا اتهمك مديرك أو زميلك بشيء فلا ترد بأنه سيئ والجميع يكرهونه، حتى لو كان ذلك صحيحاً؛ حتى لا يتحول الأمر إلى صراع، بل وضّح موقفك فقط.
9- عندما تعاني من مشكلات صحية أو عائلية فتنبه وأنت في عملك حتى لا تصنع مشكلات به.
10- هدّئ نفسك، ولا تتعامل مع مشكلات العمل وكأنها كارثة.
ــــــــــــــــــــــ
(*) نائب رئيس تحرير الأهرام.